أهم قرار نتخذه في حياتنا؛ هو ذلك القرار الذي يؤثر في كل القرارات الأخرى. ألا وهو قرار التغيير، وسيظل هذا القرار، وهو البدء في التغيير، رهين آمالنا وأحلامنا إلى أن نستيقظ من سباتنا وخوفنا الدائمين!! التفكير والرغبة وحدهما لا يكفيان لاتخاذ قرار التغيير. بل يجب البدء فورا بخطوات التغيير، ومجاهدة النفس؛ لأن النفس تميل إلى الدعة والسكون والرتابة والخوف من الجديد. لا تخف من عدم التأقلم، فالنفس ستعتاد على الوضع الجديد والفكر الجديد. والنفس كالطفل إن تهمله شب على.. حب الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ. من المسلمات في عملية التغيير؛ أن يبدأ الشخص بنفسه، لأنك لن تستطيع التأثير في الآخرين ليتغيروا ما دمت أنت لم تتغير. ابدأ بنفسك، لن تستطيع مساعدة الآخرين، قبل مساعدة نفسك، لن تستطيع إسعاف الآخرين قبل إسعاف نفسك!! ألا ترى وأنت في الطائرة يطلب منك المضيف عند حدوث نقص في الأكسجين؛ أن ترتدي القناع ثم تساعد ابنك على ارتدائه. امتلك الإصرار وابدأ، وكلما استخدمت إرادتك ازدادت قدرتك على مواجهة الآثار المترتبة على التغيير. قال عباس محمود العقاد: (الإرادة كالسيف يصدئه الإهمال ويشحذه الضرب والنزال). واعلم أن التغيير يأتي خطوة خطوة، لن تستطيع القفز من أول السلم إلى آخره. فالتدرج طبيعة بشرية وسنة كونية. نعم كن طموحا، وضع هدفا نبيلا، وارفع مقاييسك، ثم سر وفق خططك وإمكاناتك. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا تمنى أحدكم فليستكثر فإنما يسأل ربه). كما أننا إن خططنا وتمنينا وبدأنا؛ يجب أن لا نستعجل النتائج. عدم ظهور نتائج فورية لا يعني أنك لا تحقق تقدما، فأنت بالتأكيد تحرز تقدما؛ ولكنه سيظهر حتما مع مرور الوقت واستمرار بذل الجهد. كمن يضرب بفأس على صخرة!! من المهم أن تثق بأن قليلا من التغيير قد يحدث فارقا كبيرا على المدى البعيد. ويحسن بنا أن نعي أن التغيير يقاومه بعضهم من دون مبرر واضح سوى رغبتهم بالجمود، ولأنهم ضيقو الأفق، وطموحهم محدود؛ فينبغي علينا أن نحسن التعامل مع هؤلاء الناس. الأذكياء يعلمون أن زهور التغيير سيفوح شذاها للجميع، وكفوف النجاح ستصافح الجميع، وسيقبل الجميع للحاق بركب التغيير، وسيبادر الجميع للبدء بأنفسهم؛ حتى تتناسب أفكارهم ومعتقداتهم مع المرحلة القادمة. سيتسلح الجميع بالعلم والفكر والهمة والرغبة والإصرار؛ ليرافقوا قادة التغيير في رحلة المستقبل؛ لأن ذلك هو الزاد المعين لهم في هذه الرحلة. أترضى أن تكون رفيق قوم، لهم زاد وأنت بغير زاد، وتذكر في كل لحظاتك، أنك على موعد مع النجاح. ستشعر بأن النجاح قريب جدا، وأن مجرد تغيير أفكارك ووسائلك ومهاراتك؛ سيجعله يقترب منك. من البديهي أن ترى أن حبك لما أنت مقبل إليه بشغف وحماس، سيجعل وصولك إليه أسرع. فاذا تغير الجميع اقترب النجاح من الجميع وبسرعة، وبتنا أجمل وأرقى وأفضل من السابق؛ وهذا هو الهدف السامي من التغيير. * خبير التنمية البشرية