تجلس في مقعدها واثقة من نفسها بل مما تتحدث عنه. "أنا نادية بنت بحب الفن.. بحب الموسيقى. بحب الغنا كتير".. وعت على نفسها تغني منذ صغرها . الرياضة والحركة هواياتها مثل ركوب السيارات والخيول والسباحة. وتكتب أحياناً الشعر. مشاهد سريعة من الصالون إلى غرفة الطعام إلى حمام السباحة. البساطة والثقة ما يتجلى منذ طلتها الأولى. "تدرس الموسيقى وتغني" هذا جوابها على سؤال راغب علامة "شو تعملي؟" القائد غير المعلن من بين ثلاثة يكونون لجنة الحكم في برنامج عرب آيدول. تقاطع أحلام بتوهماتها وتعليقاتها الخارج السياق . حالة من الهذر على عكسها حالة الوجد والإنصات عند الملحن حسن الشافعي الذي أعطاها جوارحها. اختارت نادية جميل المتقدمة للبرنامج أن تصدح بموال بغدادي. حالة من السلطنة المباغتة تبدأ منذ الدرجات الأولى لنغمات سلم الحجاز "أمان..أمان" أطلقتها تمهيداً: "يا لائمي في الهوى العذري كفاك شجار! ما انتَ ملوع ولا عالم بحالي اش جار؟! (ظلم الأحبة عدل مهما بحكمه شجار) راضي ولو صرت عند أهل العشق عبرة عالجت روحي .." تقاطع أحلام بآهة مفتعلة لعلو الدرجة النغمية ويتجاوب لاحقاً راغب..، وتكمل: "فلم أحصل لها عبرة.. يا قلب انعي ويا عين اذرفي عبرة.." "الله عليك" جملة مقاطعة.. وتعيد: "يا قلب انعي ..ويا عين اذرفي عبرة.. تروي وتنبت بقاع الماحلات أشجار" "شاربينو شرب في المراضع " تحدث أحلام الشافعي وهو مأخوذ بها فيقول:".. قشعرتيني..".. فيحاول أن يتحدث راغب ويغطي صوته تعليق أحلام النافر.. الفتاة تسلم وتخرج ممتنة.. لا يعني لاحقاً تعليقات اللجنة فهي لا تتعدى أن تكون اعترافاً بالعسل أنه عسل !، ولا يهم أن تكون الفتاة نادية أجادت بمستوى صباح فخري الذي سجل هذا الموال سابقاً رغم أن رائحة محمد الدايخ صارخة.. ولا بظني سوف نتطلع إلى أن تحوز نادية جميل المراتب المتقدمة، وتحصد اللقب أو أن تتقدم إليها العقود لتسجيل مجموعات غنائية وتصوير فيديو كليب ويسبقها أغنيات منفردة، ولا مماحكات فنية مع زميلة أو مع ملحن وآخر.. ينفتح فضاء الإلكترونات بفكرة "المصدر المفتوح" بحيث يمكنها تسجيل أي عمل تريد ووضعه في المواقع الألكترونية الاجتماعية للتداول، وتعزز ثقافة"التشارك المعرفي" إلا أن الجديد لم يعد منتظرا بقدر انتقاء أغنية أو موال أو موشح من هنا وهناك. التراث زاخر. تراث القرن التاسع عشر زاخر أيضاً. تراث القرن العشرين لا قبل له ولا آخر. تختار وتقدم ما تشاء. تتحول إلى مادة تنسخ منها مرايا كثيرة تتكرس صوتاً وحضوراً بقدر ما تتحول تعليقات اللجنة الكريمة إلى كلمات عابرة لا تختلف عن تعليقات من مروا على من سمع العمل في موقع إلكتروني وترك أثراً وذهب.. يذهب الكثير ويبقى الصوت...