يبدأ تكوين خلايا الدم الحمراء من الأسبوع الرابع من عمر الجنين. والدم بحد ذاته عبارة عن نسيج سائل أحمر اللون من ضمن أشكال النسيج الضام يجري داخل الجسم من خلال الأوعية الدموية. وإن إنتاج خلايا الدم الحمراء في المراحل المتقدمة يحدث في نخاع العظم من خلال سلسلة معقدة من الخطوات في تنظيم ودقة إلهية محكمة تدل على عظمة الخالق سبحانه. والمنظم الرئيسي لإنتاج خلايا الدم الحمراء هو هرمون الاثروبويتين((Erythropoietin والذي يفرز إلى حد كبير عن طريق الكلى وكمية أخرى عن طريق الكبد ، ولهذا فان كثرة الخلايا الحمراء الثانوية أو ما يسمى بالارتفاع الثانوي لكريات الدم الحمراء (Secondary polycythemia) يحدث كرد فعل لعوامل أو ظروف كامنة تشجع على إنتاج خلايا الدم الحمراء ، وتحدث الزيادة في إفراز هرمون الاثروبويتين نتيجة نقص الأكسجين في الدم. وهنالك أسباب عديدة تؤدي لنقص الأوكسجين في الدم نذكر منها: * العيش في المناطق المرتفعة: وإن زيادة عدد كريات الدم الحمراء في الأشخاص الذين يعيشون في الجبال عن عددها في أولئك الذين يعيشون قريباً من سطح البحر إنما يحدث نتيجة لنقص الأكسجين في المرتفعات العالية مما يدفع الجسم لتكوين المزيد من تلك الكريات وذلك للمحافظة على كفاءة نقل الأكسجين لأنسجة الجسم المختلفة. * أمراض القلب المزمنة. * أمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل أمراض التنفس الرئوي الانسدادي المزمن. * التدخين * تكيسات الكلى المتعددة . * أمراض القلب الخلقية المؤدية لظهور اللون الأزرق على شفتي وأصابع المصاب. * توقف التنفس أثناء النوم. * السمنة المفرطة. * والجدير ذكره أن بعض أنواع الأورام الخبيثة قد تسبب كثرة الحمر الثانوية نتيجة إفرازها لهرمون تكوين كريات الدم الحمر مثل سرطانات الكلى وأورام الغدة الكظرية. الأعراض السريرية: قد يتم اكتشاف المرض من دون شكوى مسبقة وذلك من خلال صورة فحص الدم الكاملة أو قد تكون الأعراض الأولى لكثرة الخلايا الحمراء الثانوية هي الإرهاق ، الضعف العام والصداع في بعض الحالات ، بالإضافة إلى الاضطرابات البصرية مثل تشوش الرؤية والبقع العمياء. وقد يشتكي بعض المرضى من حكه واسعة غالباً ما تحدث بعد الاستحمام بالماء الدافئ. الوقاية والعلاج: * عادة مايوصي الأطباء في معظم الحالات بتناول جرعه بسيطة من الأسبرين مالم تكن هنالك أسباب تمنع تناول الأسبرين. * تناول عقار الهايدروكسي يوريا. * سحب الدم أو ما يعرف بالفصد: وهو إزالة كميات من الدم تتراوح مابين 300إلى 500 مليليتر حسب الحاجة وضمن جدول زمني وبإشراف ومتابعة الطبيب المختص وبنوك الدم. وذلك بهدف الحفاظ على مستوى الهيموجلوبين ضمن نطاق المستوى المنخفض إلى المستوى العادي. وقد شاع استخدام الفصد بين قدماء الأطباء المسلمين فيما عرف بالحجامة الرطبة في علاج أمراض مثل الصباغ الدموي (Hemochromatosis) واحمرار الدم (Polycythemia). ودليل ذلك ما قاله صاحب القانون(ابن سيناء) وما ذكره ابن القيم الجوزية في كتابه «الطب النبوي» وكما أن للحجامة فوائدها فقد أدرك الأطباء القدماء أيضاً مخاطرها الصحية التي قد تهدد حياة المريض كما ذكر ذلك موفق الدين البغدادي في كتابة «الطب في الكتاب والسنة». فقد أثبت الطب الحديث أن استخدام محاجم ملوثة في عملية الحجامة مع التشريط يؤدي إلى انتقال أمراض خطيرة عن طريق الدم منها التهابات الكبد الوبائي والايدز كما تتحول الجروح في الجلد بفعل مشرط الحجام إلى بؤر إنتانية جرثومية في مرضى داء السكري. * قسم أمراض الدم وزراعة الخلايا الجذعية للبالغين