اعلنت وزارة الدفاع الأميركية في ختام تحقيق اجرته انه تأكد من حالات تم خلالها «اساءة التعاطي» مع القرآن في معسكر غوانتانامو، حيث قام احد الحراس الأميركيين عرضا بالتبول على نسخة من المصحف، الا انها اعتبرت ان الجنود الأميركيين بشكل عام يتعاطون باحترام مع القرآن. وقالت القيادة الجنوبية للقوات الأميركية في بيان صدر مساء الجمعة ان «التحقيق لم يعثر على اي ادلة حول قيام عنصر من القوة الأميركية في قاعدة غوانتانامو بالقاء نسخة من القرآن في دورة مياه» معتبرا ان «هذه المسألة قد طويت». وقال قائد قاعدة غوانتانامو الجنرال جاي هود «نقصد بإساءة التعاطي لمس القرآن او التصرف به بشكل لا يتلاءم مع الاجراءات» المتبعة مضيفا «لقد تأكدنا من ان خمس حالات من الادعاءات بإساءة التعاطي مع القرآن قد حصلت بالفعل». وأوضح ان اربعة حوادث اخرى يتم درسها الا انه لم يتأكد بعد حصولها. وأضاف البيان «لقد حددنا سبع حالات (اربع مؤكدة) كان فيها تصرف الحراس غير ملائم». وفي احدى الحالات المؤكدة لحصول اساءة تعاط اخبر سجين احد المحققين في شباط/فبراير 2002 ان حراسا ركلوا نسخة من القرآن في زنزانة مجاورة لزنزانته. وفي حالة اخرى اشتكى سجينان من ان نسختيهما من القرآن تبللتا بالماء بعد ان القى حراس بالونات من المياه على زنزانتيهما في آب/اغسطس 2003. وفي الشهر نفسه من السنة نفسها ايضا اشتكى سجين من كتابة كلمتين بذيئتين بالانكليزية على الجهة الداخلية من غلاف القرآن الذي كان بحوزته. وأضاف البيان «لم نجد ادلة تؤكد هوية الشخص الذي كتب على قرآن السجين» الا انه اضاف ان «السجين يتقن الانكليزية بشكل يمكنه من اقامة حوار» بهذه اللغة. وكشف البيان ايضا في حادثة اخرى ان محققا قدم اعتذاره الى سجين بعد ان داس على قرآنه مضيفا ان السجين «قبل اعتذار المحقق» الا انه تم الاستغناء عن خدمات الاخير «لتصرفه غير المقبول». وتابع البيان ان سجينا اشتكى في اذار/مارس 2005 من ان بولا دخل زنزانته عبر فتحة التهوية فطاله وطال نسخة من القرآن كانت معه. وشرح البيان الحادثة قائلا ان احد الحراس ترك مكان عمله وخرج للتبول «فتبول على مقربة من الفتحة الخارجية للتهوية، فادخل الهواء البول داخل الفتحة التي توصل الى الزنزانة». وتابع البيان انه تم الابلاغ على الفور بالحادث فتعرض الحارس للتوبيخ ونقل الى مكان لا يحتك فيه بالسجناء. وأضاف البيان «لم يسجل حصول اي نوع من ردات الفعل على هذه الحادثة في هذا الجناح» من معسكر غوانتانامو. وقال هود «عندما نأخذ بعين الاعتبار آلاف المرات التي تم خلالها نقل السجناء من زنزاناتهم لتفتيشها منذ بدء عملية الاحتجاز هنا في كانون الثاني/يناير 2002، بالامكان الاستخلاص ان احترام العقائد الدينية للسجناء كان امرا يدخل في ثقافة الجنود» الأميركيين. واعتبر البيان العسكري الأميركي ان التحقيقات كشفت قيام السجناء في غوانتانامو باساءة التعاطي مع القرآن اكثر من العسكريين الأميركيين من الحرس وقاموا «باستخدام القرآن كوسادة وتمزيق صفحات من القرآن ومحاولة القاء القرآن في دورة مياه والتبول» على المصحف. من جهته قال المتحدث باسم البنتاغون لورنس دي ريتا «في 31 الف وثيقة تغطي 28 الف حالة استجواب وبعد ان تم توزيع 1600 نسخة من القرآن، وجدت القوة الأميركية خمس حالات قام خلالها الحراس او المحققون باساءة التعاطي مع القرآن، الى جانب 15 حادث اساءة تعاط وتدنيس للقرآن من قبل سجناء». - على حد زعمه -. واضاف ان سياسة القوات الأميركية «بالنسبة الى التعاطي مع القرآن محترمة وملائمة». وكانت وزارة الدفاع الأميركية فتحت تحقيقا بعد ان نشرت مجلة نيوزويك معلومات تفيد بحصول حالات تدنيس للقرآن في قاعدة غوانتانامو بينها حالة إلقاء نسخة من المصحف في دورة مياه. وتحت ضغط الادارة الأميركية قامت المجلة بعد ذلك بسحب معلوماتها هذه معتبرة ان مصادرها لم تكن اكيدة.