ناقش فقهاء ومتخصصون في فكر الجماعات والفرق الإسلامية مسألة الإرهاب. نشأته وجذوره وظروفه وعلاقته بالإسلام والعقائد الأخرى ودور الجماعات الإسلامية في الفكر الإرهابي وانتقاله من مرحلة الفكر إلى الجريمة وصناعه، معرجين على التجربة الناصعة للمملكة في مناصحة المغرر بهم ومن وقعوا فريسة لفكر الإرهاب والتكفير ودور الجهات الأمنية في تلاشي الفكر الإرهابي من المجتمع. وأكدوا في حوار متشعب ل “المدينة” أن الإرهاب سيضمحل ولن يبقى له وجود بفضل الجهود التي تبذل من ولاة الأمر والعلماء في دفع هذا البلاء عن الإسلام والمسلمين ومحاربة الفكر بالفكر. بداية قال الشيخ بدر بن سليمان العامر مدير موقع السكينة على الانترنت وعضو الدعوة والإرشاد في مدينة الرياض: كانت الإرهاصات الأولى للعنف والتطرف في العالم الإسلامي في زمن النبوة، حيث بدأ العنف اللفظي على النبي صلى الله عليه وسلم حين قال له ذو الخويصرة التميمي: (اعدل يا محمد)، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يخرج من عقبه من يتبنى العنف والإرهاب والتكفير والقتل واستحلال الدماء، فخرجت نابتة الخوارج في زمن الصحابة الكرام الذين قاتلوهم بعد أن كفّروا جملة الصحابة واستحلوا دماءهم وأموالهم ونابذوهم، فما كان من الصحابة الكرام إلا أن قاتلوهم لدفع ضررهم عن الأمة، وكان من قصصهم وأخبارهم المبثوثة في كتب السيرة والسنة والتاريخ ما يدل على أنهم كانوا “النموذج” الذي يرجع إليه كل الغلاة والإرهابيون في العالم الإسلامي، وكانت حكمة الله تعالى أن يخرجوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة حتى يكون منهج التعامل معهم منهجا شرعيا، فرسموا لذلك منهجية شرعية في التعامل مع أمثال هؤلاء، ثم كانت تصرفاتهم في ذلك الزمن تبرز أهم خصائص وسمات الخوارج والإرهابيين على مدار التاريخ إلى قيام الساعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر باستمرارهم إلى قيام الساعة حتى يقاتل آخرهم مع المسيح الدجال. فقد قال الدكتور عيسى الغيث: إن الإرهاب أنواع، إرهاب مكتوب، وإرهاب منطوق، وإرهاب مفعول، وأصل الثلاثة الفكر، ولذا إذا فسد الفكر فسد اللسان والبنان فتأتي الأفعال تكفيرًا وتفجيرًا. وأكد أن الإرهاب نشأ منذ صدر الإسلام حينما خرج الخوارج على جماعة المسلمين ورفعوا عليهم السيوف واستباحوا الدماء، وما زال الفكر يتناسل حتى اليوم. فيما أكد كذلك الدكتور ناصر العبيد المستشار بوزارة الدفاع والمتخصص في الدراسات الإسلامية أن الإرهاب موجود من القدم لكن المسميات والصور هي التي اختلفت، فنشأ منذ أن أشرقت الشمس على أرضها ففي كل زمان ومكان إرهاب لأن الله قضى أن يكون هناك صراع بين الحق والباطل. ولأن البشر فيهم من يخطئ ويصيب. فكان لزامًا ان يحدث مثل هذا. وعد العبيد ربط الإرهاب بالاسلام جريمة نكراء تصيد لها العدو حتى شعر العالم انه لم ترق دماء للبشر إلا في ظلال الاسلام ونسوا ما سطره التاريخ من أشكال شتى للأرهاب والظلم والعدوان على أمم ودول وتاريخ. وما في سطور التاريخ من قتل لا يعقله بشر قامت به ملل الكفر سابقا شاهد بهذا منذ القدم إلى يومنا هذا، أعتقد أنه نشأ الإرهاب والتطرف في العالم الإسلامي لما زاد ظلم الآخرين. فظهر كردة فعل من اناس اخذهم الحماس والمغامرة. ولذلك ظلت ظروفه في تقلب واشكال حيرت دارسيها ومفكري العالم، وأما التيارات والجماعات فهي بحسب الظروف التي تنشأ فيها، بل بحسب تصنيف مصنفيها ولو كانوا غير صادقين