يظل حي معكال وسط الرياض القديمة أحد أقدم أحياء العاصمة، حيث يذكر عدد من الباحثين أنه و»حي مقرن» يمثلان فيما مضى بلدتين صغيرتين تتنافسان فيما بينهما، وتتجاوران وتتقاربان في المساحة والنفوذ، وقد ذكر الأديب العلامة عبدالله بن محمد بن خميس -رحمه الله- في كتابه «معجم اليمامة» أن معكال حي قديم من أحياء الرياض، وكان له شأن؛ في حين قال «خالد بن أحمد السليمان»: إن «معكال» بلدة عامرة قديمة مند أكثر من سبعة قرون، وكانت تشكل مع «مقرن» البلدة المجاورة لها الرياض القديمة في القرن الثاني عشر الهجري. وقد ذكر المؤرخ «العاصمي» مؤرخ مكة أن شريف مكة «حسن بن أبا نمي» غزا بلدة معكال سنة 986ه, وحاصرها بجنوده حتى تعهدوا له دفع مقرر سنوي بعد أحداث طوال، كما ذكر «السليمان» في «معجم الرياض»: أن معكال كانت مسرحاً للعديد من الحركات المعارضة!. وفي الحروب التي قامت بين «معكال ومقرن» يقول أحد الشعراء الشعبيين: يا ما حلى والشمس باد شعقها ضرب الهنادي بين مقرن ومعكال وقال «السليمان»: إن في «معكال» العديد من النخيل المزدهر، مثل نخل «آل دخيل» و»آل نوح سلام» وغيرها، وأن كل أسرة تقييم نخلها فهو سكنهم وعملهم ورزقهم، أما العلامة «حمد الجاسر» -رحمه الله- فقد وصفها في كتابه «مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ» بأنها إحدى محلات مدينة هجر قاعدة منطقة اليمامة التي ضعفت بسبب عوامل الجدب والجفاف؛ فتحولت إلى قرى فيها مقرن والعود، ويذهب حمد الجاسر إلى أن تسمية «مقرن» و»معكال» جاء على اسم شخصين ربما كانا يسكناها. ومعكال اليوم تقع جنوب المحكمة الكبرى وسط العاصمة الرياض وتستوطنها العمالة وعدد من الجاليات.