استحسنت مجموعة من المواطنين والمواطنات التغيرات الجديدة التي جرت في جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من بينها منع المتعاونين نهائيا من غير منسوبي الهيئة للعمل في الجهاز لكون العمل دقيقا وحساسا ولا يحتاج إلى تدخلات خارجية، الذي جاء بعد مباشرة رئيس الهيئة الجديد لمهام عمله الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ. "الرياض" رصدت آراء الزوار لأحد المراكز التجارية الكبرى بالعاصمة ومعرفة انطباعاتهم للقرارات الجديدة الصادرة عن رئيس الهيئة، وتطلعاتهم كمواطنين ومواطنات لما يأملونه من أدوار تخلق الثقة وتصحح العلاقة وتقلل الفجوة الهائلة بينهم وبينها. ومن خلال الرصد تبين أن هناك تراكمات وذاكرة سلبية لدى الشابات والشباب بل حتى العوائل بمجرد طرحنا لمحور الحوار حول الهيئة ودورها وما يتطلعون إليه من تغييرات جذرية في بعض صلاحياتها المطلقة لما يسمى بضبط الآداب العامة، وكشفت عن إشكالية في مفهوم الحرية الشخصية بين عضو الهيئة وبعض المواطنين خاصة فئة الشباب منهم. ولاء الشهراني: نطالب بجهاز توعوي نسائي.. ووقف فرض الرأي إثارة بلبلة وتشهير تقول الطالبة الجامعية ولاء الشهراني: إن ما يعده رجل الهيئة تجاوزا للمرأة أو الفتاة التي تكشف عن وجهها هو حرية شخصية بالنسبة إلينا نحن الشابات حتى بوجود الماكياج وتؤكد أنها كثيرا ما تتعرض للكلام غير اللائق والتهديد بأخذها للتحقيق إذا ما قامت بالرد عليهم أو عدم الانصياع إلى ما يطلبونه منها وأنهم غالبا ما يثيرون البلبلة والتشهير والريبة عندما يوقفون الفتيات ويبدؤون في التحدث إليهم بنبرة صوت عالية توحي بالتسلط ومحاولة فرض الرأي والإنصياع للأوامر ومن ثم تحدث المشاكل عندما يرفض الشباب والشابات مثل هذا التعامل الذي يكشف عن انخفاض مستوى الوعي الحضاري، بإنسانية الإنسان وحقوقه التي حفظها له الدين قبل أي قوانين وأنظمة أخرى، وتضيف كما أننا كنساء نحتاج إلى جهاز توعوي نسائي في الهيئة بعيدا عن الرجال، فالمرأة أكثر احتواء من الرجل للمواقف غير الأخلاقية وأكثر قدرة على المخاطبة مع النساء. وبالرغم من كل ذلك تؤكد ولاء أن وجود الهيئة ضروري جدا وهم أكثر من يقوم بحمايتها فعليا من الابتزاز ومن التعرض للانتهاكات وللأذى ولهذا لا نريد أن تغطي هذه السلوكيات السلبية لبعض منهم على إيجابياتهم الكثيرة في مجال مكافحة المخدرات وحماية الفتيات من الابتزاز، وترى ولاء ضرورة التأهيل والتدريب في مجال الحقوق العامة والشخصية والقانونية إضافة للتأهيل النفسي لكيفية التعامل مع الآخرين بهدف التأثير فيهم وكسب ودهم وذلك لكل من يقوم بالعمل الميداني في الهيئة وخاصة في الأماكن العامة. سعود الصقار: نطلب اللباقة والتلطف والتبسم لعكس صورة إيجابية أساليب انتهاكية فيما رأت شقيقتها لمى الشهراني أنه حتى في حالة ضبط الفتاة أو الشاب متلبسين لا يعطيهم الحق في التجاوز والتطاول عليهم أو التشهير بل المطلوب التعامل بوعي وحرص على ما فيه مصلحة الفتاة حيث هي الأكثر