لم تكن فرحتنا العارمة بعد فوز منتخبنا الوطني على الكويت كونها جاءت على ذلك المنتخب الازرق الذي طالما خضنا وإياه سجالاً كروياً يصل عمره ل «40 عاماً»، لانه إن كان كذلك فإننا نظلم انفسنا مرتين. ٭٭ فمرة لان المسافة التي تفصلنا عن الكويت كشفها تصنيف الفيفا الاخير فبينما يقف الاخضر في المركز«27» بين افضل المنتخبات العالمية يترنح الازرق في المرتبة «55» وان كان هذا المركز متقدماً بالنسبة له قياسا بمركزه السابق «60»، والمرة الثانية لان الانجازات السعودية في مقابل الانجازات الكويتية هي كالمسافة بين انجازات المنتخب الكويتي ومنتخب مكاو. ٭٭ وحقيقة الامر ان فرحتنا تلك جاءت طبيعية لاننا بفضل ذلك الفوز خطونا خطوة عملاقة في الطريق للمونديال بانتظار الخطوة الاخيرة في محطة اوزبكستان غدا والتي - بإذن الله - سنصعد من خلالها لنقف على عتبات برلين انتظارا للاشتراك في العرس العالمي الاكبر والذي صرنا احد اهم عناصره طوال عقد مضى. ٭٭ بعد التعادل مع الكويت في مباراة الذهاب والذي لم يعجب البعض، قلت هنا ان منطق التصفيات يؤكد نجاح كالديرون في مهمته فأمامنا مباراتا الكويت واوزبكستان في الرياض فإذا ما تجاوزناها وذلك المفترض فإن بامكان لاعبي الاخضر ان يحولوا سفرهم الى سيؤول الى رحلة ترفيهية، وحتى اللحظة هم يسيرون في الاتجاه الصحيح. ٭٭ وتزداد اهمية مباراة اوزبكستان الى درجة انها قد تكون اصعب على الورق من مباراة الكويت، فالاوزبك الذين خسروا بالتعادل امام كوريا في الوقت القاتل ولم يعد يملكون سوى نقطتين في بنك التصفيات لا زالوا يأملون في المنافسة على التأهل ولو من خلال المركز الثالث وهذا الامر سيجعلهم يدخلون مباراتنا وكانهم امام «مهمة انتحارية» لان التعادل كاف لان يرميهم خارج لعبة الحسابات تماما. ٭٭ ويضاف الى ذلك صعوبة المباراة حسابياً صعوبتها فنيا، فالمنتخب الاوزبكي قدم مستويات جيدة وان لم تخدمه النتائج ويكفيه انه كسب نقطتين من متصدر المجموعة «الاخضر» ووصيفه «كوريا الجنوبية» وهذا ما يجعلنا امام محك حقيقي يوم غد نحتاج معه الى جاهزية تامة نفسيا وفنيا بمستوى لا يقل عن مباراة الكويت إن لم يكن افضل. ٭٭ واول شيء يجب ان نعيه - جميعا - هو نسيان مباراة الكويت تماما، والتي ارى انها انتهت - فعلا - مع صافرة الحكم الياباني، لان استمرار نزيف الفرح الذي تدفق كشلال عارم حتى موعد مباراة اوزبكستان من الممكن ان يعيدنا الى المربع الاول لندخل بعدها في «حيص بيص» كما دخلنا في تصفيات مونديال 2002م، وهذا ما لانريده طالما اننا قادرون على ان نأكل بأيدينا. ٭٭ ولعلي استحضر - بالمناسبة - تصريح الامير سلطان بن فهد بعد مباراة الكويت، فسموه وهو في اللحظة الاولى للفرح حيث نشوة الفوز وصخب الانتصار لم يؤكد قطع تذاكر برلين بل تعامل مع الموقف تعامل من عركته التجارب وصقلته الخبرة حيث اكد على ان المشوار لا زال فيه 20 في المائة لم ينجز بعد!. ٭٭ وهذه النسبة هي التي سيجنيها ابطالنا غدا ليفرشوا دربهم الاخضر في الطريق لالمانيا ليؤكدوا ان الكرة السعودية لا زالت سيدة الابهار الاسيوي على الاطلاق. شيء من الواجب حينما يمارس المسؤول الحكومي اليوم سياسة الباب المفتوح فإن ذلك لا يعد ميزة في ظل ثورة الانفتاح و الشفافية ؛ ولكن حينما تصل مرحلة الانفتاح الى حد ممارسة سياسة «الهاتف المفتوح والجوال المفتوح» مع المواطن فثق تماما انك امام «مسؤول حكومي» من نوع آخر، وهذا ما هو عليه - فعلا - سعادة الاستاذ مسفر المسفر وكيل وزارة الثقافة والاعلام، الذي يثبت يوما بعد يوم انه صمام الامان للاعلاميين السعوديين. [email protected]