تواجدت "الرياض" - في مهمة كشف المستور- داخل حي عمّال النظافة بمكةالمكرمة، الواقع على قارعة طريق الكعكية الشهير، ويحتضن ما يربو عن (8000) عامل، ينتشرون لتغطية (13) منطقة عمل في أم القرى. وعند الدخول الى الحي يُخيَّل إليك أنك أني في ضاحية آسيوية بكل الملامح والطقوس، فكل ما حولك يُجسّد الحياة الآسيوية، حيث تفوح روائح الطعام، ويتجول العمال بسحناتهم الآسيوية المعهودة. وعلمت "الرياض" أنّ عمال النظافة يعملون صباحاً في تنظيف شوارع مكة، ويزاولون في المساء أعمالاً إضافية داخل الحي، مثل: بيع اللحوم والخضار، وطهي الطعام، والحلاقة، وتفصيل الثياب، وأعمال أخرى مختلفة، حيث يبدو أنّهم لا يوفرون وقتاً للراحة من عناء عملهم صباحاً، ولكن السؤال الأهم هل هؤلاء يعملون تحت مظلة تعليمات أمانة العاصمة المقدسة في الالتزام بالاشتراطات الصحية وأقلها حمل شهادات صحية؟، وهل تتوفر في محلاتهم مواصفات الأمانة التي تطالب بها المحلات خارج ذلك الحي؟. وأثتاء الجولة كنتُ حريصاً على التأكد من وجود رخصة المحل والشهادة الصحية في عشرات المحلات بالمجمعات التجارية، والتي تنافسها "بسطات" متناثرةٌ في العراء بأعداد مهولة تبيع مختلف البضائع، وتبيّن أنّ المحلات مؤجرةٌ بسعرٍ يتراوح بين (600 إلى 700) ريال شهرياً، وحسب مساحة المحل، وسعته، وموقعه التجاري. مجازر في العراء وتنتشر "المشاهد المقرفة" في أرجاء الحي، ولعل بَيع اللّحوم أشدّها إثارةً للإشمئزاز، وإذا كانت البلدية تشترط أكثر من (30) شرطاً على من يريد افتتاح مجزرة لبيع اللّحوم، فإنّ بيعها هنا يكون على أرضٍ فرشت بقطع سجاد ٍبال تنثرعليها قطع اللّحم، وتغطيها أسرابٌ من الذّباب، حيث تباعُ مختلف اللّحوم، التي لا يمكنك العثورعلى إجابة حول مصدرها، وهل تم فحص سلامتها من الأوبئة من قبل الطبيب البيطري أم لا!. حلاقة مخالفة وفي داخل الحي الغارق في الفوضى يشدك منظر قاعة الصفيح، والتي تحتوي في داخلها على أكثر من (20) كرسياً للحلاقة، حيث يرمقك أحدهم بنظرة ترجفك إذا ما بينت رغبتك في الحلاقة، وكأنها تحذير لما ستقابله من ويلات، قبل أن يطلب منك الجلوس على كرسيٍ متهالك، وتتراجع حتماً بعد ذلك؛ لأنّه يفتقد لأبسط وسائل الصحة والسلامة في حلاّقه، فتلك الكراسي لا تعرف إلاّ أداة الحلاقة ذات الاستهلاك لمرة واحدة فقط، و"فوطةً" تنظيف اتشحت بالسواد من فرط الاستخدام، وسط قاعة سيئة التهوية، وأرضية أسمنتية قديمة. «بسطات» تنافس صور فاضحة في حين تكثر محلات وبسطات بيع الأقراص المدمجة، والأفلام والصور الفاضحة، يتم تحمليها من مواقع الإنترنت المختلفة، والتي تبيّن أنّ نسبةً كبيرةً منها تستنسخ للتسويق العمالي، فيما كان السؤال الأبرز: أين فرع وزارة الثقافة والإعلام عن مراقبة تلك المحلات؟ وكشف المواد المحضورة من النشر؟. بيع المستعمل وإذا كانت بعض أسواق الجاليات تبيع القطع المستعملة في الخفاء؛ فإنّ عَمَالة نظافة مكةالمكرمة يبيعون الملابس والأحذية المستعملة على قارعة الطريق داخل المدينة، فيما قال مرافق "الرياض":"إنّ نسبةً كبيرةً من تلك البضائع تجلب من حارات مكة، ومخططاتها السكنية، ومن حاويات القمامة، وبعضها يدفع به المحسنون للّعمال على سبيل الصدقة لتصبح بضائع تباع داخل المدينة". تمرير المكالمات ويعد تمرير المكالمات في الحيّ ظاهرة جليّة للعيان، وهي طريقة تعتمد على هاتف ثابت تتوفر فيه خدمة (دي اس ال) متصل بشركة آسيوية خاصة بتمرير المكالمات، حيث يتم توصيل مقسم بسنترال لقراءة الكود، وتفرق الخطوط على أجهزة معيّنة، حيث تقوم الأجهزة بتمرير المكالمات عن طريق شبكة الإنترنت بدون أن تمر على مقسمات الهاتف؛ مما يخرجهم من فواتير المكالمات، وبعد ذلك القائم بالعملية سماعات لاسلكية داخل المجمع، وسيهولك منظر المستخدمين لتلك السماعات أمام مقر إقامتهم. المشهد المخيف دفع "الرياض" للتأكد منه، حيث أمسك عامل آسيوي سماعة هاتف لا سلكي، وطلب الرقم المراد الإتصال به بعد الاتفاق على سعر الدقيقة. وكان ذلك في رصدٍ دام أقلّ من ساعتين اكتشفت "الرياض" فيه ممارساتٌ قاتمة السواد، واتضح أنّ المكان بحاجة إلى أيام وجولات أخرى للكشف عن المحظورات فيه!!. بيع اللحوم على الرصيف محلات بيع الإسطوانات المدمجة ملابس مستعملة للبيع