الرائد من الأندية القلائل التي تستطيع تجاوز أزماتها بنجاح لاسيما عندما يتعلق الأمر بهبوط أو بقاء الفريق في أي منافسة يخوضها، والشواهد والأدلة على ذلك كثيرة جدا وعاشها الكثير من الرائدين، لأسباب عدة لعل من أبرزها هي الأجواء المحبطة التي يصنعها الرائدون بأنفسهم لفريقهم، ولعل ما يحدث في الرائد حاليا خير دليل، فعلى الرغم من أن الرائد لا يفصله عن صاحب المركز العاشر أكثر من أربع نقاط، وتبقت على نهايته أكثر من تسع جولات فيها معدل نقطي يصل إلى 27 نقطة كافية لتحقيق مركز جدا متقدم بالدوري. هناك من سلم وادخل الإحباط بنفوس الجميع، ووجدها فرصة للنيل من رئيس الرائد فهد المطوع لأسباب اغلبها شخصية، تتركز على هوامش لا تتعلق بالعمل والجهد الذي بذله، بل تتمحور حول انه لا يرد على مكالمتهم الهاتفية أو لا يجالسهم في مجالسهم الخاصة، ومن هذا المنطلق فقط اخذوا يقيمون عمل المطوع وإدارته، نعم هناك بعض الأخطاء الإدارية التي ارتكبها المطوع، متناسين الضخ المالي الكبير الذي قدمه للرائد والذي تجاوز الأربعين مليون ريال، ويعادلونه بأشخاص عاديين جدا، لم يدفعوا أو يقدموا 1 % من ما قدمه المطوع حتى قبل استلامه للرئاسة، لكن أن تصل الأمور بالرائد إلى قلب الحقائق رأسا على عقب وتجريد المطوع من كل شيء عبر أشخاص، فهذا أمر لا يقبله أي رائدي، فما قدمه المطوع للرائد يجب أن يقابل بشكر لا بنكران من الرائدين بغض النظر عن أي نتائج وقتية، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا شرفية الرائد رخيصة عند البعض ويمنحونها لأي شخص من اجل أن يمارسوا الإسقاط على رئيسهم دون الاعتبار لمصلحة الكيان، ولا تخدم الرائد، بل من شأنه أن يزيد المشاكل في البيت الأحمر، بعكس بعض الأندية التي تقدر جميع شرفيها، وهناك خطوط حمراء لا يستطيع احد تجاوزها، لان هناك من سيوقف هذا العبث أن وجد تحت أي ذريعة، لذا أصبحت بيئتهم جالبة للشرفيين ورجال الأعمال، بعكس الرائد الذي أصبح بيئة طاردة للداعمين، خوفا من تقريع الباحثين عن الشهرة والأضواء!! فما يحدث بالرائد حاليا من عبث يجب أن يكون له وقفه من كبار الرائد، خصوصا هيئته الشرفية التي من واجبها الدفاع عن رجالات النادي، هناك كثر من رجالات الرائد لا يرضيهم ما يمارسه البعض تجاهه رئيسهم مهما كانت الأسباب، فالمطوع قدم الكثير للرائد ولايرضيهم أن ينطبق عليه المثل الشهير "جزاء سنمار" لان في الرائد رجال أهل وفاء، وينظرون للأمور من زاوية مصلحة النادي فوق كل شيء. المطوع هناك من يعيب على إدارة الرائد الحالية برئاسة فهد المطوع جلبها للكثير من اللاعبين خلال الثلاث السنوات الماضية، وهي اسطوانة يرددونها عند كل إخفاق، في حين يتوارون عن الأنظار عند الانتصارات!! الرائد ليس وحده من يجلب اللاعبين فهناك أندية كثر جلبت العديد من اللاعبين بذات الطريقة، ولعل أبرزهم منافسه التعاون الذي جلب خلال الثلاث السنوات الأخيرة أكثر من ثلاثين لاعبا، وكذلك الفيصلي والفتح. رغم جملة الأخطاء التي ارتكبها بعض الرؤساء ووصل بعضها لأروقة الفيفا، إلا أننا لم نشاهد من يشق الصف عبر وسائل الأعلام ويتشفى بناديه، بعكس الرائد الذي وصل الحال ببعض منسوبيه بالتهكم بفريقهم، وانه بقي بقرار وغيرها من العبارات التهكمية تجاه ناديهم تحت مسمى عضو شرف!! المشكلة أن الرائد لم يولد بطلا لكي يتهكموا على بقائه وهو الطموح الذي ينشده الرائد وغيره من الفرق التي في مستواه ولا تملك شركات راعية، لكن البعض ومع قدوم المطوع = كبرت أحلامهم وطموحاتهم نحو أفاق بعيدة من الصعوبة أن تتحق بالرائد في ظل هذه الأجواء المشحونة من سنوات، والتي لم يجني منها الرائد سوى الانكسارات والفرقة بين أبنائه.