رغم أن هناك الكثير من الهواجس الثقافية التى تتعلق بتدني اهتمام بعض الاجيال بلغتنا العربية الرائعة ,لتأثير الانفتاح الاعلامي والتقني في حياتنا المعاصرة ,إلا ان هناك نسبة كبيرة من المتابعين تحتاج لان تتعلم الانجليزية لاسباب بدهية خاصة ان هناك اجيالا لم تتعلم اللغات الاجنبية في المدارس إلى جانب لغتهم الام إلا فى مراحل متأخرة, ما يجعل هاجس او فلنقل بصراحة عقدة اللغة الانجليزية تؤثر فى الاغلبية. لذا بدت فكرة تعليمها من خلال الترفيه والتسلية فكرة جديدة ومفيدة في نفس الوقت. واسلوب التعلم بالمشاهدة مبدأ معروف فى علم النفس, كما ان مفهوم التعلم من خلال اللعب والترفيه ايضا موثق تربويا , فماذا يحدث حين يتم مزج الاسلوبين من خلال قناة يوتيوبية متاحة للجميع؟ لقد قام مجموعة من الشباب السعودي بتقديم برنامج " فلمها" وهو الاول من نوعه فى الشرق الاوسط الذى يدمج بين التعليم والترفيه لهذا الغرض, ويقوم فيه لؤى الشريف - صاحب الفكرة - بإرشاد المشاهدين عن كيفية تحسين لغتهم الانجليزية عن طريق الافلام. وفكرة البرنامج هى عبارة عن محتوى لجمل وكلمات وردت في فيلم ما مرفقة مع ملف مع امثلة لاستخدامها في حياتنا اليومية. ويقول المقدم بأنه هكذا تعلم اللغة فى سنوات مراهقته,اذ انه كان يرى كيف كان الاهالى يرسلون ابناءهم للخارج من اجل تقوية مهارات لغتهم الانجليزية في شهور الصيف بينما ظروفه الشخصية لم تكن تسنح له هذا الترف, فقرر ان يعلم نفسه عن طريق مشاهدة الافلام. وعندما كبر وأتقن اللغة قرر ان يعلمها الآخرين بنفس الاسلوب كى تتم الاستفادة للجميع ,وهكذا تعاون مع بقية الفريق المنتج لبرنامج فلمها لانشاء القناة الخاصة بتعليم اللغة الانجليزية على اليوتيوب من خلال الترفيه والتى حصدت اكثر من سبعين الف مشاهد في اول اسبوع من بثها. ويقول عن نسبة رضا وتقييم متابعيهم بأنها فاقت كل التوقعات ما سيشجع فريق العمل على عطاء افضل لاشك ومنه الاستمرار على نفس الاسلوب التعليمي لمساعدة متابعيهم لتعلم اللغة الانجليزية بإضافة تقديم مجموعة اسكتشات مرحة لدعم ما يتم تعليمه في الحلقات. ولقد شاهدتُ بعض اللقطات فى سياق الحلقة الاولى وبدت مضحكة للغاية ومنها مثلا ما يتم استخدامه بتكرار وهى كلمة " وات؟" بالانجليزية وتعنى كلمة "ماذا " كما هو معروف ، وعادة ما تأتي بعدة صيغ واغلب المبتدئين يستخدمونها حرفيا بشكل غير دقيق عندما يريدون ان يقولوا " عفوا او" لو سمحت ماذا قلت" لاحد ما , غير ان إخراج المشهد المتعلق بهذا التعبير كان مبدعا وغير متوقع على الاطلاق بصورته الكاريكاتيرية. وهذا ما يضفي على الدروس روحها المرحة والتى تجعل المشاهد يرتاح من المتابعة بدلا من شعوره بالملل وبأنه امام درس مرهق. مشهد مبالغ آخر بدا وهو يقلد بعض حركات افلام الخيال العلمى, ايضا بأسلوب مبالغ ومضحك . وفى النهاية يمكن للمتابع ان يستعين بملف الجمل والكلمات المستخدمة فى الحلقة ليراجعها بنفسه. فتهنئة لفريق العمل : لؤي الشريف ، محمد مهنا ، عمرو ضليمى وطارق نادر ومزيدا من النجاح والتألق إن شاء الله .