5 ملايين وظيفة شاغرة في القطاع المهني في حين 43٪ نسبة العاطلين من المؤهلين الفنيين السعوديين 95٪ غير سعوديين يشغلون فرص العمل المهنية. من يستطيع التوفيق بين هذه الحقائق وأصعب من ذلك ما هي الخطة العملية المبرمجة للسعودة وفق هذه الحقائق ومن هو المعني بها بشفافية؟ ومن المؤسف أننا في المملكة نعرف هذه الحقائق منذ سنين ولا جهة معنية تخطط وتعمل لمعالجة ذلك وقد يكمن السر في واقع وزارة العمل ووزارة الداخلية في معالجة هذا الواقع المرير الذي أقل سلبياته الاعتراف بنسب بطالة قاتلة في الشرائح الوطنية الناشئة التي لا تحمد ردة فعلها، وما يؤسف أننا نقرأ كثيراً ونخطئ أن المعني وزارة الخدمة وأنها مسؤولة عن التوظيف لهذا النوع من التأهيل والحقيقة أن فرص العمل لمثل هؤلاء لا تشكل نسبة تذكر في القطاعات الحكومية لكن الأعمال الفنية وشبه الفنية متوفرة في القطاعات الأهلية التي تشغل 95٪ منها من غير السعوديين فمن يا ترى المعني لمعالجة هذ الظاهرة المؤسفة هل تصارحنا وزارة العمل بخطتها حول توظيف هؤلاء أم أننا نسير على وتيرة يبقى ما كان على ما كان. ولو أردت الاجتهاد في عملية التوظيف للفنيين وحتى بعض الحرفيين في القطاع الأهلي بحكم خلفيتي في مجال تصنيف الوظائف وتوصيفها وشغلها لبدأت بالتالي: 1 - أن يفرغ فريق عمل بمكافأة مجزية من جهات ذات علاقة في مقدمتهم، معهد الإدارة، وزارة العمل ووزارة الداخلية ووزارة الخدمة تكون مهمتهم وضع تصور لحصر الأنشطة المناسبة ووضع ضوابط لشغلها بسعوديين ومراعاة أساليب الجذب للسعوديين وإبعاد المنافسة من غير السعوديين وحبذا لو يكون في بعض شبه المدن للتجربة. 2 - الاستفادة من تجارب الدول التي عملت على توطين أغلب الوظائف الفنية وذلك من خلال إعداد دراسة تقوم بها إحدى الكليات الإدارية بالمملكة لقاء حافز مادي يعتمد لذلك. 3 - أن يكون للجهات الأمنية موقف جاد في مراقبة التنفيذ حتى لا يكون للقرارات تجمد في التنفيذ وقتل للوسيلة المؤدية لهدف السعودة الحقة ولو بنسب تدريجية وفي بعض جوانب الفرص الوظيفية الفنية. 4 - أن تتعامل وزارة العمل - مكاتب التوظيف التابعة لها - بأسلوب أكثر دقة وشفافية فالتستر على الحقائق أشد ضرراً على الأهداف التي تطمح إليها حكومتنا الرشيدة. ولا ضير أن تستثمر الطلاب في الجامعات لتغطية الجوانب الميدانية بمكافأة رمزية. وعلى ضوء ذلك سنرى كيف نعالج ما هو مؤسف في السابق والوضع الراهن المؤسف والذي يعكسه توفر خمسة ملايين فرصة عمل حالياً للفنيين والبطالة بين السعوديين الفنيين 43٪. وشكراً لمعدي الدراسة التي أعدها منتدى الرياض الاقتصادي حول ذلك وشكراً لمتابعة الزملاء فهد الثنيان وفيصل العبدالكريم ومحمد العويد فما قدموه بحق رصد موضوعي يستحق من وزارة العمل وضعه موضع الجد لتحقيق أكبر هدف في الوقت الراهن تسعى حكومتنا الرشيدة لتحقيقه ألا وهو توظيف الشباب المتكدس والقادم في ظل وجود خمسة ملايين فرصة عمل مشغولة بغير السعوديين بنسبة 95٪ مؤملين من المسؤولين المعنيين بذلك أن يأخذوا جانب توظيف السعوديين الفنيين وبعض الحرفيين فأخذ الجد والعناية وخاصة أن الوظائف الفنية وبعض الوظائف الحرفية لها شرائح عريضة من المجتمع أكثر خطراً لو أغفل إحلالهم محل غير السعوديين. والله الموفق. * مساعد نائب وزير الخدمة المدنية سابقاً