ورد في إحدى الموسوعات التاريخية أنه جرى توظيف الرموز الحيوانية في (13) علماً من أعلام دول العالم، ويشير توظيف العلامة الى رمز وشعار لتلك الدولة وهي ثقافة شعبية ودلالة تعريفية للشعوب الأخرى وما تحكمه تلك الثقافة من معنى لشعوبها، وأكثر تلك الدول في أفريقيا مثل أوغندا وزمبابوي وزامبيا وأخرى مثل البانيا والمكسيك وكازخستان وسيرلنكا وأكثرها تستخدم الحيوانات الخرافية والطيور، كما تتخذ بعض البلدان شعارات ورموزا وطنية لها مثل النسر الامريكي والديك الفرنسي والكوبرا الهندية والكنغر الأسترالي والثيران الاسبانية و(هلم) جرا، في الوطن العربي وبعض البلدان الإسلامية يبرز الجمل كرمز وطني وتراث تقليدي وشعبي وهو محل اهتمام وعناية في التاريخ القديم حتى هذه اللحظة، وإن تغيرت معاني الاهتمام من حاجات ضرورية وأساسية له الى نوع من الترف والرفاهية والمباهاة في أحيان كثيرة ، لدينا في المملكة شواهد وحالات من التعلق والولع والعشق الشديد للجمل حتى أصبحت أسعاره خيالية وتربيته تحولت من حاجة الى هواية ومسابقة جنونية، لا أحد يعترض على ذلك فهي حريات شخصية لا أحد يتدخل بها، ولن أخوض في تفاصيل ذلك لأن معلوماتي لا تحمل صغيرة ولا كبيرة عنها ، ولكن عندما أتى ، وبالمناسبة تزامن مهرجان الإبل في منطقة أم رقيبة هذا العام مع منتدى دافوس العالمي الذي يدرس قضايا العالم من النواحي الاقتصادية والعالمية والاجتماعية وما لاحظته من خلال ما يرد في الانترنت من صفقات بيع بلغت 100مليون ريال أو حتى الصور التي نقلت عن تبذير في موائد الأكل وتلك النعم التي رميت على الكثبان الرملية من لحوم وأغذية وهناك من يتضور جوعاً، أو حتى الفوائد المتحققة من المهرجان وطرق ادارته واستثمار مناسبته في تغيير نمط التفكير والنظرة لطبيعة هذه الثروة الحيوانية من سلعة مباهاة وتفاخر الى سلعة وطنية مفيدة وتحجيم تلك المبالغات الخيالية التي تؤجج النعرات والعنصرية بدلا من الوطنية وحب الوطن ، فلا معنى لفوز ذلك أو ذاك ، إن كان ذلك يدخل الوطن في حساسيات مفرطة لأن الفوز الأهم للوطن ولا غيره ، إن الاعلام شريك رئيس في ذلك من خلال ما يطرح من شحن اعلامي واعلانات تهنئة وتفاخر على صدر الصفحات ، الوطن يحتاج الى تغيير تلك المفاهيم والاساليب لكي نستثمر هذا الرمز والشعار الوطني وفق المصلحة العامة، وهذا ليس اعتراضا على فكرة المهرجان فهو امتداد لتراثنا في مهرجان الجنادرية ولكنه يحتاج الى دراسة وإعادة بلورة لكي يبعدنا عن هذه الممارسات والتفاخر والمباهاة التي لن تخدم الوطن وأن يركز على رؤية تفكيرية إبداعية وطنية تحمل محورين الاول الاهتمام بهذا الرمز الوطني بحدود معقولة والآخر ربط ذلك بالحفاظ على الوحدة الوطنية وتماسكها ، وأخيراً نستفيد مما يطرح في المستجدات العالمية والملتقيات الدولية من رؤى تطويرية لوسائل ونماذج التنمية الحضارية العصرية في مختلف الأقطار وأن تكون رسالته القادمة تنموية وطنية تحاكي دافوس العالمية برقيبة وطنية والله المستعان .