يرعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، مساء بعد غد السبت في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، احتفال اتحاد الصحافة الخليجية لتكريم مؤسسي الصحافة وروادها في المملكة العربية السعودية بحضور رئيس اتحاد الصحافة الخليجية الأستاذ تركي بن عبدالله السديري، والأمين العام لاتحاد الصحافة الخليجية ناصر بن محمد العثمان، وأعضاء من الاتحاد وجمع غفير من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الإعلامي والثقافي في المملكة ودول الخليج العربية. يأتي هذا التكريم بعد نجاح في الباكورة الأولى لاحتفال اتحاد الصحافة الخليجية، التي قام فيها بتكريم مؤسسي الصحافة وروادها في مملكة البحرين الشقيقة في الأول من فبراير 2010م، انطلاقا من رؤية استراتيجية لاتحاد الصحافة الخليجية في تكريم مؤسسي الصحافة الخليجية وروادها في جميع دول مجلس التعاون التي سعى من خلالها الاتحاد إلى جعل تكريم أولئك المؤسسين والرواد للصحافة الخليجية (بداية التكريم)، وذلك من خلال ما يصحب هذا التكريم من بحث معلوماتي وجمع وتوثيق ورصد لأصحاب الإسهامات الصحفية، مؤسسين وروادا.. ومن ثم إعادة أصحاب تلك الجهود الصحفية إلى أذهان الأجيال المعاصرة، من خلال منظومة الاحتفاء بهم في احتفالات دورية خليجية.. وصولا إلى تتويج التكريم بإنشاء أرشيف متكامل للصحافة الخليجية، منذ نشأتها عبر صحافة الأفراد حتى يومنا هذا، حيث يأتي هذا المشروع ضمن الرسالة الإعلامية التي شرع اتحاد الصحافة الخليجية في بنائها عبر مستويات مختلفة يأتي في مقدمتها تكريم مؤسسي الصحافة وروادها في الخليج واليمن. تركي السديري: نظام المؤسسات الصحفية ألغى محدودية الإمكانات.. والمزاجيات الفردية وهؤلاء الرواد العصاميون بحاجة إلى بحث دقيق لاستظهار المزيد عن تجاربهم * يقول رئيس تحرير صحيفة «الرياض» الأستاذ تركي بن عبدالله السديري: عندما عملت متفرغا في جريدة «الرياض» قبل رئاسة تحريرها، تصورت أنني قريب من مرحلة فوارق السنين القليلة التي لم تكن تتجاوز العشر السنوات عن صدور نظام المؤسسات الصحفية وتحويلها من إصدار فردي محدود الإمكانات وقدرات التوظيف إلى مؤسسات لها قدراتها المادية المتميزة عن السابق، والأهم من ذلك أنها لم تعد تمثل مزاجا شخصيا لبعض من أصدروا الصحافة الفردية، وإنما أصبحت تمثل في المؤسسات التي سهل فيها وجود الوعي التنموي والثقافي الحضور الصحافي الذي تلمس خطوات التطور بجهود لم تكن بالسهلة. ناصر العثمان: تبلورت لدينا رؤية لإنشاء أرشيف متكامل لصحافة الخليج واليمن منذ نشأتها ويستدرك رئيس اتحاد الصحافة الخليجية في حديثه قائلا: لكن الحقيقة أن الصحافة الفردية التي وجدت قريبا من صدور نظام المؤسسات لم تكن هي وحدها التي حظيت بناشرين تحملوا تبعاتها، وصعوبة توفير الإمكانات، ولكن ما اطلعت عليه من خلال هذا الإصدار الذي يوثق لجيل الرواد، والذي هو الآن بين يديكم وفيه حقائق ومعلومات مذهلة. ويضيف رئيس هيئة الصحفيين السعوديين في كلمته قوله: مركز «الرياض» للمعلومات والدراسات الاستشارية قد هيأ لكل جيل الشباب أن يتمكن من الإطلاع على مبهرات مؤسسي صحافته من الرواد الأوائل، ولم تكن أسماء معظمهم تتداول فيما بيننا، عدا أولئك الذين مارسوا تنوع الإصدارات في المنطقة الغربية، والأخرى الشرقية، ثم الرياض والقصيم (قبل صدور نظام المؤسسات) لكن كان هناك من هم أقدم منهم وعاشوا صعوبة إصدار في مجتمعات بعيدة عن المفاهيم الاجتماعية، التي تواجدت