لن أنقد الهولندي رايكارد مدرب منتخبنا الوطني في اختياراته العناصرية، فهو في هذه الفترة القصيرة جدا والحساسة لن يستطع أن يحدد من يتأقلم مع أفكاره ومنهجيته بنسبة كبيرة لأنه سيجد نفسه بين فترة وأخرى في حيرة من مستوى اللاعب السعودي بصفة عامة لا في التدريبات معه ولا في المباريات الرسمية للأندية. وسبق وقلت في أول مشوار رايكارد أنه سيتفاجأ بالمستوى الاحترافي الضعيف للاعبين في تطبيق التكتيك. لكن المشكلة أن (لغة المؤامرة) و (أوامر العاطفة) لدى أغلب النقاد والجماهير مازلتا تنهش جسد التغيير الذي يجب أن نتعايش معه بالصبر والتحفيز، وهاهو رايكارد يعيش ضغوط وتأويلات ضم نور وإبعاد ياسر والعكس. وبعد أول تشكيلة أعلنها رايكارد (دون نور)، ظهر كثيرون يرددون أنه (لايمكن أن يكون نور موجودا في المنتخب كي تبقى الكابتنية على عضد ياسر....!!)، وهناك من ربط تبريره (الخيالي) بأن ياسر كان خارج قائمة مباراتي هونج كونج وبالتالي وجود نور لن يحدث مشكلة في (الكابتنية)، ومع عودة ياسر (المبعد من ناديه) إلى الدوري الإماراتي لابد من إبعاد نور كي يكون ياسر قائدا..!! وهم بهذا الاستنتاج يرمون إلى قرار إداري، في حين أن مباراتي هونج كونج كانت بإشراف المدرب البرازيلي (المؤقت) روجيرو، أي أن التدخل في عمله أسهل من الضغط على مدرب عالمي تم التوقيع معه حتى 2014..بهدف الوصول لمونديال بالبرازيل. وفي أول مؤتمر لرايكارد أوضح أن نور (كبر سنه، ولا يحتاجه في هذه الفترة لمباراتي عمان وأستراليا)، هذا التبرير ساقه المدرب العالمي بكل شفافية، وزاد بأنه يعلم أن الجمهور س(يُصدم) منوها بنجومية وتاريخ نور. ومع ذلك، هناك من استبق مابعد المرحلة الأولى أمام عمان وأستراليا: (ماذا لو خسرنا وضمه؟!)، وحدث بالفعل وخسرنا من أستراليا واعتبرها البعض مفاجئة وفاجعة وكارثة، بينما الواقع يؤكد حدوث ذلك في ظل ما تعانيه الكرة السعودية من تراجع مخيف. والآن وبعد أن أعلن رايكارد (إعادة) نور قبل مباراة (تايلاند) هاج وماج كثيرون بأسلوب التآمر وتأثير الضغوط. وهنا أقول: هل تبدلت قناعات هؤلاء – وهم كثر – بأن وجود (القائدين) نور وياسر ليس مشكلة لدى إدارة المنتخب أو اتحاد القدم، وبالتالي ربما يحولون المعركة إلى رايكارد؟! لا أسبعد ذلك، وربما يتساءلون عن ( شارة) القيادة على عضد القائد الأزرق، أم القائد الأصفر؟! وبالمناسبة سبق وأوضح محمد المسحل سبب منح القيادة لحسن العتيبي في وجود ياسر بأن هذا شأن المدرب، هناك مدرب يرى أقدمية اللعب للمنتخب، وآخر يمنحها للأكبر سنا، وربما أي لاعب يراه بمواصفات (القائد)؟! اذهب إلى قضية فنية، ألم يكن أكثر لاعبي الوسط تنافسا على النجومية العام الماضي محمد الشلهوب ومحمد نور وأحمد الفريدي؟! هل لعبوا مع رايكارد أساسيين في المرحلة الماضية؟! رايكارد يريد أن يطبق منهجيته التي تعود عليها بطريقة 4/3/3، لكن وللأسف العناصر الهجومية التي تعزز نجاح هذا العمل غير موجودة الآن. رايكارد شاهد أربع جولات من دوري زين وضعته أمام معلومات فنية وتكتيكية عن الواقع العام للاعب السعودي وستدعم دراسته مع جهازه الفني (المكتظ بالخبراء) للوصول إلى طريقة ملائمة.. دعوه يعمل.