في لقاء عصر الجمعة في الأسبوع الماضي بين ناديي النصر والشباب وصل بنا الحال إلى أننا نشاهد ونسمع بعض التصاريح الرياضية المخجلة، والسبب يعود إلى انعدام ثقة الفوز لدى بعض المسؤولين في بعض الفرق المتنافسة، دائما ما نطالب بالروح الرياضية، وأكثر من طالبناهم هم رؤساء الأندية بحكم أنهم رأس الهرم الإداري في الفرق الذين يتأثر بحديثهم أصغر المشجعين لفرقهم وأحمق المتعصبين، قواعد التعامل في الروح الرياضية في عالم كرة القدم تقول (لابد أن تتواضع عند الفوز وتتقبل الخسارة)!! خالد البلطان رئيس نادي الشباب يقول من أراد أبناء عطيف فعليه أن يضمهم من البلايستيشن!! أستغرب أن يصدر هذا الحديث من رجل، مهما كانت مكانته وحجمه!! فما بالكم إن كان هذا الحديث صادرا من رجل متعلم وواعٍ ويتأثر به الكثير من المتابعين لنادي المتحدث، والأغرب من ذلك أن المهتم بلعبة البلايستيشن هم الأطفال!! فهل أوصلنا التعصب الأعمى إلى أننا نرمي بلعبة الأطفال في حديثنا الرياضي ونقصد بها رجالا أكفاء؟!.. لا تعليق. الاحتراف الرياضي يعنى بالفكر قبل المهارة وقبل الأداء.. فكما أن هناك احترافا بدنيا للاعبين فيجب كذلك أن يكون هناك احتراف فكري وإداري للمسؤولين في الأندية، وأهم نقاط الاحتراف الإداري هو احترام الخصم المنافس لنا في الميدان وخارجه وفي التصاريح وفي الحديث وفي التفكير. أبناء عطيف يستحقون الاهتمام، ولكن هل يقارنون مثلا بنجوم انتقلوا في أنديتهم إلى أندية أخرى منافسة!! وهل عملية الانتقال تستحق كل تلك المناوشات والأحاديث السطحية ورمي الكلام في غير موضعه.. لا أتوقع ذلك!! فقبل وفي نفس الوقت انتقل نجوم كبار من أنديتهم إلى أندية أخرى منافسة ولم نسمع أو نشاهد مثل هذا التشنج والصخب في التصاريح وفي الإعلام. بهدوء * فاز النصر على شقيقه الهلال لأنه يستحق ذلك، فمن يخدم الكرة ولا يتعالى عليها تخدمه وتنصاع لأمره. * قمة الذكاء الشجاعة، وهذا ما كان ينقص المدير الفني لنادي النصر في جولات سابقة من مشوار دوري زين السعودي، ولكن في ديربي العاصمة، عفوا في ديربي السعودية، رمى المدير الفني لنادي النصر الأرجواني ديسلفا الخوف وراء قلبه ودخل المباراة بشجاعة مكنته من الفوز على (بطل الدوري). * تختلف درجات التنافس بين الفرق، ولكن النصر والهلال مهما كان الفارق بينهما فإن التاريخ والماضي والحاضر يقال إنهما قطبا العاصمة وقمة المنافسة تقف عاجزة عن وصف ما بين الكبيرين، وما حدث في مباراة أول أمس أكبر دليل. * حمزة إدريس ونواف التمياط نجمان كبيران خدما الكرة السعودية من خلال منتخباتها السنية ومن خلال أنديتهما، وكانا مضرب مثال في الأخلاق وفي التعامل مع المجتمع وفي الأداء، ويستحقان كل التكريم. * الإعلام شريك رئيسي لنجاح أي عمل، في دوري زين السعودي كنا نتابع مبارياته على عدد من القنوات الفضائية منها السعودية الرياضية، القناة الهادئة حد النسيان، وأيضا أبو ظبي الرياضية الممتعة والمثيرة فأمتع ما فيهما كان الوصف والتعليق وذلك في إبداعات فارس عوض وعامر عبدالله، وإثارتها في برامجها الصاخبة كخط الستة الذي جنى على القناة بكاملها بجهود الأستاذ الكبير محمد نجيب وضيوفه الأربعة، وكذلك art سبورت القنوات الرياضية التي كانت تسهم، من وجهة نظري، في إثارة المشكلات، ولعل ما حصل من البحث خلف فيصل بن تركي وخالد البلطان في مباراة النصر والشباب قبل أسبوع أكبر دليل على البحث المستمر عن المشكلات، والآن نحن مع الجزيرة سبورت، أتمنى أن تبدأ تلك القناة من حيث انتهى إليه الآخرون، وهذا هو قمة النجاح الفكري في الإعلام الرياضي. مازلت عند وجهة نظري أن دوري زين السعودي لهذا الموسم هلالي، فالمعطيات تقول إن البطل هو الهلال وإن تعرض لهزيمة أو هزيمتين فإن ذلك ببساطة يعد ذلك لقاحا لمواصلة النتائج الإيجابية والفوز في النهاية بما يريده.. ودمتم.