(وما برح التعقيد يلعب دوراً هو يحكمنا ماشاء ان يتحكما فأملى ولكن الزمان غريمهُ اهوى ولكن بالحتوف وبالدما)* منذ حادثة وفاة طالبات في مدرسة ابتدائية بجلاجل عام 1397ه 1977م ، قبل أكثر من 34عاما، حيث سقطت المدرسة على فتيات مدرسة حكومية في بيت طيني مستأجر ..، وكان الأمر مروعا ، لم تكن وسائل الإعلام ممكن أن تنقل الخبر سريعا ولا يوجد هناك مواقع للتواصل الاجتماعي ، ناهيك عن الاستسلام للقضاء والقدر ، أو تركيب المصائب ان صح التعبير عليه ، ناسين الحكمة النبوية الرائعة ( اعقلها وتوكل ). منذ ذلك الحين وحوادث مدارس البنات في سلسلة تبدأ ولا تنتهي ، وكل حادث أفظع من الآخر ، هناك عمليات السحق للفتيات الصغيرات ، يتعثرن بعباءاتهن ، وتجرهن عجلات الحافلة المدرسية ، فتقصر حياتهن وتنقلهن للآخرة لا لبيوتهن .. وهي حوادث متناثرة منذ تم التصميم على أن الأنثى منبع شهوة حتى ولو لم تتجاوز العشر سنوات .. ثم أتت حوادث الحريق التي ما زالت عالقة رائحة دخان مدرسة مكةالمكرمة عام 2002 والتي ذهب ضحيتها 15 فتاة وعدد كبير من الجريحات.. جاءت حادثة مدارس ( براعم الوطن ). حيث شب الحريق ، أبدت المعلمات شجاعة رائعة في حفظ أرواح اليوافع ، واستبسلن لدرجة الشهادة .. لا ننسى أيضا حادثة طفلة القطيف التي تركت تموت وحيدة في الحافلة ،وأهلها مرتاحون يظنونها في المدرسة .. كل تلك الحوادث في ظل إهمال كبير وتقصير يكاد يكون متعمدا ، حيث تم ترك الفقرة الأولى من الحكمة النبوية ،( اعقلها ). زاد الطين بلة بل الموت دماء حادث حافلة حايل الذي أودى بحياة 12 طالبة جامعية ..بسبب سوء الطريق .. لو حللنا لوجدنا أن الجرائم تلك ، تشترك بها جهات كثيرة ، لم تلاق جزاءها منذ حادثة بنات جلاجل ، حتى يومنا هذا ، فمدرسة بدون مخارج طوارئ آمنة وواضحة ، هو تقصير يؤدي لجريمة قتل وجرح ، وتقصير الدفاع المدني في أكثر من أمر هو مدعاة للمساءلة . منها لا تمنح الرخص للمدارس إلا بعد استكمال جميع وسائل السلامة ، وأولها صفارات الإنذار من الحريق متخذين من شعار السلامة أولا مبدأ أساسيا وصارما . المتابعة الشهرية لكل المدارس والجامعات التي لابد ان تكون فرق الإنقاذ متواجدة دائما . تفقّد وسائل السلامة ومخارج الطوارئ وطبعا التأكد من عمل صفارات الحريق ووصلات الكهرباء ، لابد منه تعب سويعات كل شهر أفضل ألف مرة من نعوش نحو المقابر .. ووأد مستقبل الوطن من خلال وأد الفتيات ومدرساتهن .. التربية والتعليم لابد لها من أن تدرب المدرسات على وسائل السلامة ، وهو ليس بالأمر الصعب ولا المكلف ، كل مدرسة تتكفل بتدريب كادرها ، ومن ثم تواجد فرق في المراكز التعليمية كالإشراف التربوي ، للاختبار المنظم ..ولا ننسى الجامعات ومبانيها ، من أمن العقوبة أساء الأدب ، ولكن هنا الإساءة أعظم إنها أرواح بريئة ، وأهل بعثوا بناتهم للتعلم لا للقبر ،والوطن ينتظر الخير منهن لا الموت لهن .. هذه الحوادث تتكرر بصورة مفجعة .. لذا لابد من عقوبات رادعة . لكل المتسببين ، ومن ضمنهم البلديات كل في محيطه ، فإن قصرت التربية والتعليم في اكتشاف المباني الآيلة للسقوط في مدارسها والتعليم الخاص ، فيجب ألا تغفل البلدية عن ذلك ، تماما كما لا تغفل عن ترتيب وتنظيم الشوارع التي تمر بها سيارات المسئولين الكبار ، حيث الواجهة تخفي الشيء الكثير .. أخيرا أسترجع حادثة مدرسة جلاجل ، وأتذكر أن الأهالي رفعوا برقية شكر للمسئولين ، يا لهف قلبي ،لأن المسئولين تكرموا ببعث برقيات تعزية للآباء . بعد حين من ذلك كانت الحوادث تلاقي ضجة إعلامية في بداياتها ثم سكوتا كبيرا .. لامتابعة ولا محاكمات .. وصمت الأموات في انتظار حادثة جديدة ، ثم ضجة فصمت ، هكذا دواليك .. سلبية الأهالي في معالجة هذه المواضيع أولا بأول هي التي جعلت الحوادث تتكرر .. وعدم الوقوف ضد هذه الحوادث ، سواء في مدارس الدولة أو التعليم الأهلي ، والجامعات ..ورفع الأمر للقضاء . فالقضاء لا يغلق أبوابه .. مع متابعة كاملة ، والتعامل مع المواضيع بروح الحق وهو حق عام للوطن وحق خاص لذوي المفقودات ..بمناسبة ذكر الأهالي لم نسمع عن وفد من منطقة الرياض مثلا ذهب ليعزي في جدة ولا من الشرقية لحائل ..لماذا لايكون هناك تواصل وتآزر . وشعور بفاجعة الوطن .. لعلّ سؤالا طبيعيا يتبادر للذهن قبل اختتام المقال ، لماذا تكثر الحوادث في مدارس البنات ، عنها في مدارس البنين ؟ .. مع حمدنا لله وشكره ، إلا أن الإجابة هي وضوح المخارج ، قصر الجدران ، وسرعة حركة الطلاب والمدرسين ، عدم وجود عوائق في الملبس .. ولا الأبواب مقفولة .. اعقلها وتوكل ، ومن لا يعقلها ، يلقَ عقابه ... · من قصيدة شيخنا الفقيد عبد الله بن خميس بعد حادثة مدرسة جلاجل ..