لا يوجد على وجه الأرض حقل من حقول البترول في شتى انحاء العالم له شهرة حقل الغوّار، فهو مضرب المثل سواء بالنسبة لضخامة حجمه أوغزارة ونبل بتروله، أوسهولة ضخّ وانخفاض تكاليف استخراج بتروله. كل ما عليك أيها القاريء الكريم أن تسمي ما شئت من الصفات النبيلة التي تعتقد انها يجب أن تتوفر في الذهب الأسود وتجدها متوفّرة في بترول حقل الغوار. الأسماء ( أوالألقاب) التي يطلقها المتخصّصون على بترول حقل الغوّار تتجاوز المائة اسم واسم. كل اسم من هذه الأسماء تتحدث عن جانب من جوانب عظمة حقل الغوار. المعلومات التي سأذكرها عن حقل الغوار في هذا المقال جميعها مأخوذة من ثلاثة سلايدات نشرتها ارامكو ضمن مجموعة سلايدات أخرى عام 2004 بعنوان: fifty-year crude oil supply scenarios ( سيناريوهات عرض البترول لمدة خمسين سنة ). يقول احد السلايدات في صورة ملوّنة ثلاثية الأبعاد بليغة المحتوى والمدلول إن حقل الغوّار هو اكبر حقل بترول في العالم حيث تبلغ مساحته 174 × 16 ميل (اي 278 × 26 كيلومتر). وقد تم اكتشاف حقل الغوارعام 1948، وبدأ أوّل انتاجه للبترول عام 1951. ثم بعد أربع عشرة سنة من بداية الإنتاج بدأ حقن الماء (peripheral water injection) عام 1965 في الحقل. ويتم استخراج بترول الغوار الآن من ست مناطق هي: شدقم وعين داروفازران والعثمانية والحويّة وحرض. يقول السلايد الثاني إن متوسط إنتاج البترول الخام الصافي ( أي بعد استبعاد الماء المستقطع ) من حقل الغوار هو خمسة ملايين برميل في اليوم. لكن في عام 2003 بلغت نسبة الماء المستقطع (water-cut) 33 % من كل برميل ( أي من كل ثلاثة براميل يتم إنتاجها يوجد برميل ماء وبرميلي بترول) . بينما كانت نسبة الماء المستقطع عام 1993 تساوي 25% من كل برميل ( أي من كل أربعة براميل يوجد برميل ماء وثلاثة براميل بترول ). أما نسبة الماء المستقطع منذ بداية الإنتاج عام 1951 الى عام 1975 ( أي الخمس والعشرين سنة الأولى للإنتاج) فقد كانت نسبة الماء المستقطع صفر أي أن البرميل كان يخرج بترولا صافيا (ذهب أسود عيار 24 قيراطا ) ليس فيه قطرة ماء. يقول السلايد الثالث انه حتى تاريخ 1 / 1 / 2004 ( أي قبل ثماني سنوات ) فقد بلغت كمية النضوب (proved reserves depletion) ٪48 من اجمالي الاحتياطي المؤكد في حقل الغوار. بينما بلغت نسبة النضوب ( الكمية المستخرجة ) 60% في منطقة شدقم/عين دار (أقصى شمال حقل الغوار). بينما بلغت الكمية المستخرجة 10% من منطقة حرض ( أقصى جنوب حقل الغوار). سأكتفي بهذه المعلومات المختصرة ( بقدر ما تتسع له مساحة هذه الزاوية الصغيرة ) منقولة حرفيا من ثلاثة سلايدات ضمن مجموعة اسلايدات نشرتها أرامكو على موقعها عام 2004 ولا أدري هل تم تحديث هذه المعلومات من قبل أرامكو أو لم يتم تحديثها. ولكن اعتقد ان أرامكو أحسنت صنعا حينذاك في نشر هذه المعلومات لأنها أثبتت للمشككين في قدراتها بأنها الشركة الوحيدة في العالم التي تستطيع أن تنجز ما لم تستطع شركة غيرها أن تنجزه ولعلها تحسن صنعا الآن لو تقوم بتوثيق وتحديث هذه السيناريوهات وتقديمها لصناع القرار في المجلس الأعلى لشؤون البترول ليكون على بيّنة في اختيار السيناريو الذي يرى فيه أنه يحقّق مصالح المملكة. موضوع زاوية السبت القادم - إن شاء الله - سيكون عن آخر تقرير صدر حديثا (هذا الشهر) من احد أكبر شركات البترول في العالم ExxonMobil بعنوان: توقعات الطاقة الى عام 2040، حيث سنوضّح هل أن التقرير يؤكد أو ينفي حدوث ذروة البترول الخام.