حدث في المسجد. كيف ومتى وأين حدث ذلك؟! أسئلة يُحتمها الحدث ولا شك! حيث اجتمع نفر من الشباب ودخلوا المسجد جهارا نهارا. وما أن التم شملهم في فناء المسجد حتى ضربوا على دفوف كانت معهم. وتناغمت ضربات الدفوف مع الكلمات والحروف، صاحب ذلك طرب واضح ورقصات بالعصي تنبىء عن تمرس في الطرب. وقف جمع كبير من الناس يتفرجون ويستمتعون بما يحدث وكأنهم يؤيدون ماحدث في بيت الله. استمر الرقص وضرب الدفوف في فناء المسجد لفترة قد تكون تجاوزت نصف ساعة. أظن أن مبررهم أنه كان يوم عيد. أكاد أشعر برغبة القارئ في معرفة التفاصيل، وكثير من الأسئلة في ذهنه بلا جواب: سؤال أول: أين حدث ذلك؟ سؤال ثان: لماذا لم ينكر الناس على ضاربي الدفوف، ومَن أولئك النفر المتفرجون؟ أما أنا فسأسأل أخي القارئ لو كنت هناك ماذا كنت ستفعل؟ هل كنت ستتفرج مع المتفرجين وتستمتع مع المستمتعين. سجل ردة فعلك الآن. هل أخبركم أين حدث أم أكتم؟ ولكني قررت أن أخبركم وأمري إلى الله. المسجد هو الحرم النبوي الشريف! نعم المسجد النبوي في المدينةالمنورة. أما النفر الذين كانوا يتفرجون على ضاربي الدفوف فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم ونفر من الأحباش. أما لماذا لم ينكروا على ضاربي الدفوف، فالحقيقة أن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب منهم أن يزيدوا! كما جاء في الحديث "جدوا يا آل أرفدة لتعلم يهود أن في ديننا فسحة". والفسحة لا تكون في حرام في غير ضرورة. الآن أطلب منك أخي القارئ أن تعود لردة الفعل الأولى التي خطرت ببالك وأنت تقرأ الأسطر الأولى في هذه المقالة، فإن كانت ردة فعلك إقرارا لما حدث فاطمأن لأن ذلك هو بالضبط ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما إن كنت شعرت بالغضب وعزمت على استخدام لسانك أو يدك في إنكار ما حدث فعليك مراجعة نفسك لأنك خالفت في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.