أو محابين. وهذا يذكرني باخبار النبي عن اقوام في آخر الزمان يسمون الخمر بغير اسمها. اشارة الى ان الكثير من الامور اصبحت تسمى بغير اسمها لأن المجتمع والدنيا مشت على ذلك. الفعل والجريمة وعن انتقال الإرهاب من مرحلة الفكر إلى الفعل والجريمة الارهابية رأى العامر: إن أي حركة عنف وإرهاب لا بد أن يكون لها سند “فكري” يوطئ لها العمل الإرهابي، فالفكر أساس أي حركة عنف، وخاصة عند الجماعات الإرهابية الفكرية، لأن الخارجين على الجماعة المسلمة أنواع، فهناك من يخرج للمطالبة بشأن إصلاحي دون أن يكون مستندا على التكفير واستحلال الدماء، ولكنه يمارس العنف (البغاة)، وهناك من يخرج منطلقا من التكفير للمسلمين، وجاعلا التكفير والقتال اصلا عقائديا مثل (الخوارج)، وهناك من يخرج لطلب شأن دنيوي وهم (أهل الحرابة). وقال الغيث: لقد قلت من قبل وأكرر أن التمويل الفكري أخطر من التمويل المالي والتمويل البشري لأنه ببساطة لولا المسوغ الفكري لما وردت الأموال ولما جندت الكوادر، فكل من المتبرع بماله ونفسه وحتى لسانه وبنانه يعتمد على فتوى وفكر ورأي، وعلى ذلك مكمن النبع هو الفكر فإذا قاومته علميًا وفكريًا بالحجة والبرهان مع المقاومة الاستباقية العسكرية الميدانية وبشكل متزامن فسيتحقق النصر على الإرهاب بإذن الله، وهذه هي الاستراتيجية المطبقة حاليًا التي حققت نتائج باهرة شهد بها العالم، وإنني هنا أشيد برجل الأمن المخلص محمد بن نايف الذي لولاه بعد الله لما رأينا كل هذه النجاحات التي تحققت بتوجيه رشيد من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ووزير الداخلية وسمو نائبه ورجال الوطن المخلصين المجاهدين فكريًا وميدانيًا وعلينا بمساندتهم والدعاء لهم. وأشار العبيد إلى أن كليهما ضار وخطير إلا أن الذي يهمنا هو الفكر الارهابي قبل الفعل. لأن الفعل قد يرتبط بزمن او مجموعة، أما الفكر فأجيال وراء أجيال. وهنا ننبه إلى أننا نحن الاعوان على بقاء الفكر واعدامه. فاذا كنا منصفين حاذقين من دروس التاريخ مستفيدين فاني أجزم اننا سنواجهه، أما إن كانت الادوار سيناريو نكرره نحن الدعاة والمفكرين والمنظرين يرتبط بمصالح وراءها مطامع فالعناء ربما يكون طويلا. المواجهة الفكرية وعن المواجهة الفكرية مع الإرهاب وتجربة المملكة ومصر والجزائر، فأكد العامر أن التأسيس الفكري حاضر في الجماعات التي تتبنى الرؤية العقدية، وهو مرحلة أولى توصل إلى الجريمة والعنف والإرهاب بلا شك. وقال الغيث: فالمواجهة الفكرية مع الارهاب مع احترامي لتجارب الآخرين في مواجهاتهم الفكرية، إلا أن لكل دولة خصوصياتها وفروقها الظرفية، ومع ذلك استفادت منا الكثير من الدول كدليل على النجاح، مع التسليم بنجاح تجربة مصر الفكرية عبر مراجعات القيادات المتطرفة هناك، وأما الجزائر ففي ظني أنها تجربة لا تزال غير ناضجة حتى الآن. من جانبه قال العبيد: لا أظن أن ما نجحت فيه دولة سينجح فيها الآخرون لأن الظروف تختلف والأشخاص مختلفون في ثقافاتهم ومداركهم. فإن قال قائل الجميع ممن قبض عليهم اهدافهم واحدة كذا وكذا. قلنا نعم هذا صحيح لكن المفكرين المنصفين دائما نسمعهم يقولون (نقطة الخلاف) اي انها نقطة بين السطور كم نتأسف فيما يبدو -مع مانراه من تجاهلات بين الطرفين- إننا إلى الآن بعيدون عنها. صناع الإرهاب وحول صناع الإرهاب قال العامر: لا شك أن وراء كل جماعة إرهابية وجماعة عنف وتكفير مجموعات من المنظرين والباحثين الذين يدعمون الجماعة بكمية