سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باوزير: غياب الزمالات المهنية وندرة برامج الدراسات العليا يهددان مستقبل الصيدلة عدد الصيادلة المتعاقدين بالمملكة يبلغ 30 ألفاً وسعودة قطاع الدواء تحتاج 15 سنة
قدر الدكتور صالح باوزير نائب رئيس هيئة الغذاء والدواء لشئون الدواء عدد الصيادلة المتعاقدين بالمملكة بنحو 30 ألف صيدلي متعاقد، لافتا إلى أنه من المتوقع خلال الخمس سنوات المقبلة أن تخرج كليات الصيدلة والبالغ عددها 17 كلية حوالي أربعة آلاف صيدلي. وأوضح في تصريحات ل"الرياض" أن هيئة الغذاء والدواء تحرص وتدعم سعودة قطاع الدواء كجزء من واجبها الوطني، غير أنه قال انه نظراً لندرة وقلة الصيادلة السعوديين فإنه من المتوقع أن تحتاج المملكة من 10 إلى 15 سنة لسعودة نحو 70% إلى 80%. إلى ذلك وصف ممارسون صحيون مهنة الصيدلة بكافة تخصصاتها بأنها متأخرة عن دورها المأمول في المملكة, بالرغم من أنها ركن أساسي في منظومة الرعاية الصحية ويعود ذلك في رأي كثير من المراقبين إلى النقص الشديد في عدد الصيادلة والصيدلانيات من المواطنين. وقال الصيدلي عبدالرحمن بن سلطان السلطان الباحث الدوائي والمتخصص في الإدارة الصيدلية ان برامج التعليم الصيدلي خلال السنوات الأخيرة قد تضاعفت بشكل سريع جداً، حيث تجاوز عدد كليات الصيدلة بالمملكة أكثر من ست عشرة كلية ما بين حكومية وخاصة، بعد أن كانت مجرد كلية وحيدة في جامعة الملك سعود بالرياض قبل سنوات قليلة معدودة. وأضاف "تشير التقديرات إلى أنه من المتوقع أن يتخطى عدد الخريجين والخريجات عام 2015م سقف الألف صيدلاني وصيدلانية سنوياً، وبنسبة نمو سنوية تبلغ 7- 10%، موزعين بشكل متناسب على مناطق المملكة، مع تركيز نسبي في المنطقتين الوسطى والغربية، حيث تتواجد كليات الصيدلة الأهلية". وأشار السلطان إلى أن الكتيب الإحصائي السنوي الصادر عن الإدارة العامة للإحصاء بوزارة الصحة يذكر أن نسبة الصيادلة (سعوديين وغير سعوديين) إلى السكان تبلغ صيدليا واحدا لكل 21347 مواطناً ومقيماً، أي بنسبة 18.3% في القطاع العام، بينما لم تتجاوز 3% في القطاع الخاص. عبدالرحمن السلطان سوق العمل وأوضح السلطان أن التوسع الكبير في التعليم الجامعي الصيدلي أدى إلى بروز عدة تساؤلات، ليس أولها أثر هذه الزيادة في عدد الخريجين على سوق العمل ومستوى الرواتب، ولكن أهمها هو مستوى جودة ونوعية التعليم الجامعي الصيدلي، مضيفا "لقد كانت الخطط الدراسية محل انتقاد واسع نظراً لعدم تجددها ومواكبتها التطورات المتسارعة في تطبيقات الرعاية الصيدلية والتخصصات الصيدلية الدقيقة، فأضافت هذه الكليات الجديدة عنصر غياب أعضاء هيئة التدريس من المواطنين والاعتماد على دولة عربية تعتبر مختلفة المعايير الصيدلية المتقدمة، مما يؤثر وبلا شك على جودة المخرجات". معضلة ما بعد الجامعي ولكن المشكلة الأبرز في نظر السلطان التي تواجه جمهور الصيادلة والصيدلانيات الممارسين هي غياب برامج الزمالات أو الماجستير المهني، على عكس ما هو متوفر في برامج التخصص للأطباء، والتي تشرف عليها الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، ويتجاوز عددها الأربعين برنامجاً ما بين تخصص عام ودقيق، بينما لا يقدم سوى برنامج واحد للصيدلة، وهو برنامج الإقامة، والذي لا يتجاوز القبول السنوي فيه أصابع اليد الواحدة. وقال ان بعض التخصصات الدقيقة في مجال الصيدلة غير موجودة بالمملكة، مثل التخصص في الأدوية البيطرية للصيادلة وكذلك الإعلام الدوائي والشؤون التنظيمية للأدوية، والمنشطات الرياضية، وهي تخصصات أضحت مهمة وذات احتياج واضح سواء في القطاع العام أو الخاص. أفكار مبتكرة وأكد السلطان على الحاجة إلى الأفكار المبتكرة، التي تضيف إلى تعليمنا الصيدلي، ولعل البداية تكون من خلال تنوع واختلاف الخطط والمناهج الدراسية في كليات الصيدلة عبر المملكة، وعدم التركيز على منح درجة علمية واحدة، وذلك بهدف إذكاء روح التنافس الشريف بين الكليات المختلفة على استقطاب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المتميزين، كما هو حاصل في كليات الصيدلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أضحت تقدم درجتين علميتين في آن واحد في مجال الصيدلة والصحة العامة أو تعزيز الصحة وحتى إدارة الأعمال MBA, ودعوة الخريجين القدامى لإبداء آرائهم في المناهج، بل والاستعانة ببعضهم في تقديم بعض المحاضرات للطلاب، والإشراف على مشاريع التخرج التطبيقية. شركات تعليمية مع المصانع وأكد السلطان من واقع خبرته السابقة في الصناعة الدوائية أن الأهم من ذلك هو عقد شراكات حقيقية طويلة الأمد بين كليات الصيدلة من جهة ومصانع الأدوية المحلية وشركات الأدوية المختلفة من جهة أخرى، نحو تطوير الخطط الدراسية بما يتلائم ومتطلبات سوق العمل، مع التركيز على تفعيل مراكز البحوث في الكليات والجامعات من خلال إشراك الطلاب في العملية البحثية المتواصلة، وجعلها جزءاً أساسياً من متطلبات الحصول على الشهادة الجامعية والدراسات العليا من باب أولى. مجلس تنسيقي وفي هذا الصدد يقترح السلطان إنشاء مجلس تنسيقي بين كليات الصيدلة في المملكة، بهدف تبادل الخبرات، وتعميم التجارب الناجحة، وتفعيل برامج الأساتذة الزائرين بين الكليات، وتنسيق زيارات الوفود الطلابية كذلك، مع ضرورة مشاركة الجهات الصيدلانية الكبرى بالمملكة مثل الهيئة العامة للغذاء والدواء ووزارة الصحة واللجنة الوطنية للصناعات الدوائية وكذلك المجلس العلمي للصيدلة بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية في مثل هذه المجلس.