تضررا في مثل هذه المواقف لحساسية الوضع بالنسبة لهن ولأسرهن، وتمنت أن يستطيع الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أن ينهي بعض الأساليب الانتهاكية لبعض أفراد الهيئة من التدخل في خصوصيات المواطنين والمواطنات وتفتيش الجولات والحقائب اليدوية والأجهزة الالكترونية وكيفية اللبس طالما كانت محتشمة سواء للذكر أو الأنثى، وقالت: إننا من سيحاسب أمام رب العالمين وليس رجال الهيئة لذلك يجب أن لا ينسوا أن مهامهم لا تتجاوز النصح والإرشاد، وشددت على ضرورة أن يتفهم الجهاز الجديد أن هذا الجيل ليس بالعادي ومتطلباته مختلفة وأسلوب النصح معه يجب أن يكون متناسبا وفكرهم ومحتويا لكل تجاوزاتهم، وهذه من أهم الأمور التي يجب أن يلتفت لها الرئيس الجديد للهيئة، فما صح في السابق لا يمكن أن يطبق الآن مع هذا الجيل المتحمس. لمى الشهراني: نتمنى إنهاء الأساليب الانتهاكية لبعض أفراد الهيئة اللباقة تعكس صورة إيجابية كما طالب سعود الصقار تكثيف الدورات التثقيفية والتطوير الذاتي بالنسبة لرجال الهيئة ليكونوا أكثر لباقة وتلطفا في تعاملهم ومن ذلك التبسم في وجه الناس وعكس صورة إيجابية عنهم فيما رأى أنه ليس ضروريا أن يكون رجل الهيئة متدينا أو ملتزما بل ممكن أن يكون من الأشخاص المشهود لهم بالعلم والحكمة والقدرة على حسن التعامل مع الناس، وقد يحملون تخصصات علمية أخرى، مؤكدا أن السبب في الإشكاليات التي تقع هو لجوء الهيئة إلى الاستعانة بالشباب المتدين المتحمس للعمل الدعوي ما يسمى بالمحتسبين حيث يكون تعيينهم سريعا من دون الأخذ في الحسبان الكفاءة والقدرة على النصح والإرشاد بالنسبة للناس في الأماكن العامة، الذي يختلف عما هو عليه بالنسبة للعمل الدعوي في أي مكان أو مجال آخر، وأضاف: كل الآمال والمطالب معلقة بعد الله على رئيس الهيئة الجديد فنحن نتوقع منه كثيرا وخاصة بعد ما عرفناه عنه من وسطية واتزان وتعامل بواقعية مع متطلبات العصر، فنحن نحتاج رجال هيئة مؤهلين تأهيلا كاملا للتعامل مع الجمهور في الميدان واحتواء كافة التجاوزات الشبابية، وهذا لن يوجد إلا في جهاز ميداني لا يقل أفراد الملتحقين فيه عن عمر الأربعين كحد أقصى. حمزة التميمي: آمالنا زادت وانتعشت بالرئيس الجديد ورأى الصقار أنه حان الوقت لتحديد مؤهلات الملتحقين في الهيئة بحيث لا تحيد التخصصات الأكاديمية عن علم النفس والاجتماع وأن لا تقل عن الجامعية، مع ضرورة الخروج عن المظهر المعتاد لرجل الهيئة الذي ترك انطباعا أن الفرد لا يكون واعيا بأمور دينه إلا بالالتحاء وتقصير الثوب، فنتمنى أن يفتح المجال للمثقفين والملمين بأمور الدين والدنيا بعد أن تتأكد الهيئة من محافظة الشخص على صلاته وسلوكياته، كما طالب رئيس الهيئة بضرورة وقف نظام التوظيف السريع في السابق الذي يوظف كل من طرق باب الهيئة، فالهيئة من أكثر الجهات الشعبية حساسية وتعاملا مع الجمهور، فيجب أن تكون منتقاة من صفوة المجتمع، متمنياً أن يتم منع ايقاف الفتاة أو الشاب على مركز الهيئة لما في