أعلم أن عشاق الرياض كثيرون، وأنا مجرد واحد من ملايين الذين يحبون هذه المدينة الساحرة ! التي لها حنين خاص وذكريات جميلة لايمكن لكل مدن الدنيا أن تنسينا إياها! لذلك دائما نتمنى أن يكون وجه الرياض وضاحا جميلا لا تكدره أي عيوب . فالرياض كما بينت التقارير الأخيرة لمعهد بروكنجز تعتبر ثاني أسرع منطقة نموا على مستوى العالم. ومن عاش بالرياض فترة فسيعرف تماما كيف أن الرياض تتوسع بشكل مهول بمدد زمنية قصيرة ! وطبعا صاحَب هذا التوسع الكبير مشاكل عديدة فرغم مشاريع توسعة الطرق وعمل الجسور والكباري إلا أن الزحام في الرياض أصبح مشكلة عسيرة! خصوصا في مدينة بحجم الرياض وعدد سكانها، والى الان لا تملك نظام نقل عام جيداً ! فمهما عمل لتفادي الاختناقات المرورية فسيبقى حلولا ثانوية لا تعالج أصل المشكلة. آخر رحلاتي للرياض كانت قصيرة حوالي 48 ساعة ولا أبالغ إن قلت إن جزءا كبيرا من وقتي في الرياض قضيته في السيارة بين الزحام ! لدرجة أنني ألغيت بعض الأعمال واعتذرت من بعض الإخوة لعدم قدرتي للوصول إليهم !الجميع تحدث عن الزحام لكن لم أتصور أن يكون بهذه الدرجة !الزحام ليس فقط له تأثير على الوقت ولكن أيضا له تأثيرات سلبية على كثير من نواحي الحياة فهو يقلل الحركة وهذا يعني تقليل الاتصال والدورة الاقتصادية !خصوصا أننا نريد أن نرى الرياض مركز مال وأعمال دولياً! بالإضافة طبعا إلى النواحي السلبية البيئية والصحية وتعكير المزاج ! وهناك للأسف ندبة اخرى تشوه وجه حبيبتي الرياض ألا وهي مطارها الدولي! بواقعية تامة أستطيع القول إن المطار لا يرقى بأي شكل من الأشكال لان يكون لعاصمتنا الحبيبة. يقال إن المطار واجهة البلد والصراحة لا يسرني أن تكون واجهة بلدنا بهذ الشكل! فهو فوضى عارمة ومستوى خدمات سيئ والنظافة؟! والحقيقة لايمكن أن نطلق كلمة نظافة! وحتى لا يقال إننا ننظّر فقط ! فالحلول واضحة وسهلة أمامنا وهي وجود شبكة نقل عام من مترو وترام وباصات تغطي الأجزاء الرئيسية من المدينة فالمونوريل المعلق أصبح ضرورة لا تؤجل !أما وجود الترام الذي لا يحتاج إلى أعمال هندسية كبيرة فيمكن وضعة على أكتاف الطريق بسهولة دون تكلفة كبيرة ! وهذا الأسبوع صرح وزير المالية السعودي في المنتدى الاقتصادي في دافوس في سويسرا بأنه لا مانع من أن تصدر مؤسسات الحكومة ذات الدخل صكوكا لتمويل مشاريعها ! وكنت قد كتبت عدة مقالات أشجع أن تمول المشاريع الحكومية عن طريق الصكوك ولنا عبرة بمطار جدة فعندما طرحت صكوكه كان هناك تهافت كبير عليها وتم تمويلها ب3 أضعاف المطلوب! إذن لماذا لا تمول شبكة مترو الرياض وتوسعة مطار الرياض من الصكوك خصوصا أن كل دراسات الجدوى تشهد بنجاح هذه المشاريع؟ أملنا بالله أولا ثم بصاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض ، وصاحب السمو أمين مدينة الرياض ومعالي وزير المالية بالإسراع بوضع هذه المشاريع على ارض الواقع لنحفظ لجميلتنا الرياض حسنها الدائم.. **مما قيل هذا الأسبوع : يحل علينا في اليابان معالي وزير التجارة د.توفيق الربيعة ومعالي وزير الاقتصاد والتخطيط د.محمد الجاسر فأقول لهما حياكم الله في بلاد الشمس المشرقة ضيوفا أعزاء . عندما كتبت مقالة سابقة وكنت متفائلا بتعيينهما وخصوصا أنهما من جيل مقارب لجيلنا وتخرجا من مدرسة تؤمن بالتجديد والأفكار الإبداعية ! لم أكن أعلم أنهما سيأتيان معا إلى اليابان ولكن هذه دلالة حسنة على جهودهما باتجاه التطوير والتغيير للأحسن! للأسف أقولها إن هناك فرصاً كثيرة ومجالات عديدة للاستفادة من التعاون السعودي - الياباني ولكن لم تفعّل ولم يُستفد منها! ربما الاستثناء الوحيد أرامكو فهي تقوم بأغلب الأدوار في استكشاف التعاون السعودي - الياباني! لقد سمعنا سابقا أقوالاً كثيرة ولم نر الكثير من الأفعال ! لكن انا متفائل بزيارة الوزيرين بأن تكون نقطة انطلاق حقيقية لشراكة إستراتيجية تخدم وطننا وتنقل إليه كل أوجه التطور والتقنية اليابانية.