في حادثة ليست غريبة على البيت الهلالي إلا في أسلوبها الجديد والمفاجئ وتوقيتها السيئ، حاول لاعب الوسط احمد الفريدي استغلال الفرصة لمساومة النادي وضرب إدارة النادي بالجماهير لترضخ لطلباته خصوصا مع سخط الجمهور على أوضاع الفريق من لاعبين أجانب لم يكونوا كما وعد رئيس النادي بأفضل من سابقيهم ومدرب لم تظهر بصماته حتى الآن ومستوى لم يعتده الجميع على الفريق، إلا أن الفريدي لم يكن يتوقع أن يصدر النادي بيانا بخصوص طلبه بترك الفريق وخسر أيضا الورقة التي راهن عليها وهي جماهير النادي التي وقفت إلى جانب الهلال ككيان وليس إدارة ليقينها انه مهما كانت أسباب اللاعب فلا يبرر له هذا التصرف وفي هذا التوقيت بالذات. الغريب في الأمر أن الفريدي أو من أشار إليه بهذا التصرف غاب عنه حوادث سابقه للاعبين تركوا الفريق مثل خميس العويران وفهد الغشيان واحمد الدوخي وكان رد الجمهور الهلالي أن الجميع يتحرك لكن من يبقى هو الهلال . الفريدي يتفق الجميع على انه يمتلك مهارات عالية جدا لكن هل قدم كل ما لديه أم أن المراهنين يراهنون على ما سيقدمه في المستقبل؟ إن على ما قدمه فلم نر شيئاً نستطيع أن نوقن أنه هو اللاعب المبهر وانه من يستطيع أن يغير مجرى المباراة إذاً فاللاعب لم يقدم المستوى الذي يستطيع به أن يملي شروطه على النادي ، وإن كان على مستقبل اللاعب فلا يوجد ناد في العالم يرهن مستقبله بلاعب لم ير منه حتى الآن إلا توقعات والشواهد على لاعبين تنبأ لهم بمستقبل في عالم الكرة وفشلوا أكثر من الناجحين والنجوم . إدارة الهلال تتحمل جزءا من الخطأ الذي حدث من اللاعب لتساهلها في كثير من الحوادث مع خالد عزيز والتأخر في التجديد لأسامة هوساوي إلى أن جعلت جميع أوراق المساومة في يد اللاعبين فهم من يضع شروط العقد والمبلغ المطلوب للتجديد لتأخر إدارة النادي في المفاوضات حتى آخر لحظة اعتقاداً منها أن الولاء للنادي سيجبر اللاعب على التجديد . في الأندية المحترف نسمع بتجديد العقد بعد مرورعامين من العقد السابق لضمان استمرار اللاعب لمدة طويلة أو بيعه بالمبلغ الذي ترغب به الإدارة أو يجد نفسه في دكة الاحتياط مهما بلغ من الأهمية لإجباره على التجديد بشروط النادي وليس بشروطه. في هذا الموسم انكشف حال لاعبي الهلال المحليين ومستوياتهم المتواضعة مع ذهاب الرباعي الأجنبي الذي شكل الموسم الماضي من 70 إلى 80 في المائة من قوه الفريق ، فعلى الإدارة النظر في هذه المعضلة لأن المال وحده لا يجلب اللاعبين المميزين ولأن المحترف الأجنبي حتى وإن تميز مستواه فلا يمكن ضمان تأقلمه على الأجواء في السعودية والمحترف الأجنبي ليس هو عماد الفريق الذي تبني عليه بل هو العنصر الذي يصنع الفارق ، أما العنصر المحلي فهو أساس الفريق وتساهل الأندية السعودية في هذا الأمر هو ما أثر على مستوى المنتخب السعودي ونتائجه المتواضعة.