دفع شغف أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله إبراهيم العسكر ب" قصة مدينتين" للروائي الإنجليزي تشارلز ديكنز الذي يعتبر من أكثر كتاب العصر الفيكتوري شعبية، إلى ربطها بحديثه أمس في خميسية حمد الجاسر ببلدتي "مِعكال" و"مُقرن" في نجد وهو يلقي محاضرة عن تاريخ فترة مهمة في منطقة نجد. ودلف العسكر إلى الموضوع بالحديث عن مسمى المدينة الذي يعني في العصور القديمة كبر واتساع مساحة البلدة، ويعني تمدن سكانها وأخذهم قسطاً من الحضارة، فعاد بالتاريخ إلى الوراء متحدثاً عن "الجزيرة العربية" و"اليمامة" و"نجد"، وركَّز في محاضرته على "اليمامة" من حيث تسميتها وموقعها الجغرافي وحدودها ومستوطناتها. ثم ذكر قصة "معكال" و"مقرن" بالانطلاق من التاريخ القديم وما آلتا إليه اليوم، فقد كانتا متجاورتين ومتنافستين، وكانتا في خصام وعراك، وكانت الأسوار الطينية المتينة تحيط بالبلدتين، إضافة إلى وجود أسوار أخرى غير مرئية تحيط بالسكان تفصلهم عن الآخر، وتجعلهم في خصام معه. ثم تحدث عن أهم أعلام وشخصيات المنطقتين والأنساب والأسر التي تقطن فيهما وثقافاتهم على مدى عصور مختلفة. وفي ختام محاضرته تحدث عن مسلسل "حي معكال" الإذاعي الذي تناول صمود أبناء الحي والمحافظة على العادات والتقاليد رغم مظاهر التطور والحضارة التي يعيشونها في هذا العصر.