عدد الأغاني: 12 تاريخ الإصدار: 2008 اشتهر الدكتور عبدالرب إدريس كملحن في المقام الأول، لكن أغنيته الشهيرة (ليلة عمر) هي التي أبقته كمغن في أذهان الكثير من الجماهير الذين قد لا يعرفون أنه صاحب أجمل الألحان التي تغنى بها جيل من المطربين والمطربات، مثل طلال مداح وعبدالكريم عبدالقادر ومحمد عبده وأصالة وغيرهم. وها هو الآن يصدر شريطه الجديد تحت عنوان (هذا العمر) ويتضمن 12أغنية، وبهذا المعنى يحاول الدكتور عبدالرب ألا يكتفي بكونه ملحناً خطيراً، وهو يعلم قبل غيره أن الملحن في شرقنا العربي لا يحظى بالشهرة ذاتها التي تكون من نصيب المطرب عادةً، ويحاول في شريط (هذا العمر) أن يعزز شهرته أكثر كمغن بعد رائعته الشهيرة (ليلة عمر). وإذا كان من الصعب تحديد بعض جوانب التجربة الغنائية عند عبدالرب إدريس المغني، فإن مشواره الطويل مع الموسيقى والأغنية يرتكز على خبرة غنية وموهبة فذة في التلحين، وهو بلا شك صاحب نغمة خاصة وجذابة، ومتعددة ومختلفة المقاطع (الكوبليهات) وهذا ما سنجده على استحياء في هذا الشريط عبر أغنية (العطر) التي كتب كلماتها الشاعر الغنائي الناصر، ثم بأغنية (العاصفة) للشاعر الغنائي سالم سيف الخالدي، حيث تبدأ كل من الأغنيتين بمقدمة موسيقية ثم بمطلع غنائي، ومقطعين مختلفي الألحان ينتهيان بتكرار المقطع الأول، والتوزيع الموسيقي الذي نفذه طارق عاكف للأغنيتين مناسب لكنه لا يخلو من تقليدية. أما في الأغنية العنوان (هذا العمر) للشاعر الناصر فيتفنن عبدالرب إدريس فيها تلحيناً وغناءً، كما أن التوزيع الموسيقي في هذه الأغنية بالذات كان جميلاً ومؤثراً نفذه حسن الشافعي، وهو تعاونه الوحيد كموزع في هذا الشريط، أغنية هادئة لا تخلو من شجن وطرب وخصوصاً في بداية المقطع الأول عند غنائه: "كل أسواري يا قلبي هدوها" ثم يتكرر في المقطع الثاني المشابه له باللحن "آه يا قلبي تاهت خطاوينا"، ويسبق كل منهما عند نهاية الجملة اللحنية عزف متقشف وجميل على آلة العود يمهد للجو التطريبي قبل بداية المقطعين. أما تعاون الدكتور عبدالرب مع الأمير بدر بن عبدالمحسن في هذا الشريط فقد جاء في أغنيتين مختلفتين ومتناقضتين مزاجاً وشكلاً، الأولى بعنوان (على بالي) ذات لحن وإيقاع سريع، وأغنية (وين خلي) الجميلة الغارقة في شعبيتها وطربيتها، واستمراراً للجو الطربي جاءت أيضاً أغنية (خسارة) التي كتبها سالم سيف الخالدي لتطبع على الشريط سمة غالبيتها طربية. وعلى الرغم من ذلك فقد احتوى الشريط على أغان فيها عناصر وملامح مختلفة قد يستسيغها البعض، وقد يعجز البعض الآخر عن الاستمتاع بها، مثل أغنية (قهوة) التي كتبها أحمد الشرقاوي أو أغنية (أشياؤها حولي) التي كتبت كلماتها لينا أبو بكر، وهي الأغنية الفصحى الوحيدة في هذا الشريط، وهي تتميز بجملة لحنية متميزة وبعض المقاطع الطربية مثل غنائه لجملة: "فاستوطنت عمري" بكل إحساس وشجن. ولا يغيب التراث الشعبي اليمني عن الدكتور عبدالرب إدريس الذي يعد ابناً لهذا التراث الكبير، فقد وظفه موسيقياً بأغنيتين جميلتين لحنهما، الأولى (الحب لمن صانه) للشاعر راشد الجابري، والثانية (شربها باردة) للشاعر عمر العيدروس التي أصبحت أكثر أغاني الشريط طلباً وتكراراً في الإذاعات.