كبيرة من الكتابة الفكرية والعلمية، لأنهم يحرصون على أن يبرزوا “التأصيل” لمنهجهم، ونحن نجد الآن في فكر القاعدة مثلا جيوشًا من المفتين والمنظرين منهم من هو حر طليق، ومنهم من هو قابع في السجون، هؤلاء يعملون على عرض فكرهم للأتباع، ومحاولة توظيف النصوص الشرعية، والأحداث التاريخية لصالحهم، يعتمدون على المتشابه ويتركون المحكم من النصوص، يضللون عقول النشء الذين وثقوا بهم، فأغووهم بأفكار أرهقتهم وأدخلتهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، كتب في تكفير الحكومات، وكتب في تأصيل مسائل تكفير مخالفيهم، وكتب في النكاية بالعلماء الموثوقين في العالم الإسلامي حتى يهدموا المرجعية الشرعية الموثوقة للشباب، وكتب في مناقشة خصومهم، ولهم في ذلك صبر وجلد (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد). وللأسف فإن كثيرا من هؤلاء المفتين والمنظرين يشعلون فتيل المعارك، ويحرضون على القتل والقتال، ثم بعد ذلك ينسحبون من الساحة عند الخطر، فيقع هؤلاء الشباب في اتون الفتن، وعملهم هذا “كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر، فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين”. فيما عد الغيث: المفتين والمحرضين السبب الأول والرئيسي في الإرهاب، ولذا فمن غير المعقول أن تقلم الأظافر وتترك القلب المحرك فكريًا الذي يضخ الدماء لينمي مخالب وأنيابًا جديدة، وإذا كنا ننشط في تفعيل باب سد الذرائع في أبواب الفقه مع ما فيها من مشقة على الناس ففي أبواب التكفير والتبديع والتفسيق من باب أولى لأن فيها تحقيق مناط حفظ الضرورات الخمس. وتساءل العبيد: لا أعرف القصد من هذا؟ لكن الواقع يشهد أن المفتين ليسوا صناعه. لأن مفتينا وعلماءنا حذروا من المزالق والاندفاع. لكن الحق أن الصناع كثر ممن هم من بني جلدتنا وممن هم عدونا. ومن قرأ في السير وجد العبر. منطلقات وتبريرات إرهابية وفيما يخص الجريمة الإرهابية في المملكة بمنطلقات وتبريرات ودور الخارج في دعمها، قال العامر: أبرز ما عانت منه المملكة العربية السعودية هو فكر “القاعدة” الذي أسسه بن لادن مع أيمن الظواهري في سنة 1996م، وهو فكر ينطلق من رؤية “تكفيرية” تقوم على أساس تكفير الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي، ومن ثم تكفير من يحيط بالنظام واستباحة قتالهم، ثم إسقاط كل العقود والعهود التي أبرمتها الدولة مع غيرها من الدول والأمم، والتحريض على قتل وإخراج المشركين في جزيرة العرب، وضرب المصالح الكبرى للبلد مثل “النفط”، وقد تطورت هذه العمليات منذ البدء بعد 11 سبتمبر حتى وصلت إلى الإعلان عن التصفيات الجسدية لمسؤولين وعلماء، حتى حاولوا اغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية. إن الانحراف في مفهوم “الجهاد”، الذي واجه تشويها كبيرا على أيدي هذه الجماعات هو الذي جعل الكثير من الشباب المغرر بهم ينخرطون في مثل هذه التنظيمات من خلال بث شعارات تدغدغ العواطف، فالجهاد والفداء ومقاتلة الأعداء وتحرير الأرض كلها كلمات حق أريد بها باطل، ولذلك نجد أن كل هذه الأعمال توجهت إلى أرض المسلمين، وتكفير أهل الإسلام، والتفجير والقتل بدم بارد، وترويع الآمنين، واتلاف الأموال المحترمة، وهذا بلا شك انعكس على العالم الإسلامي بالضرر، وعلى الدعوة الإسلامية الراشدة بالانحسار والتضييق، وعلى العمل الخيري والإغاثي، وجعل العالم الإسلامي في خانة المدان، وانعكس ذلك على موقف الناس من