ما أن تذكر مدينة أشيقر حتى تشعر أنك تقف أمام التاريخ.. اسم يحمل عراقة الماضي وأصالة الحاضر، ففي كل مكان فيها قصة وفي كل زمان لها رواية فهذه القرية الصغيرة بمساحتها وسكانها والكبيرة بقدرها ومكانتها مدت يدها إلى أهلها واحتضنتهم ليكونوا أسرة مترابطة فزادت المحبة والألفة بينهم وعاش شيوخها ونساؤها وشبابها وصغارها على قلب واحد وشعر الجميع بأنها البيت الكبير الدافئ الذي يضمهم.. إنها بلدة أشيقر لؤلؤة الوشم حفظ التاريخ لها مكانتها ودورها في الحضارة وإسهامها في العلم فهي شاهد على العصر.. فمنها خرج الكثير من العلماء والقضاة فهي قبلة العلم وانتشر في ربوع الجزيرة عوائل وأسر منها فهي رحم نجد واليوم يتسارع أهلها لتجميلها وليحافظوا على تراثها ويجسدوا حاضرها ويحيوا مناسباتها وكأنها عروس في ليلة زفافها تسابق الجميع ليكون لهم بصمة في تزينها ليسجلوا موقفا رائعا ردا لجميلها واعترافا بفضلها.. فحقا بلد تستحق الحب لقلبها الكبير وأهالي يسجل لهم الشكر لوحدة أيديهم ودعمهم واهتمامهم ضربوا الأمثال والعبر ليروي التاريخ علاقة عشق بين أرض وإنسان. أشيقر اليوم هي أشيقر الأمس بنفودها وشعابها ورياضها بحاضرها وماضيها وبشروقها وغروبها لم تنس ماضيها لتلبس بلدتها القديمة أروع الحلل وتجدد تراثها وتعيده للواجهة بسككها المتفرعة ومساجدها العالية وبيوتها الشامخة ومتاجرها العامرة وتأخذ زائريها لزمن جميا وتاريخ مجيد لتفتح لهم أبوابها الخشبية بأسواقها الضيقة وتزين مجلسها وتعرض متحفها وتنقلهم في رحلة ليشاهدوا تاريخ الماضي وكيف كانت حضارة أهلها.. وتزين سفح جبلها ليطل عليها بمنظر شاعري يعانق السماء كلوحة فنان تشابك فيها الماضي بالحاضر ما أن تقف أمامها حتى تكتسب راحة النفس وإثارة المعاني وتعيش أجمل اللحظات والذكريات. فأشيقر بعراقتها أصبحت لنا مدرسة نستقي منها النجاح وأما نتعلم منها الحنان فهي اليوم بموقعها ومعالمها عنوان يكتب عنها الأدباء بقلمهم وقافية يذكرها الشعراء بقصائدهم ومقصد يلتقطها المصورون بعدساتهم ووجهة يزورها السائحون.