فيها أسرهم، ما يعني معاناتهم الصارمة والصعوبة في إمكانات التأقلم مع تلك الثقافات خصوصا إذا عرفنا نوعية ما كان يؤثر فيها من مشاكل سياسية مثل ما كان يحدث في العراق مثلا.. إنهم رواد حقيقيون، ومعظمنا في المجتمع الحاضر لا يعرف شيئا عنهم! لهذا فإنني أكرر التقدير لمركز «الرياض» للمعلومات والدراسات الاستشارية الذي وصل مجتمعنا المعاصر بطبيعة نوعية الصعوبات التي عايشها جيل أولئك الرواد خارج بلادهم أو فيما بعد داخل بلادهم. مركز «الرياض» للمعلومات والدراسات الاستشارية قدم لنا توثيقاً نؤسس عليه مشروعنا ويمضي الأستاذ السديري في تقديمه لكتاب (مؤسسو الصحافة وروادها في المملكة العربية السعودية) قائلا: على سبيل المثال ألا تعتقد أن جريدة «الرياض» لم تولد إعلاميا إلا بعد صدور نظام المؤسسات؟ وأنها حالة تطور لمجلة اليمامة التي كان صاحبها شيخنا الفاضل حمد الجاسر رحمه الله.. ولكن من خلال متابعة توثيقية نجد أن أول صدور لجريدة «الرياض» كان في بغداد عام 1910م لصاحبها سليمان الدخيل ومثلها مجلة عرفت باسم (الحياة).. وسوف تذهل عندما تعلم أن صحيفة سعودية صدرت في أندونيسيا عام 1923م باسم (الوفاق) لمؤسسها محمد سعيد الفتة الحجازي.. د. عبدالعزيز خوجه ويتساءل الأستاذ السديري في هذا السياق إذ يقول: الغريب أن العراق كانت هي الأكثر احتضانا للصحف السعودية الفردية، حيث صدرت صحيفة (الدستور) عام 1908م لصاحبها عبدالله الزهير في البصرة، وعام 1909م صدرت في بغداد صحيفة (الرقيب) لعبداللطيف الثنيان، وفي بغداد ياتي اسم طريف لجريدة أطلق عليها صحيفة (البهلول) لصاحبها محمد حسن النمر، ثم فؤاد شاكر في القاهرة 1930م صحيفة (الحرم) ثم مجلة (صرخة العرب) لمؤسسها أحمد عبيد في القاهرة عام 1955م. د. يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية ويختتم رئيس اتحاد الصحافة الخليجية كلمته مؤكدا تلك الريادة الصحفية بقوله: رواد حقيقيون من دون شك، وتعرضوا لمتاعب مادية واجتماعية - أيضا - من دون شك، وحبذا لو تم إجراء بحث دقيق عن ظروف مسار حياتهم ومناشطهم.. وكيف كان مجتمعهم المحلي في حياته ووعيه؟ وهل لذلك أثر في نزوحهم بالإصدار خارج المجتمع؟! * من جانب آخر قال الأمين العام لاتحاد الصحافة الخليجية ناصر بن محمد العثمان: كان لنجاح باكورة احتفال الصحافة الخليجية بتكريم مؤسسي الصحافة وروادها في مملكة البحرين في الأول من فبراير 2010م في إطار تكريم مؤسسي الصحافة الخليجية وروادها، دافعا قويا لنا لنمضي في هذا الطريق، تجربة أولى استفدنا منها لإضفاء مزيد من النجاح على التجربة التالية التي نأمل أن نستفيد منها - أيضا - بإضافة المزيد على التجربة التي ستليها، فلقد تبلورت لدينا القناعة للحرص على إنشاء أرشيف متكامل - بقدر الإمكان للصحافة الخليجية منذ نشأتها حتى الآن، لتكون مواده في متناول كل باحث ودارس ومهتم ومطلع. د. عبدالله الجاسر أما عن هذه المناسبة فيقول الأمين العام لاتحاد الصحافة الخليجية: ها نحن نحتفي بمؤسسي الصحافة وروادها في المملكة العربية السعودية، بعد إعداد مستفيض، ودراسة معمقة من قبل مركز «الرياض» للمعلومات والدراسات الاستشارية بمؤسسة اليمامة الصحفية العريقة.. فعندما طرح المركز ما لديه من مخزون معلوماتي موثق عن مؤسسي الصحافة وروادها في المملكة العربية السعودية، وجدت نفسي وكأنني وسط سيل من المعلومات التي لم أكن أتوقعها، أو أتصور فروعها وتشعباتها، وأدركت أن الوحيد القادر على التحديد والاختيار بل والتعامل مع