منطقة الباحة ذات الطبيعية الخلابة بجبالها الشاهقة وأوديتها الشرقية والغربية وتكسو مرتفعاتها أشجار الغابات العرعر والزيتون وأنواع الطلح، وتحتضن في جنباتها الكثير من الحيوانات البرية والطيور. وكذلك تمتاز منطقة الباحة بالعديد من أنواع الفاكهة فهناك العنب بأنواعه والرمان واللوز والمشمش والخوخ والنخيل وهذا التنوع الطبيعي للمنطقة قد تكاد تكون المنطقة الأكثر بالموارد الطبيعية بين مناطق المملكة. وترغب هذه الموارد الطبيعية بالمنطقة أن تتغنى بهذه الأسطر لكونها لا تتكلم ولا تكتب لكي تحكي عن حالتها الراهنة وهي في حقيقة الأمر تمر علينا بعض الآلام والمشاكل التي أثرت على عطائنا المتجدد وهي الفرصة للحديث مع من يسمعنا للتعبير عن بعض مطالبنا نحن منذ آلاف السنين في هذه المنطقة اخذ منا الإنسان الكثير من قطع الأشجار ليسكن، ورعوا أغنامهم وفرت لهم الأزهار وربوا النحل ليعملوا، وحفروا الآبار ليشربوا، وأكلوا من العسل والعنب والبرشومي والأرانب والغزلان ليعيشوا، وغير ذلك ولكن لم يراعوا كل ما قدمناه لهم فتركونا وهاجروا إلى المدن وقل النسل وتدهورت حالتنا وما زلنا نقاوم كل المتغيرات حفاظاً على تاريخنا العريق ونحن نتباكى على مجموعة منا فقد انتهت من الحياة إلى الأبد وبعضنا بدأ في الرحيل والبعض الآخر ينتظر. ومطلبنا من الجهات الحكومية المعنية وخاصة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووزارة التعليم العالي بتبني مركز وطني للموارد الطبيعية وذلك لعلاج مشاكلنا حتى نستمر ونعطي جيلاً بعد جيل نحن نعلم أن هناك المعاهد العلمية ومراكز الأبحاث في الجامعات ومراكز البحوث التابعة لوزارة الزراعة والمياه ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وجهود الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية وغيرها ولكن كلها بعيدة عنا فهناك بعض الأبحاث تجرى علينا لكنها غير كافية وغير مجدية، وتحتاج إلى جهد ودعم مادي كبير ومن الصعب دراسة النبات وكذلك الحيوانات والطيور البرية ومساقط المياه والتربة وغيرها بعيداً عن بيئتها الطبيعية. وإذا تركت وشأنها تحت ظروف تكاثرها الطبيعي، فإنها قد تتدهور صفاتها المرغوبة، مما يسبب اندثارها خلال أجيال قليلة وتكاثر النبات والحيوان يعتبر ضرورياً وهاما للمشتغلين بتربية النبات والحيوان وبدونه يصبح المجهود الذي يبذله علماء التربية في إنتاج أنواع جديدة محسنة قاصراً على أفراد قليلة الانتشار، ولهذا يتطلب كما ذكرت جهة متخصصة بأن ترانا عن قرب فوضعنا اختلف عما كان في السابق فموت القمم النامية لأشجار العرعر، وتعرية التربة، وقلة المياه، وزيادة التصحر بفعل اتساع المدن على حساب الغطاء النباتي، وغيرها من المشاكل التي نواجهها يومياً وتحتاج إلى دراسات علمية تحدد استراتيجية للمحافظة على التوازن البيئي للمنطقة. وهذه الدعوة باسم التنوع الحيوي بالباحة ويمثلها البرشومي وأشجار العرعر والشبارق والنيم والرمان والعنب والكادي والورد والسمر والسلم والقرض والضهيان والزيتون والشيح والنمر البرى والضبع والنيص والنحل البلدي، نطلب من أمير الباحة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود آل سعود التجاوب مع هذا النداء لنا للحفاظ على مكونات بيئة هذه المنطقة. والله يحفظ لنا ملكنا وولي عهده. * أستاذ التشجير والغابات بقسم الإنتاج النباتي كلية علوم الأغذية والزراعة/ جامعة الملك سعود/الرياض