أكد مصدر عسكري مسؤول التزام المؤسسة العسكرية باجراء انتخابات مجلس الشورى في موعدها ، وقال " لا نلتفت الى مطالبات البعض باصدار مرسوم لالغاء مجلس الشورى " ، واردف " القطار ماشي حتى محطة انتخاب رئيس الجمهورية قبل نهاية يونيو المقبل ". واضاف المصدر في تصريح له امس ان القوات المسلحة انتهت من وضع خطة تأمين انتخابات المرحلة الاولى لانتخابات " الشورى " والتي تبدأ الاحد المقبل في 13 محافظة هي القاهرة و الإسكندرية وأسيوط والبحر الأحمر والدقهلية والغربية والفيوم والمنوفية و الوادي الجديد وشمال سيناء وجنوب سيناء و دمياط وقنا ، فيما ستجري انتخابات المرحلة الثانية والاخيرة في بقية المحافظات وعددها 14 محافظة هي الأقصر وبورسعيد و كفر الشيخ و الجيزة وبني سويف والشرقية والإسماعيلية والسويس والبحيرة وسوهاج وأسوان والمنيا و القليوبية ومطروح. وقال ان عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية ستتسلم مقار اللجان الانتخابية مساء يوم غد السبت ، واشار الى انه قد سبق لهذه العناصر معاينة المقار الانتخابية. وأضاف أن اللجان سوف تشهد تكثيفا أمنيا حيث سيتولى تأمين كل لجنة ما يقرب من 10 ضباط وجنود مسلحين بأدوات فض الشغب علاوة على وجود دوريات مستمرة من قبل رجال الشرطة العسكرية على اللجان لمتابعة سير العملية التأمينية بها. وأشار الى ان غرفة عمليات القوات المسلحة سوف تكون في حالة طوارئ طوال فترة التصويت لتلقي أي شكاوى وتذليل العقبات أمام الناخبين والمرشحين والقضاة المشرفين على العملية الانتخابية، موضحا ان قيادة الجيش سوف تقوم بجولات مفاجئة على اللجان الانتخابية للتأكد من عمليات التأمين. وقال المصدر ان عناصر القوات المسلحة استطلعت اللجان التي ستجرى بها الانتخابات ودراسة مداخلها ومخارجها ووضع خطط التأمين لها. واضاف انه سوف يستمر تواجد رجال الجيش باللجان لليوم الثاني للتصويت لحراسة صناديق الاقتراح لحين الانتهاء من التصويت ونقلها الى مقرات الفرز، كما ستكون هناك طائرات جاهزة تابعة للجيش تساعد في نقل القضاة للجان عملهم بالمحافظات النائية. وناشد المصدر جموع الناخبين ممن لهم حق التصويت في انتخابات مجلس الشورى الحرص على التوجه لصناديق الاقتراع تفعيلا لحقوقهم الدستورية والقانونية، حتى تأتي نتيجة الانتخابات معبرة تعبيرا حقيقيا عن إرادتهم. وتجرى انتخابات " الشورى " على مرحلتين على أن تكون المرحلة الأولى منها يومي الأحد والاثنين القادمين في 13 محافظة، فيما ستجري جولة الإعادة لتلك المرحلة يوم 7 فبراير القادم ، وتكون المرحلة الثانية والأخيرة لتلك الانتخابات يومي 14 و15 فبراير على أن تجري جولة الإعادة فيها يوم 22 فبراير. وتجرى الانتخابات في مرحلتها الأولى في 15 دائرة على القوائم و15 دائرة أخرى على المقاعد الفردية ، ويبلغ عدد الناخبين في تلك المرحلة 25 مليونا و380 ألفا و 626 ناخبا وعدد اللجان الفرعية 26 ألفا و 812 لجنة وعدد المقار الانتخابية الفرعية التي يشرف عليها القضاة 10 الاف و 722 قاضيا ويبلغ عدد المراكز الانتخابية وهي المنشآت التي ستجري فيها والانتخابات 