أظهر استطلاع مشترك بين نيويورك تايمز وسي.بي.اس نيوز أن الناخبين المستقلين الذين ساهموا في انتصار الرئيس الأمريكي باراك أوباما في انتخابات عام 2008 يمكن أن يكونوا عقبة في سعيه للحصول على فترة ثانية في البيت الأبيض. وفي الاستطلاع الذي نشرت نتائجه الأربعاء أصبح موقف غالبية الناخبين المستقلين سلبيا من فترة رئاسة أوباما بسبب استيائهم من طريقة تعامله مع الاقتصاد وعدم وضوح رؤيته لما يأمل أن يحققه في حالة إعادة انتخابه. وقالت صحيفة تايمز إن 31 في المئة فقط من الناخبين المستقلين تبنوا رأيا إيجابيا تجاه الرئيس الديمقراطي في حين أن الثلثين يقولون إنه لم يحرز تقدما حقيقيا في إصلاح الاقتصاد. وفي انتخابات عام 2008 حصل أوباما على تأييد 52 في المئة من الناخبين المستقلين مقابل 44 في المئة أيدوا جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري. كما أوضح الاستطلاع أن نصف المستقلين تقريبا لم يشكلوا رأيا عن ميت رومني الأوفر حظا في سباق مرشحي الحزب الجمهوري لمواجهة أوباما في انتخابات الرئاسة التي تجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني. وفي استطلاع لآراء كل الناخبين قال 38 في المئة ان موقفهم إيجابي من أوباما في حين كان موقف 45 في المئة سلبيا وهناك 17 في المئة لم يحددوا موقفهم بعد. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الناخبين كانوا منقسمين بالتساوي في مقارنة بين أوباما ورومني لكن حظ أوباما كان أفضل في مواجهة مرشحين جمهوريين آخرين. وأضافت الصحيفة أنه لدى التطرق لسباق الحزب الجهوري أشار الاستطلاع إلى أن الناخبين غير راضين عن مجموعة المرشحين الذين يتنافسون على حق الترشح أمام أوباما. وقال نحو سبعة من كل عشرة ناخبين جمهوريين إنهم يريدون خيارات أكثر. وأجري الاستطلاع هاتفيا على مستوى البلاد يوم 12 يناير كانون الثاني وشمل 1154 شخصا منهم 1021 من الناخبين المسجلين ويحمل هامش خطأ ثلاث نقاط مئوية بالزيادة أو النقصان. الى ذلك تبادل المرشحون لنيل تسمية الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي الاميركي الاربعاء آخر هجماتهم في كارولاينا الجنوبية، حيث تجري السبت انتخابات تمهيدية حاسمة بالنسبة للمرشح ميت رومني الذي يركز هجماته على نيوت غينغريتش اشد منافس له. وبعدما تعرض منذ اسابيع لحملات عنيفة من جانب غينغريتش، اطلق فريق حملة رومني هجوما قويا على الرئيس السابق لمجلس النواب الاميركي. واعتبر فريق رومني ان شخصيته التي لا يمكن توقع سلوكها في حال عينه الحزب الجمهوري مرشحا، يمكن ان تؤدي الى اعادة انتخاب الرئيس باراك اوباما. واتهم السناتور السابق جيم تالنت الذي عمل مع نيوت غينغرتيش في التسعينيات، رئيس مجلس النواب السابق بانه ادلى بتصريحات "متهورة وشائنة" ارغمت الاخرين على "العمل على تصويبها". واتهمه بانه اتاح في تلك الفترة اعادة انتخاب الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون في 1996. وعبرت النائبة السابقة سوزان موليناري عن نفس الموقف وتحدثت الى جانب جيم تالنت خلال مكالمة هاتفية مشتركة نظمتها لجنة حملة ميت رومني. واعتبرت ان غينغريتش "كان يعمد الى زرع الخلافات" محذرة من انه "يمكن ان يتيح مجددا انتخاب رئيس ديموقراطي". وقامت لجنة دعم رجل الاعمال المليونير بالاستفادة من هذه المواقف في دعاية سلبية جديدة بثتها على الانترنت حملت عنوان "رئيس موضع شك". لكن غينغريتش رد بقوة مدافعا في الوقت نفسه عن أدائه في الكونغرس ومؤكدا ان المحافظين بدأوا الآن يرون فيه "الفرصة الوحيدة الواقعة لوقف معتدل من ماساتشوستس". وقال لشبكة "سي ان ان" "اعتقد اننا سنتقدم السبت وحتى مع فارق كبير". ومنذ بدء الحملة يصنف نيوت غينغريتش نفسه على انه المحافظ الأقوى القادر على منافسة حاكم ماساتشوستس السابق (شمال-شرق). ورغم انتصاراته السابقة في اول انتخابات في ايوا (وسط) ونيوهامبشر (شمال شرق)، يحاول ميت رومني جاهدا اقناع غالبية من حزبه بان آراءه تتطابق مع مبادىء الجمهوريين. وفي اعلان آخر بث على الانترنت، عمدت لجنة دعم غينغريتش الى تصوير شخص كانه اوباما يهاجم ميت رومني في مناظرة يطرح فيها بالتفاصيل تغيير آراء المليونير. ويقول هذا الشخص "انا موافق مع الحاكم رومني على الكثير من المواضيع لكن في ما يتعلق بالمرشح للرئاسة رومني، فانا لا اعرف هذا الشخص". واضاف "يبدو وكأنه لا يعرف حتى نفسه". من جانب اخر وفي مقابلة مع مجلة تايم نشرت الاربعاء رفض الرئيس الاميركي باراك اوباما انتقادات منافسيه الجمهوريين لسياسته الخارجية وخصوصا الطريق التي تولى فيها الملف النووي الايراني. وقد حقق نيوت غينغريتش تقدما كبيرا في استطلاعات الرأي الاخيرة. واظهر استطلاع للرأي اجرته شبكة سي ان ان ومجلة تايم و"او ار سي" نشر الاربعاء ان غينغريتش حل ثاني خلف رومني (33%) بحصوله على 23% من نوايا التصويت اي ضعفي النسبة التي نالها قبل 15 يوما. وفي استطلاع اخر للرأي اجري في كارولاينا الجنوبية نال غينغريتش 27% من الاصوات وحل ثانيا خلف رومني الذي تبقى نسبة التاييد له مستقرة على 30%. وخلال لقاء انتخابي الثلاثاء دعا غينغريتش، الكاثوليكي المحافظ ريك سانتوروم الذي حل في المرتبة الثالثة بحصوله على 15% من الاصوات بحسب هذا الاستطلاع المحلي وكذلك ريك بيري، الى الانضمام الى معسكره. وقال "بما فيه مصلحة المحافظين، ان تعزيز ترشيح غينغريتش يمكن ان يضمن الفوز السبت" مضيفا "أرغب كثيرا في رؤية بيري وسانتوروم يقومان بذلك". وحتى الان لا يبدو أي من المرشحين مستعدا للقيام بذلك.