الجنود الأمريكيون في العراق وأفغانستان يستحقون من الأمة الأمريكية الحمد والثناء في يوم الذكرى. ولكنهم يستحقون المزيد. يستحقون توضيح اكثر واقعية ووضوحاً من الرئيس بوش عن مهمتهم الإستراتيجية ويستحقون كذلك توجيهات توضح لهم بدقة كيفية إنجاز هذه المهمة . الشعب الأمريكي أيضا بحاجة إلى توضيحات وتوجيهات. يبدو أن البيت الأبيض يستخف ويقلل من شأن تهرؤ الدعم الوطني للوجود العسكري الأمريكي في العراق وبدرجة أقل في أفغانستان. ربما تكون مسيرة الحرية في تقدم ولكن الأمريكيين يريدون أن يعرفوا على وجه الدقة والخصوصية كيف تساهم هذه الوفيات بين جنودهم وجنود الحلفاء في تقدم هذه المسيرة بعد سنوات من الآن. وهنالك حاجة إلى مبادرة مماثلة في مجال الأمن القومي. هنالك ارتباك وتشوش في فهم العامة للكيفية التي يجب أن يرد فيها الأفراد والمجتمعات والأمة جمعاء على الهجمات الإرهابية التي تقع في الأراضي الأمريكية. يمكن للمواطنين ان يعرفوا المزيد عن كيفية إخلاء المدن أو الاستجابات الأخرى في المستقبل عن أحداث على غرار الحادي عشر من سبتمبر من مشاهدة المسلسلات الدرامية التلفزيونية مثل «24» اكثر مما يعرفون من الإدارة. إعادة التركيز على الحرب على الإرهاب بحاجة إلى أن يكون على عدة أشكال من الأحاديث الرئاسية لوثائق الاستراتيجيات السرية التي سوف تصيغ جملة الأوامر الصادرة للجنود في ميادين القتال. لقد ساهمت خطابات الرئيس الحماسية عن الحرية والقيم الأمريكية في تعبئة الأمة خلال سنوات الصدمة الأربعة الماضية. ولكن زمان الطمأنة لوحدها ولى إلى غير رجعة. حان وقت التفاصيل وإلى تقرير بالتقدم الحادث في جبهة كسب الحرب ضد شبكات المتشددين الإسلاميين التي تسعى إلى حكم أو تدمير أراضى المسلمين. في الحقيقية هنالك تقدم. حكومات الشرق الوسط والحكومات الأوروبية وعت هي الأخرى بأنها باتت هدفاً للقاعدة ومساعديها. هذه الحقيقة دفعتها إلى تقديم المساعدة للأمريكيين في حربهم ضد الإرهاب بعد أن رفضت القيام بذلك في السابق. هنالك وعي سائد - أو ربما رغبة سائدة في الحديث عن- بالعواقب الكارثة التي يمكن أن تعم العالم من جراء الانسحاب الأمريكي المفاجئ من العراق حتى بعد أن أصبحت فكرة الانسحاب اكثر إغراء هنا. وبالرغم من سفك الدماء والرعب هناك إلا ان العراق يسجل تقدماً.فقادة الأكراد والشيعة المنتخبون باتوا يمارسون سياسة ديمقراطية مسئولة وبسطوا أيديهم للسنة للمشاركة في العملية السياسية في البلاد.وزادت ثقة القوات الأمريكية في مقدرة الألوية العراقية الجديدة في القيام بالمهام الأمنية وسوف يقوم الأمريكيون بإظهار هذه الثقة بزيادة المسئوليات القيادية العراقية في الوحدات العراقية الأمريكية المشتركة. هذه عناصر يمكن للإدارة أن تبني جسراً لخروج الوحدات القتالية الأمريكية من العراق قبل نهاية فترة بوش الرئاسية الثانية. أي نقاش يتعلق بالجداول الزمنية للانسحاب و إضافة قوات حفظ سلام إسلامية أو أي قوات أخرى يجب ان يتم بحذر وسيكون بوش بحاجة إلى ان يقول ويفعل المزيد ليثبت أن السيطرة الأمريكية على العراق لن تكون سرمدية ولكنها ستنتهي عاجلاً. هذا سوف يساعد جهود البيت الأبيض لاعادة تعريف الاستراتيجية الأمريكية في الحرب العالمية ضد الإرهاب لاعادة احتوائها في توجيه أمني قومي رئاسي جديد. الولاياتالمتحدة تقاتل حركة كما انها تقاتل قادة إرهاب افراد أمثال اسامة بن لادن أو (ابو مصعب الزرقاوي)طبيعة العدو تتطلب تعاونا دوليا اكبر لوقف حركة تحويل الأموال والإرهابيين عبر الحدود. وتتطلب ايضاً حملة فكرية مضادة لفضح أفكار الجهاديين وتعريتها. الحاجة إلى تقديم كشف حساب عام من الرئيس أصبحت ملحة بعد ان استاء الأمريكيون وغيرهم من اساءة معاملة وتعذيب السجناء وفي حالات قليلة اعدامهم من قبل القوات الأمريكية. ليس كافياً القول بان هذه الحوادث معزولة وقد تم التحقيق فيها وترك الوضع عند ذلك. هذا الوضع سوف يقوض التماسك و يعطي صورة مزيفة للقيم الأمريكية في الخارج. ٭ (واشنطن بوست)