طغت الشعارات ذات الطابع الاجتماعي على المسيرات التي نظمتها، أول أمس الأحد في عدد من المدن المغربية، حركة "20 فبراير". وخرج في مدن الرباط والدار البيضاء والقنيطرة وطنجة مئات من المتظاهرين لمطالبة حكومة عبد الإله بن كيران، التي لم يمر على تنصيبها أكثر من شهر، بتحسين مستويات المعيشة والقضاء على البطالة واقتصاد الريع ومحاربة الفساد ومحاكمة المفسدين. ولم يفوت المتظاهرون الفرصة للتنديد بالتدخل الأمني، الأسبوع الماضي، في حق مجموعة العاطلين ذوي المؤهلات العالية، ما أدى إلى إقدام أربعة منهم على إحراق أنفسهم احتجاجا على هذا التدخل. وحمل المتظاهرون المسؤولية إلى حكومة بن كيران، ورفعوا ضدها شعارات قوية ووصفوها بأنها حكومة اختارت أن تبدأ عهدها بالقمع وحرق المعطلين، ومما جاء في أحد هذه الشعارات (ابديتها يا بنكيران، محرقة في كل مكان). ووعد رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، خلال تقديمه الخميس الماضي بمجلس النواب لبرنامج حكومته للسنوات الخمس المقبلة، بتحقيق نمو بنسبة 5.5 بالمائة" (5.4 بالمائة خلال 2010)، و"خفض نسبة البطالة إلى 8 بالمائة". وتبلغ نسبة العاطلين عن العمل في المغرب 6.9 بالمائة وتطال 4.31 بالمائة من الذين تقل أعمارهم عن 34 سنة. ولم تتدخل القوات الأمنية في أي من المسيرات التي شهدتها هذه المدن المغربية، واكتفى رجال الأمن بالمراقبة عن كثب. وعرفت بعض مسيرات يوم الأحد انقساما في الجهات المشاركة لها، وبدا واضحا أن جماعة العدل والإحسان المحظورة، التي سبق أن أعلنت انسحابها من حركة "20 فبراير"، تريد أن تقود المسيرات باسمها، في حين أصر شباب "20 فبراير" على أن يتصدروا هذه المسيرات ويستبعدوا أنصار العدل والإحسان.