يبدو أن عام 2012 سيكون عام الأزمات السياسية الخانقة في العراق، فبعد قضية نائب الرئيس طارق الهاشمي واتهامه بالتورط في دعم أعمال مسلحة وقتل العراقيين، ظهرت قضية سحب الثقة عن عدد من النواب بتهم الفساد والتشهير بالقضاء والارهاب في وقت تجرى فيه الاستعدادات لعقد مؤتمر وطني بهدف تنقية الأجواء قبيل القمة العربية المقررة بالعاصمة العراقية نهاية الشهر المقبل. يقود الرئيس العراقي جلال طالباني عملية تصالح بين القوى السياسية في العراق يعول عليها ان تكون ذات نتائج ايجابية لانهاء الأزمة السياسية الخانقة التي ودع بها العراقيون عام 2011 والتي تتعلق بقضية نائب الرئيس طارق الهاشمي واتهامه بقيادة ودعم أعمال مسلحة لقتل العراقيين، وأيضا قضية طرد نائب رئيس مجلس الوزراء صالح المطلق من منصبه لتهجمه على رئيس الوزراء نوري المالكي ونعته ب» الديكتاتور». وفي استجابة لدعوة طالباني لهذا المؤتمر ، سمح زعيم الكتلة العراقية اياد علاوي لنواب الكتلة ووزرائها باستئناف عملهم في البرلمان والحكومة بعد مقاطعة استمرت نحو شهرين على خلفية قضية الهاشمي والمطلق. وقال فارس مهدي / 46عاما/ وهو موظف حكومي «أعتقد أن العام الحالي سيكون عام المفاجأت، وكشف المستور عن تورط أطراف سياسية في قيادة أعمال العنف لكن هذا الموضوع سيتم معالجته خلف الكواليس من خلال تنازلات بين الكتل لتسجل كل المشاكل ضد مجهول وبالتالي كأن شيئا لم يكن فنعود بعد فترة للدخول في أزمة». وتسعى أطراف سياسية في العراق الى التوصل الى حلول ارضائية لمعالجة الأزمة ولملمة خيوطها قبيل انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد في 29 من الشهر المقبل حيث يسعى العراق الى نصر سياسي ودبلوماسي عربي لاول مرة منذ الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003يتمثل بجمع الزعماء والقادة العرب في بغداد رغم أجواء الأمن غير المستقرة. تأتي التقلبات السياسية في العراق في وقت عجز البرلمان العراقي فيه عن اتمام المصادقة على الموازنة العامة للبلاد للعام الحالي والبالغة 100مليار دولار حيث تم ارجاء المناقشة الى منتصف الشهر الجاري مما يعني تأخر اقرارها خلال هذا الشهر فضلا عن تأخر مناقشة قوانين مهمة وخطيرة أبرزها قانون النفط والغاز. في شأن اخر قتلت امرأتان عراقيتان الاولى مديرة سجن النساء والثانية زوجة ضابط بالجيش العراقي، بينما اصيب 3 اشخاص احدهم رجل امن بجروح في سلسلة من اعمال العنف في العراق. وقال مصدر في وزارة العدل العراقية إن «مديرة سجن النساء بالعاصمة العراقية لقيت مصرعها، بينما اصيب احد عناصر حمايتها بجروح في هجوم شنه مسلحون مجهولون على موكبها صباح الثلاثاء». واضاف أن «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة مدنية فتحوا النار من أسلحة رشاشة على موكبها لدى مروره على الطريق السريع في منطقة الدورة جنوب غرب بغداد، ما أسفر عن مقتلها في الحال وإصابة احد عناصر حمايتها بجروح»