دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة في رانغون الحكومة البورمية الى الذهاب بعيدا في اصلاحاتها موضحا في ختام لقاء مع المعارضة اونغ سان سو تشي ان لندن لا تفكر في رفع فوري للعقوبات. وقد اجتمع هيغ مع الزعيمة المعارضة الحائزة جائزة نوبل للسلام مساء الخميس وصباح الجمعة وتحدث معها عن الوتيرة اللافتة للمبادرات السياسية التي قام بها الرئيس ثين سين منذ اذار/مارس الماضي. وقال للصحافيين بعد لقائه الثاني مع سو تشي «نريد حقا ان يتخذ تدابير اخرى». واضاف «ان ما حصل حتى الآن ليس كافيا لانه لا يزال هناك معتقلون سياسيون»، مشددا على هذه النقطة التي تشكل احدى العقبات الكبرى الراهنة بين الغرب والنظام البورمي. واكد هيغ «انه من المهم جدا ان لا نخفف الضغوط مبكرا (...) اننا واضحون جدا بشأن ما نريد ان تفعله الحكومة هنا لكي نبدل سياستنا». وكان الاتحاد الاوروبي فرض سلسلة عقوبات اقتصادية على الفريق العسكري الحاكم في 1996، ثم ما لبث ان شددها فيما بعد. واتخذت الولاياتالمتحدة تدابير مماثلة اعتبارا من العام التالي. ووليام هيغ هو اعلى مسؤول في الاتحاد الاوروبي يزور بورما منذ وصول النظام الجديد الى السلطة في اذار/مارس الماضي، واول وزير خارجية بريطاني منذ 1955. وتأتي زيارته بعد اكثر من شهر من الزيارة التاريخية التي قامت بها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، وهي مؤشر على ان المجتمع الدولي يهتم عن كثب بالاصلاحات السياسية الجارية في هذا البلد. واحدث هذه الاصلاحات يتمثل في السماح رسميا الخميس بان تصبح الرابطة الوطنية من اجل الديمقراطية التي شاركت سو تشي في تأسيسها قبل اكثر من عشرين عاما قبل ان يقوم الفريق العسكري الحاكم بحلها في 2010، مجددا حزبا سياسيا. وستترشح سو تشي (66 عاما) الملقبة «سيدة رانغون» للمرة الاولى الى الانتخابات التشريعية الجزئية في الاول من نيسان/ابريل المقبل. وقد ابدى النظام «المدني» للرئيس ثين سين، بالرغم من انه يضم عسكريين سابقين، في غضون بضعة اشهر تمايزا واضحا عن المجلس العسكري الحاكم سابقا برئاسة الجنرال ثان شوي، وذهب ابعد مما كان يتوقعه اكثر المراقبين تفاؤلا.