قال مراقبون إنه يبدو أن حدة الأزمة السياسية التي تفجرت خلال الثلاثة شهور الماضية وسببت أسوأ التوترات بين الحكومة والجيش في باكستان منذ انقلاب عام 1999 بدأت تتراجع في الوقت الحالي من خلال إعادة صياغة توازن دقيق للسلطة. وكانت أحدث علامة على التحسن في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا حيث ابتعد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني مرة أخرى عن الانتقادات الحادة التي وجهها في وقت سابق هذا الشهر للجيش بأنه تصرف "بطريقة غير دستورية" بمساندته تحقيقا قضائيا في مذكرة غامضة. وقال جيلاني للصحفيين في دافوس "ليس هناك نية لدى الجيش للقيام بانقلاب في البلاد لأنهم يريدون الاستقرار في البلاد أيضا. "وأضاف "يريدون الديمقراطية في البلاد ويريدون تقوية البلاد". وكان جيلاني انتقد في وقت سابق هذا الشهر قائد الجيش الجنرال أشفق كياني واللفتنانت جنرال أحمد شجاع باشا المدير العام للمخابرات العسكرية لتقديمهما أوراقا في تحقيق تجريه المحكمة العليا بشأن المذكرة. وفي مقابلة مع وسائل اعلام صينية ذكر جيلاني أن تقديم الأوراق مسألة "غير دستورية" مما أثار غضب القيادة العليا للجيش التي ردت في بيان صحفي شديد اللهجة محذرة من "تداعيات خطيرة قد تجر عواقب وخيمة على البلاد." الى ذلك قالت صحيفة باكستانية الأحد إن وزيرة الخارجية الباكستانية حنا رباني خار ستزور أفغانستان في الأول من فبراير شباط لبحث جهود المصالحة هناك. وطلب جيلاني في وقت سابق من الشهر الجاري من خار التوجه إلى كابول قبل قمة ثلاثية حول مستقبل أفغانستان. وذكرت صحيفة ذا نيوز أن خار سترأس وفدا صغيرا في رحلة تستغرق يوما واحدا إلى كابول في الأول من فبراير/ شباط. ولم تذكر المزيد من التفاصيل ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين للتعليق. وترى الولاياتالمتحدة أن لباكستان دورا حيويا في جهود إنهاء الحرب في أفغانستان المجاورة حيث تحارب قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة أمريكية تمردا متواصلا لحركة طالبان. وقالت خار لرويترز يوم 19 يناير/ كانون الثاني إن علاقات باكستان مع الولاياتالمتحدة ما زالت معلقة بعد هجوم جوي عبر الحدود شنه حلف شمال الأطلسي أسفر عن مقتل جنود باكستانيين وإن واشنطن يجب ألا تدفع إسلام اباد لملاحقة جماعات متشددة او العمل على إشراكهم في عملية سلام أفغانية. في شأن آخر أصيب ما لا يقل عن 5 أشخاص بجروح إثر هجوم نفذه شخص مجهول على إحدى المحلات التجارية في مدينة كراتشي الساحلية الواقعة في أقصى جنوبباكستان. وأفادت الأنباء الواردة من المنطقة بأن شخصين مجهولي الهوية كانا على متن دراجة نارية قاما بقذف قنبلة يدوية على احد المحلات التجارية الواقعة في ضاحية "لياقت آباد" بمدينة كراتشي، مما أسفر عن احتراق المحل التجاري إلى جانب إصابة خمسة أشخاص بجروح. من جانبها قامت قوات الأمن الباكستانية بتطويق المنطقة لإجراء التحقيقات، بينما تم نقل المصابين إلى المستشفى. من جانبها عقلت وسائل الإعلام الباكستانية الهجمات الأخيرة التي شهدتها كراتشي، قائلة بأنها عبارة عن تجدد لأعمال العنف الدموي الذي تشهدها مدينة كراتشي منذ فترة.