5 الاف و 32 مركزا انتخابيا. في شان متصل اعتصم شبان مصريون امس بميدان التحرير وتعهدوا بالبقاء الى أن يسلم الجيش السلطة لمدنيين وذلك في اليوم التالي لمظاهرات حاشدة خرجت إحياء لذكرى مرور عام على الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك. واحتشد عشرات الألوف من المصريين الأربعاء في ميدان التحرير بوسط القاهرة ومدن أخرى لإحياء الذكرى السنوية الأولى لبدء ثورة 25 يناير. وعلى الرغم من الأجواء الطيبة عكست المظاهرات الانقسامات في مصر اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان. وانقسم المحتشدون في التحرير بين شبان يطالبون الجيش بتسليم السلطة للمدنيين على الفور وإسلاميين يحتفلون بالانتقال السياسي الذي عاد عليهم بمكاسب هائلة بمجلس الشعب بعد سنوات من القمع. وأثارت الاعتصامات فيما سبق أعمال عنف خلال محاولات الجيش والشرطة فضها لكن المشهد كان هادئا امس. واحتل عشرات الشبان الميدان الذي نصبت فيه عشرات الخيام. وقال سامر قابيل (23 عاما) وهو طالب "الجيش يمارس نفس الانتهاكات التي مارسها مبارك. لا أشعر باي تغيير. المجلس العسكري يقود ثورة مضادة. سنحتج الى أن يرحل المجلس العسكري." وتسلم المجلس العسكري السلطة حين تنحى مبارك تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية. ويرأس المجلس وزير دفاع مبارك لعشرين عاما المشير محمد حسين طنطاوي. وأعلن الجيش أنه سيسلم السلطة للمدنيين بعد إجراء انتخابات الرئاسة في يونيو/ حزيران. لكن الكثير من النشطاء قالوا إنهم يخشون من أن تكون لدى المجلس العسكري رغبة في الاحتفاظ بالسلطة من وراء الكواليس. وعلى الرغم من أن القوات استقبلت بالترحاب حين نزلت الى الشوارع خلال الانتفاضة فإنها منذ ذلك الحين أثارت غضب كثيرين بسبب الأساليب العنيفة التي تنتهجها ضد الاحتجاجات التي تطالبها بالعودة الى ثكناتها. وقال علاء عبد الفتاح المدون الذي احتجزه الجيش بعد اشتباكات امام مبنى الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو) خلفت 25 قتيلا في أكتوبر/ تشرين الأول "سيكون هناك اعتصام حتى يرحلوا." وفي الاسكندرية نصب نحو 100 محتج خياما في وقت متأخر الأربعاء قرب مقر الشرطة وطالبوا الجيش بتسليم السلطة فورا. ويحاكم مبارك (83 عاما) كما بدأ مجلس الشعب الجديد دورته هذا الأسبوع ويهيمن عليه الإسلاميون. لكن الكثير من الشبان الذين شاركوا في الثورة العام الماضي يشعرون بالقلق من حكم الجيش ويخشون من أن يجهض الإسلاميون أملهم في التخلص الكامل من النظام القديم. ويخشى نشطاء من أن يقدم الإسلاميون تنازلات للجيش خلال محاولتهم تأمين مكاسبهم السياسية الجديدة. وتنفي جماعة الاخوان المسلمين صاحبة الكتلة الاكبر في البرلمان بعد أول انتخابات حرة منذ عقود وغيرها من الجماعات الإسلامية إبرام أي صفقات مع الجيش. وكانت جماعة الاخوان قد حذرت من الاعتصام لكنها ذكرت أن بعض أعضائها بقوا في الميدان للمساعدة في الحفاظ على سلميته. ولم تتواجد قوات الجيش او الشرطة في الميدان خلال تظاهرات الاربعاء في محاولة فيما يبدو لتفادي الاحتكاك.