الإسلام باعتباره دينا يدعم العنف والقتل وخرق القيم الإنسانية المتفق عليها بين البشر. وليس عندي شك أن كل عدو للأمة ولهذا البلد خاصة سوف يجد من خلال هؤلاء سبيلًا إلى النكاية فيها وفي أمنها، وأصابع الاستخبارات الأجنبية واضحة جدا في عمل هذه الجماعات، ولا أدل على ذلك من احتضان إيران لقيادات من القاعدة إلى الآن، ثم تسريحهم بعد غزو افغانستان وإدخالهم في العراق، وقد مرت تجارب مشابهة على الجماعات الإسلامية حتى وصل الحال إلى عرض الموساد الإسرائيلي على جماعة من جماعات مصر للتعاون في تفجيرات داخل الأراضي المصرية. ثم إن هذا الدعم اللوجستي الكبير لهذه الجماعات لا يمكن أن يقوم به أفراد، فمئات الملايين من الدولارات لا يمكن أن تكون من جهود أفراد مطاردين في العالم الإسلامي، ولا بد أن تدخل الدول التي تريد تحقيق مصالحها الخاصة في دعم مثل هذه التوجهات الخطيرة التي تستهدف هذه البلاد وأمنها. المواجهة الشاملة والمناصحة وحول محور المملكة والإرهاب: المواجهة الشاملة، قال العامر: المملكة العربية السعودية، أرض الحرمين وجزيرة الإسلام، والتي يأرز إليها الإيمان كما تأرز الحية إلى جحرها هي من أكبر الدول تضررًا من “الغلو” و“الإرهاب” و“العنف”، وهذا بلا شك أمر مؤلم، فكيف لا يعي هؤلاء الإرهابيون أن هذه الأرض المباركة هي أرض الإسلام التي حرمها الله تعالى، وفيها الحرم الذي من يرد فيه بإلحاد بظلم يذيقه الله عذابا أليما، وعليه فإن بناء استراتيجيات كبيرة تتجاوز المعالجات التكتيكية الآنية ضرورة كبرى، استراتيجية تأتي على الأصول والمنطلقات، وتنظر إلى المشكلة بشمولية، وتدرس كل ما يؤدي إلى صناعة الإرهاب وخلقه في الواقع، استراتيجية لا تستثني أي بعد من الأبعاد التي تؤثر في وجود هذه النزعات المضرة، ابتداء بمعالجة مناهج التعليم، إلى معالجة ونقد الخطاب الديني والدعوي، إلى النظر في إسهام الإعلام في هذا الأمر، إلى الحلول الأمنية الاستباقية التي حققت فيها الدولة نجاحات كبيرة ولله الحمد. وقال الغيث: لا أبالغ إذا قلت إن مكافحة الإرهاب اليوم لا يقوم به بشكل مؤسسي وحازم سوى وزارة الداخلية، وهي تدفع ثمن تقصير الكثير من الجهات والأفراد غيرهما، وكان الله في عونها، وأنا كمواطن لا يهمني مجرد تصريحات المسؤولين غير الأمنيين والنخب وإنما يهمني فعلهم ونتائجهم في الميدان، فأنا لا أشاهد إلا جهود وزارة الداخلية ميدانيًا وفكريًا، وبقية الجهات دورها محدود، أما العبيد فقال: بحمد الله نجحت المملكة في مواجهته بحسن سياستها وتدبيرها ولا تزال تتقيه بكل الوسائل. لأنها تعلم أن العدو متربص كل حين. مستقبل الإرهاب في المملكة وعن مستقبل الارهاب في المملكة، قال العامر: الناظر في الواقع يدرك أن قضية “العنف والإرهاب” لا يمكن أن تنتهي دون أن ينتهي أو ينحسر المؤثر في وجودها وهو “الغلو”، الذي يخرج بالانسان من طور الاعتدال والوسطية إلى طور الإرهاب والعنف، والخطاب الغالي لا يزال موجودا، بل هو في تصاعد مستمر، وحتى تطمئن إلى مستقبل البلد فلا بد لنا أن نعالج قضية الغلو في الدين. وأوضح الغيث: أن الإرهاب سيضمحل لدينا بإذن الله، ولكن مقوماته ستبقى ما بقي المبررون للإرهاب الفكري والمزايدون على دين البلاد والعباد. ------------------- برنامج المناصحة وتجربة «حملة السكينة» وعن تجربة برنامج النصيحة. النموذج الذي يقتدي به العالم. قال العامر: برنامج المناصحة من أنفع البرامج التي أقيمت لمعالجة مشكلة الإرهاب، فإن الكثير من المسجونين في القضايا الأمنية ينطلقون من منطلقات فكرية ونفسية، وهؤلاء يحتاجون إلى معالجات فكرية بعد المعالجة الأمنية، فالحوار والمناظرة والمناقشة للأفكار في جو هادئ مع هؤلاء الموقوفين وغيرهم ضرورة في مثل هذه الأجواء، ولا شك أن برنامج النصيحة نموذج جيد يحتذى، ولكنه في نفس الوقت يحتاج إلى تطوير ودراسة تجربته حتى ينظر في محاسنه ومساوئه، ووضع معايير دقيقة فيمن يقوم بهذا الدور حتى لا يأتي الأمر على خلاف المقصود منه.