في تاريخ نادي الهلال عُرف بأنه هو صانع المدربين ، فالمدرب المتميز يفرض نفسه على الخارطة ويزيد الهلال من فرضيته على الساحة، والمدرب الجيد وإن لم يفرض نفسه بشكل متميز إلا أن الهلال يزيد من إبهاره ومن تسويقه في المنطقة، لكن المدرب الألماني توماس دول أبى إلا أن يكسر هذه القاعدة وجاء وهو لا يملك الحس الفني لمهنة اسمها مدرب لذلك أرى بأن فاقد الشيء لا يعطيه . دول حطم بكل فقر فني هيبة الهلال وجعل جماهيره تتمنى التعادل مع فرق متوسطة الترتيب حتى جاء التدخل الإداري المتأخر جداً من وجهة نظري بالتيقن بعدم جدواه وإقالته في منتصف الموسم . وفي أول مباراة للهلال من أمام الغريم النصر بعد رحيل دول ظهرت الروح الهلالية واتضح ما تسبب به دول في الفريق من خلل وعدم وجود خطة منهجية واضحة أو تكتيك معروف يلعب به الهلال، علاوة على ذلك أرى في تصوري أن الروح عادة لا تظهر إلا في حالة الراحة النفسية للاعبين وهذا ما لمسته من أداء لاعبي الهلال أمام النصر وكأنهم من خلال مستواهم كانوا يتمنون رحيل دول وأنهم كانوا غير مرتاحين نفسياً معه . بصرف النظر إن كان سامي الجابر أو مدرب الفريق الأولمبي هو من أشرف على الفرقة الهلالية أمام النصر وبصرف النظر إن فاز الهلال بواحد أم بالأربعة الا انني أعتقد بأن ما كان يريده الهلاليون الفترة الماضية هو رؤية مستوى الهلال المعروف وعودة الروح للفريق، فظهور الفريق بمستواه المعهود لهو شيء مطمئن للهلاليين في الفترة القادمة خصوصاً في بطولة آسيا . لن أفوت حدث مشاركة اللاعب الهلالي سعد الحارثي أمام فريقه السابق على الرغم أنه أزعجني مسألة إشراكه في المباريات الماضية في آخر الدقائق فكيف للهلاليين أن يقيموا مستواه في ستة أشهر في آخر أربع أو خمس دقائق من كل مباراة ؟ وكيف لنا كمتابعين أن نطمئن على عودة مستوى لاعب خدم ناديه السابق ومنتخبه كثيراً ؟