قبلت الهند باقتناء مئة وست وعشرين مقاتلة من " الرافال" أحدث طائرات القتال الفرنسية المتعددة المهام. وجاء قبول عرض مجمع " داسو" الفرنسي مصنع هذه الطائرة من قبل السلطات الهندية بعد مفاوضات عسيرة استمرت ست سنوات. وكان المجمع الفرنسي يتنافس منذ سنوات مع مجمعات أخرى أمريكية وأوروبية، وانتهى التنافس بين مجمعي " داسو" الفرنسي و"يوروفايتر" الأوروبي. وقد علمت " الرياض " أمس من مصادر فرنسية لديها اطلاع واسع ودقيق على صادرات الأسلحة أن المجمع الفرنسي اضطر إلى تقديم تنازلات كثيرة لسلاح الجو الهندي من أهمها خفض قيمة الصفقة التي كانت تقدر باثني عشر مليار دولار. واضطر مجمع " داسو" إلى ذلك بعد فشله لمدة سنوات طويلة في تسويق هذه الطائرة العسكرية خارج فرنسا. فباستثناء سلاح الجو الفرنسي الذي تعاقد مع المجمع لاقتناء مائة وثمانين طائرة " رافال "، لم يوفق المجمع الفرنسي حتى الآن في بيعها إلى بلدان أخرى، بل إن المصاعب التي واجهتها فرنسا لتصدير " الرافال" إلى عدة بلدان منها البرازيل جعلت جيرار لونغيه وزير الدفاع الفرنسي قبل عدة أسابيع يتحدث عن إمكانية إيقاف تصنيعها. والملاحظ أن قبول الهند بشراء مائة وست وعشرين طائرة من " الرافال" يفتح لهذه الطائرة آفاقا في السوق العالمية باعتبار أن الهند لديها تجربة طويلة مع مجمع " داسو" تعود إلى خمسينات القرن الماضي ونظرا لأن قبول المجمع بخفض أسعاره من شأنه إعادة إحياء المفاوضات لاسيما مع بلدين اثنين آخرين يرغبان في شراء هذه الطائرة ولديهما مفاوضات عسيرة مع فرنسا حول الموضوع وهما دولة الإمارات العربية وسويسرا. ويتفاوض الإماراتيون مع الفرنسيين لشراء ثلاث وستين طائرة من " الرافال" ، وقد أكدوا مرارا عديدة في الأشهر الأخيرة أنه على فرنسا مراجعة عرضها لاسيما بشأن الأسعار. وأما السويسريون فإنهم كانوا ولا يزالون يرغبون في شراء اثنتين وعشرين طائرة " رافال " فرنسية شريطة ألا تتجاوز قيمة الصفقة خمسة مليارات من الفرنكات السويسرية.