يبدو لي كشاب أنني أعاني من اندفاع وحماس مبالغ فيهما، حيث تحدثت عن حلول لمواجهة البطالة (مشكلة العاطلين) والتضخم والتقدم الصناعي والتقني ونسيت أن أرى شارع (تمير) الموجود في حي (المروج). هذا الشارع الذي تحدثت عن سوء رصفه وكثرة إعادة الحفر فيه قبل قرابة عامين، وكذلك كررت نقدي لهذا الشارع قبل عدة أشهر و(سنحتفل) أنا وأهالي الحي بمرور الذكرى السنوية الثانية بعد عدة أشهر على أطول مدة حفر خصصت للصيانة وأسوأ رصف بعد الحفر. بصراحة في هذا الشارع من نظرة عادية له تدرك أن هناك سوء تخطيط يقف خلفه، وأول ما يغرق في الرياض هو حي المروج إذا اشتد المطر. يوم الأحد ظهر حوار على إحدى الصحف لمسؤول في الطرق يرد فيه على تساؤل الصحفي حول جودة وصيانة الشوارع المرصوفة؛ فأجاب بأن أي مقاول يلتزم بالمواصفات وأن أي مخالفة هو المسؤول عنها، وأن هناك عقودا للصيانة كل ثلاث سنوات. بدون أن أضع حديث هذا المسؤول محل التشكيك فقد يكون حديثه مربوطا بشوارع معينة لمشاريع مختلفة، لكن ما أراه في حينا هو حفر لإعادة إصلاح البنية التحتية لمدة زمنية مبالغ فيها ويعاد رصف الشارع بطريقة كأنها عقاب لأهل الحي. عندما تقرأ عن الفساد في أي مكان مثلا؛ يكون أغلب استشهاد الاقتصاديين مرتكزا على الشوارع والسدود ومدى التلاعب فيها، لأن مشاريع القطاع العام هي مؤشرات الانضباط الاداري أو فساده. وهذا الشارع لا يظهر سلامة الانضباط.. ورغم كل النقد لا يزال يضرب به عرض الحائط. قبل الحديث عن تطور التقنية ومكافحة البطالة والتوجه نحو العالم الأول من قدرات وإمكانيات (خلصوا) وارصفوا هذا الشارع بشكل حضاري. كنت أظن مشكلة هذا الشارع تعد تحديا سهلا ولكن اتضح لي عكس ذلك. ليس شارع تمير وحده ما أقصد؛ ولكن كل خلل صغير ورغم ذلك مستدام.