هذه المعلومات هو الأستاذ تركي بن عبدالله السديري رئيس اتحاد الصحافة الخليجية رئيس تحرير جريدة «الرياض» الغراء، وهو الصحفي المتمرس والمخضرم الذي كان له الدور الفاعل في اختيار قائمة المؤسسين والرواد لصحافة المملكة، بالتعاون مع القائمين على المركز، من بين المئات من الأسماء التي أسهم أصحابها كلهم بجهد صادق في مسيرة الصحافة السعودية، وكان لذلك - أيضا - الأثر المباشر في إعداد مادة هذا الكتاب الذي هو غيض من فيض نقدمه للمكتبة العربية، ونؤسس عليه، ونحن نوثق بكل تقدير واهتمام لمؤسسي الصحافة وروادها في المملكة العربية السعودية. أما على مستوى التطلعات التي يعمل اتحاد الصحافة الخليجية على المضي فيها قدما أداء لرسالته فيقول العثمان: إن اتحاد الصحافة الخليجية يحرص كل الحرص على أداء رسالته التي قام من أجلها بكل ما جاء في نظامه الأساسي، كما يحرص - أيضا - على أن يكمل إنشاء أرشيف متكامل للصحافة الخليجية يكتمل شيئا فشيئا مع الاحتفالات المتتالية لتكريم مؤسسي الصحافة وروادها في دول مجلس التعاون الخليجي واليمن. تركي السديري واختتم الأمين العام لاتحاد الصحافة الخليجية كلمته مؤكدا اعتزاز الاتحاد بتقديم هذه النخبة من المؤسسين والرواد الصحفيين في المملكة العربية السعودية.. معبرا من خلالهم عن تقديره واعتزازه لكل من أسهم في مسيرة الصحافة السعودية على مداها الطويل. وفي هذا الرصد غير المسبوق لمركز «الرياض» للمعلومات والدراسات الاستشارية، يذكر المركز بأن البدايات الصحفية في المملكة كانت على يد مجموعة من المهاجرين إلى مختلف الأقطار العربية والإسلامية، كالعراق والكويت وأندونيسيا.. وبأن بعض الصحف انتشرت في العصر العثماني والهاشمي، إلى أن تم توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وانتشرت الصحف بشكل كبير، فأسس العديد من المطابع، وأصدر كثير من الصحف في مختلف مناطق المملكة، حتى انتقلت الصحافة في المملكة من صحافة الأفراد إلى صحافة المؤسسات مع صدور نظام المؤسسات الصحفية في عام 1383ه. ناصر العثمان كما يورد في هذا السياق مركز «الرياض» للمعلومات والدراسات الاستشارية أنه يمكن تقسيم تاريخ الصحافة في المملكة على النحو التالي: القسم الأول: صحف أسست على يد أشخاص من المملكة هاجروا لدول أخرى، مثل: عبدالله بن عيسى الزهير الذي أسس صحيفة (الدستور) في البصرة، وصحيفة (الرقيب) التي أسسها عبداللطيف بن عبدالرحمن الثنيان في بغداد، وسليمان بن صالح الدخيل الذي أسس ثلاث صحف، جريدة «الرياض» و مجلة (الحياة) وجريدة (جزيرة العرب) في بغداد، وعبدالعزيز بن أحمد بن رشيد البداح الذي أسس مجلة (الكويت) في الكويت، إضافة إلى تأسيسه جريدة (الصباح) ومجلة (الكويت والعراقي) في أندونيسيا، إلى جانب إصداره في البلد نفسه مجلة (التوحيد). أما عن القسم الثاني فيصنفه المركز تحت اسم (الصحافة العثمانية). أما القسم الثالث فيتمثل في الصحافة الهاشمية. أما القسم الرابع فتمثله الصحافة في العهد السعودي الذي انتقلت فيه الصحافة من مرحلة صحافة الأفراد إلى مرحلة صحافة المؤسسات. وقد حفل الإصدار بمعلومات قيمة عن مؤسسي الصحافة وروادها في المملكة، وذلك من خلال تقديم سيرة كل منهم من خلال تقديم معلومات موثقة كاملة عن الاسم كاملا، تاريخ الميلاد، النشأة، والدراسة، الحياة العلمية، تاريخ الوفاة إذا كان صاحب السيرة متوفى، نماذج من مؤلفاته.. حيث تم تقديم هذه المعلومات عن هؤلاء الرواد بحسب الترتيب الهجائي حسب أسماء المؤسسين والرواد.