نفت الرئاسة التونسية أن يكون الرئيس التونسي الموقت منصف المرزوقي أدلى بتصريحات تضمنت تدخلا في الشأن الجزائري، وأكدت احترامها للسيادة الجزائرية. واتهمت في بيان بثته الثلاثاء الإذاعة التونسية الرسمية بعض المقالات والتعليقات التي نشرتها بعض الصحف العربية، "بتحريف" خطاب الرئيس منصف المرزوقي خلال زيارته مؤخرا لليبيا. واستغربت الرئاسة التونسية في بيانها تلميح تلك المقالات والتعليقات إلى محاولة تونسية للتدخل في الشأن الجزائري الداخلي، واعتبرتها "مغلوطة وتفتقر إلى الموضوعية والمصادر الموثوقة". وأكدت بالمقابل أن "العلاقات التاريخية والإستراتيجية التي تربط بين تونسوالجزائر قوية"، مشددة في نفس الوقت على احترام تونس "الكلي والمطلق لسيادة الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا". وكانت الصحف الجزائرية شنت حملة وُصفت بالشرسة على الرئيس التونسي الموقت منصف المرزوقي بسبب تصريحات أدلى بها في ليبيا، اعتبرت تدخلا في الشأن الداخلي الجزائري. كما أثارت تلك التصريحات حفيظة عدد من القوى السياسية التونسية التي وصفتها ب"زلات لسان" قد تساهم بتوتر العلاقات بين تونسوالجزائر خاصة في هذه المرحلة التي تعول فيها تونس على السياح الجزائريين للنهوض باقتصادها. وكان الرئيس التونسي الموقت دعا خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الليبية طرابلس أثناء زيارته إلى ليبيا في 2 الجاري، الأنظمة العربية والغربية إلى تقبل حكم الإسلاميين في الدول العربية، وإلى عدم التفكير بمنعها والتصدي لها كما حدث بالجزائر في التسعينات، ما أغرق البلاد في دوامة من العنف. وحمّل في تصريحاته السلطات الجزائرية في التسعينيات، مسؤولية الأزمة الأمنية التي عرفتها الجزائر، معتبرا أنه كان يتعين على السلطة ترك الفرصة للجبهة الإسلامية للإنقاذ (المحظورة) بعد انتخابات1991. وقال ''لو أن الجزائريين تركوا المجال للإسلاميين للوصول إلى السلطة، لما سالت تلك الدماء الغزيرة ولما أزهقت تلك الأرواح''. وقال بيان الرئاسة التونسية، إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سيزور تونس بمناسبة الإحتفال بالذكرى الأولى لثورة 14 يناير، وأن الرئيس التونسي الموقت منصف المرزوقي سبق له أن أعلن عزمه زيارة الجزائر وذلك "إيمانا منه بأهمية العلاقات بين البلدين الشقيقين وسعيا منه لترسيخها وتطويرها". وأضافت أن المرزوقي وافق الاثنين على تعيين عبد القادر حجار سفيرا فوق العادة ومفوضا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بناء على طلب وصل تونس في نفس اليوم، وأن "هذه الموافقة أتت لتتجاوز العرف الدبلوماسي الذي يتطلب 48 ساعة على الأقل لإتمام المصادقة وهو ما يؤكد تميز وعراقة العلاقات بين تونسوالجزائر".