سكَن الرجلُ يسكُن سُكُوناً. والتحرّك قرّ، وفُلانُ دراهُ وفي دارهِ، سكناً وسُكنى استوطنها وأقام بها. " مُحيط المُحيط " لبُطرس البُستاني. إذاً فالسكن ضرورة حياتية للبشر. لا يمكن تخيّل حياة فرد أو أسرة دون دار تحتويهم. هل أصبح وجود سكن ملائم همّا لكل حالمٍ في بلادنا؟؟ الحقيقة نعم بل هو أكبر الهموم، لهذا السبب سارع الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز في إصدار أوامره العاجلة بإنشاء وزارة للاسكان باشرت مهامها فوراً، بل وبدأت في تنفيذ مشاريع إسكان عاجلة. حسناً أين المشكلة إذاً ؟؟ المشكلة أن(الأرض) قد ضاقتْ بالناس رغم (رحابتها) واتساعها..! نعم الأرض هي الكابوس الذي يجثم على صدر الأحلام. ليس فقط لدى الحالمين بسكن متواضع من عامة الناس، بل حتى عند وزارة الإسكان رغم كل الدعم والمؤازرة الذي تلقاه من الجميع أليست هي سفينة الأحلام المُحمّلة ب (الشقق والدوبلكسات وحتى البيوت الشعبيّه)؟؟ المهم أربعة جدران وسقف وبعدها يحلّها الحلاّل. إذاً العقبة الكبرى هي الأرض وليست أيّ أرض. بل الأرض القابلة للتخطيط الصالحة للبناء ،القريبة من المرافق الأساسية. حتى نتعرّف على المدعو (كابوس) تأمين أرض سكنيّة سأنقل لكم حكاية واقعية بعثتها لي مواطنة من هذه (الأرض) الطيبة يمكن أن تساعد في إيضاح حجم المشكلة أضعها أمام أصحاب القلوب النقيّة من أهل الحل والعقد، تقول: " قبل إحدى وعشرين سنة تزوجت من رجل لا يملك إلا وظيفته مثل أغلب الشباب. مرت السنة الأولى من الزواج ورُزقنا بالمولود الأول ومرت السنة الثانية ورزقنا الله ببنتين توأم. في السنة الخامسة شرّف مولودنا الرابع ذكراً. كل هذه السنين ونحن نقطن في شقة إيجار مثل أغلب المتزوجين الجدد. بعدها تذكر زوجي انه قبل زواجنا بأربع سنوات قدم لطلب منحة أرض سكنية من الدولة ". بعد إلحاح مني أن يعيد المراجعة في الطلب لأننا نتمنى العيش في بيت خاصيتنا له (حوش) وحديقة صغيرة وغرف يرتاح فيها أولادنا.. المهم بعد مراجعات طويلة جاء زوجي ذاك اليوم الذي لن أنساه قائلاً هيا قومي سآخذكم أنت والعيال اليوم موعدنا مع المسّاح عشان يحدد أرض المنحة " انتهت المساحة. أُكمل في المقال القادم.