ذلك إساءة كاملة للفتاة وذويها وأن يكون أسلوب النصح هو الأهم، وفي حال وقعوا على تجاوز معين أن يتم الاتصال على ولية أمر الفتاة - والدتها - من جوال الفتاة ويشرحوا الوضع كاملا لها وملابساته بحيث يكون قد أبرأ ذمته أمام الله وقدم النصح والإرشاد الضروري. ولاء ولمى الشهراني وقف أسلوب التشهير وأيدت حديث المواطنة - أم فارس - وطلبت من الله العون لرئيس الهيئة الجديد في مشواره الطويل لتعديل صورة الهيئة التي شوهها بعض الأفراد بحماقاتهم وتصرفاتهم الرعناء، مؤكدة أن أول مطلب لها هو أن تحترم الهيئة خصوصيتها كمواطنة وأن تتعامل مع المواطنين والمواطنات بأخلاق النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وقالت: يجب أن ينتهي أسلوب التشهير والإساءة غير المبررة من بعض الأفراد السابقين، وما أود أن أشيد به هو إيقاف جميع المتعاونين من قبل الرئيس الجديد ما يدعو للاستبشار وتعليق الآمال بمستقبل واعد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مضيفة أن ما حصل من تجاوزات في الفترة السابقة من قبل جهاز حكومي تم تشكيله بمرسوم ملكي لا يسيء للهيئة فقط بل يسيء للمملكة والدين ككل، فاحترام الخصوصية وعدم انتهاكها حق شرعي لكل مواطن ومواطنة، فأفراد الهيئة ليسوا أوصياء الله على خلقه، كما يجب على الرئيس الجديد أن يعي أن لكل جيل متطلباته ولكل عصر أسلوب معين يجب على الجميع التزامه واحتواء جميع الأخطاء البادرة من قبل الشباب والشابات، ولا زلنا نتأمل بأن القادم أفضل وثقتنا مرتفعة بالرئيس الجديد أعانه الله. أم فارس جهاز ناصح وليس فاضح بينما أضاف كل من الشاب منصور المقبل، والشاب صالح اليامي، والشاب حمزة التميمي، أنهم يريدون جهازا توعويا ناصحا وليس جهازا فاضحا تحت اسم الدين، رافضين جميع التجاوزات الفردية السابقة من بعض أفراد الهيئة ومعيبين عليها. فيقول الشاب منصور: في كل شيء يخصني شخصيا يتدخلون فيه، فالآن ألزمني رجل هيئة بقص شعري دون وجه حق، وكالعادة برفع الصوت وفرض الشخصية بلفت الانتباه وكأنني مجرم، فكل ما أتمنى أن تنتهي تلك الانتهاكات وأن تؤدي الهيئة مهامها المطلوبة فقط. وأضاف الشاب صالح اليامي أن وجود الهيئة ضروري ولكن بضوابط معينة فليس من حق رجال الهيئة اقتحام جلساتنا الشبابية في الأماكن المفتوحة في البر، والمخيمات بهدف التفتيش غير المبرر، مستشهدا بأن أحد أفراد الهيئة أجبره وأصدقاءه بكسر العود الذي كانوا يعزفون عليه رغم أنهم في منطقة صحراوية بعيدة عن العوائل. ولاء الشهراني وزاد الشاب حمزة التميمي أن آمالنا زادت وانتعشت بالرئيس الجديد خاصة بعد ما عرفنا عنه من تسامح ووسطية واتزان، ونتمنى منه كشباب أن يكون الجهاز الدعوي الجديد مكونا من رجال كبار لا تقل أعمارهم عن الأربعين وأن يكونوا مدربين تدريبا وافيا ومتكاملا على اللين وليس الضرب والتطاول بالأيدي كالجهاز السابق، وأن يبتعدوا عن المظهر المرعب الذي يتفاخرون فيه، فالدين يسر ولين وليس عسرا وتخويفا. سعود الصقار د. عبداللطيف آل الشيخ