وكذلك فإن تجربة “حملة السكينة” تجربة رائدة في محاورة اصحاب الأفكار المنحرفة في الانترنت، وترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال، وهو مجال خصب وكبير لتجنيد اتباع الأرهاب، بل لا أبالغ إن قلت إن 80% من اتباع القاعدة والعنف ربوا في كواليس الانترنت، وما تقوم به حملة السكينة والعاملون فيها من بث المواد التوعوية، ومحاورة أصحاب الأفكار، وبث مواد كبيرة علمية ونفسية وإخبارية تتعلق بموضوع الإرهاب عبر موقعها في الإنترنت يسهم في خدمة كل من يريد أن يحتسب في هذا المجال الحيوي والوطني الرائد. وأكد الغيث أن مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية نموذج أثبت نجاحه الباهر وبشهادة العالم، وللأمانة فإن الرجل المخلص الذي له في رقبة كل واحد منا حق الدعاء بأن يجزيه الله عنا خير الجزاء هو المجاهد المرابط الأمير محمد بن نايف، وفقه الله وحماه. وأثني العبيد بكل الخير على صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف الذي قدم مركزه للرعاية والمناصحة كأنموذج للارشاد والسلام وصفح الايدي لأبناء غرر بهم وضلوا عن طريق الجادة وسواء السبيل. وأتمنى من الذين يعتقدون أن هذا الكلام محاباة أو تزلفا ان يقفوا على حقيقة ما تقدمه الدولة وهذا المركز من جهود لكسب أبنائها ان كانوا مريدين. وكف المعاندين بالتي هي أحسن إن كانوا مصرين. وقريبا تشرق نور المركز بصفحاته البيضاء ولا كمال إلا لله. -------------------- تنظيم القاعدة وعن تنظيم القاعدة فكرا وإجراما، أكد العامر الوجود الحاضر لتنظيم القاعدة ومحاولتها النهوض في كل مرة تسقط فيه بدعم خارجي معروف مصدره وغرضه. وفي المقابل أكد الغيث بقوله: أعتقد أن تنظيم القاعدة قد مات دماغيًا، والموجود حاليًا هي صورته المحنطة التي يحاول توظيفها بعض المتطرفين، ومن ورائهم أجهزة المخابرات الأجنبية التي استغلتهم أبشع استغلال في عدة دول وينشطون لمصالحها ولا تخفى على المتابع، ويجب أن نعرف جازمين أن دماءنا ليست رخيصة أو للبيع في المزاد، وإذا كنا نحكم بالخيانة لمن يجند نفسه للصهاينة فإننا نحكم بالخيانة الأشد لمن يجند نفسه للشيطان، ولكن هؤلاء الشباب أحجار في رقعة شطرنج مخابراتية خسيسة دون أن يعلموا، وتجد الواحد منهم يقوم بعمليته الانتحارية وكأنه يتقرب بها إلى الله ويسرع بها إلى الجنة، في حين أنه ينفذ أجندات مخابراتية عدوة للإسلام والمسلمين الذين يزعم بأنه يموت من أجلهم، ويا ليت قومي يعلمون. وبيّن العبيد أن القاعدة تخبطت في كثير من الامور ودفعت ولا تزال تدفع الفواتير عليه. ويجب أن تفيق من سكرتها وأخطائها، وتعرض النصوص تحت ظلال الكتاب والسنة في غير تأويل ولا تحريف، بما تجتمع عليه الامة من أقوال وليس بالشواذ منها فالحق أحق أن يتبع وقد أخبر رسول الله أن الاجتماع دليل الحق فقال: “لا تجتمع أمتي على ضلالة”. وهذا أو ذاك فإن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.