وجه الداعية "د. ناصر العبيد" كلمات إلى فئة الشباب مستمداً إياها مما علمته الحياة من تجارب وفكر، آملاً أن ينفعهم الله بها في ظل ما تمر به البلاد، بل والعالم الإسلامي من منعطف خطير "يريد أن يزعزع من خلاله الفكر والدين والأمن التي تعيشه هذه البلاد خاصة والمسلمين عامة"، معتبراً الشباب هم القاسم المشترك فيه، داعياً الجميع أن يعمل لدين الله أولاً، ثم للوطن ثانياً، ثم لنفسه ثالثاً. واعتبر "د. العبيد" أن الشباب قسمان "قسم معك ولك في كل قريب وبعيد، وقسم لا مبالٍ ربما يكون فريسة ما يريده العدو، الذي هو من جلدتنا أو غيرهم". ويتأسف حين يرى منهم "من يعمل لمصلحته البحتة دون الاكتراث بالمصالح العامة أو حتى الشرعية الصرفة". ويختصر "د. العبيد" كلماته الموجهة إلى شبابنا "الذي عانى من جهده واجتهاداته ما عانى حتى دفع من عمره وسمعته ما دفع"، موضحاً أنه لا يقصد بهذا اتهاماً بقصد ما يقصده من لئم الجرح وتطبيبه. آملاً أن تجدد هذه الكلمات "الحساب لشباب يكونون من بعدهم"، مضيفاً "وما أكثر تجاربنا وتجارب الكثير من هؤلاء الشباب، لكن العبرة بما نستفيده ونقف معه من دروس وعبر". ويقول عند كل حدث يجب على كل شاب أن يتريث عند اتخاذه لقرار أو حكم ما، استجابة لأمر رسول الله، منطلقاً من "اعقلها وتوكل"، ثم على الشباب اتباع السواد الأعظم، كما أمر النبي عليه السلام، إذ الغالب الذي لا شك فيه أن الجماعة لا تجتمع على ضلال، مؤكداً ضرورة أن "لا نتهم من كان له رأي مخالف لآراء الشباب انه متزلف محاب؛ لأن الدين أمانة ورسالة، ولا نظن أحداً يبيع ذمته ودينه لعرض من الدنيا لا يسوى شيئاً"، كما يجب علينا "البحث في تلك المسائل التي قد نختلف مع غيرنا فيها، شريطة التخلص من حظوظ النفس، فإن وجدنا الحق معنا في هذه المسألة فلا ننسى ما يتعلق بالمصالح والمفاسد في ذلك". ثم، وإن كنا لا نلوم من عانى من جرح أو مظلمة "إلاّ أن الواجب أن لا نحمل أخطاء مسؤول أو مجتهد بتعميمها على الجميع". وختم "د. العبيد" بقوله ان المسلم "بين خيري الدنيا والآخرة، ودين الله منتصر، فلنكن أعواناً على الخير، بعيدين عن الفرقة والشر". ولنتذكر "والله معكم ولن يترك أعمالكم".