كنا نظن ان المشرف العام على القادسية عبدالعزيز الموسى خير من يجسد روح التسامح والتكاتف في الوسط الرياضي وزرع بذرة المحبة الدائمة والترفع عن الاسفاف اذا ما وضعنا بالاعتبار جلوسه على هرم الجهاز الاداري في فريقه الذي كان يوما من الايام بطلا لآسيا وواحدا من الاندية التي تؤدي رسالتها الرياضية والاجتماعية والثقافية كما ينبغي، ولكنه عكس هذه النظرة وظهر لنا بشخصية لاتعكس الوعي المنتظر والحرص على اللحمة الوطنية إذ تفوه بعد مباراة القادسية والاتفاق بعبارات تفوح منها رائحة التقزيم والعنصرية والتقليل من ناد له بطولاته ورجاله وتاريخه ودوره المؤثر في البناء الرياضي من مختلف جوانبه وتغذيته للمنتخبات السعودية بالنجوم وتزيين مسيرته وسجل (الرياضة الخضراء) بالانجازات المحلية والخارجية اعوام مضت ويبدو ان التخصص الاتفاقي والسيطرة في الاعوام الاخيرة على نتائج (الديربي) بين الفريقين والخطر الذي يحاصر فريقه افقدت الموسى لغة الصواب ودفعته الى الانفعال الذي لم يكن له مبرر على الاطلاق عندما وصف ناد نعتز به ونراه جزءا من ملح مباريات كرة القدم ب(النازحون) وكأنه يقول ان هذا النادي جاء من منطقة او بلد آخر وليس سعودي له قيمته، والاسوأ من ذلك انه برر تصريحه بأنه فهم بصورة خاطئة، ولانعلم هل ل(النازحون) معنى لا يفهمه الا الموسى الذي نراه نجما عبر الاعلام فقط وشخصا تستهويه الفلاشات وتغريه الصور. عبارة (النازحون) التي لايعرف معانها الموسى في لحظة غضب وانفعال ذكَّرتنا بالعبارة الشهيرة (الزبالة) التي نعت بها أحدهم منتخب الوطن بعد مباراة الاياب في تصفيات مونديال 2014 امام المنتخب العماني، وهي العبارة التي استفزت الجميع وجعلت الاتحاد السعودي لكرة القدم على لسان رئيسه الامير نواف بن فيصل يؤكد على مقاضاة صاحب هذه العبارة ورد الاعتبار لنجوم المنتخب، وحتى الآن لم نلمس اي حزم او معاقبة للمتسبب ويبدو اننا سنسمع الكثير من عبارات الاساءة والعنصرية تتردد في ملاعبنا وعبر الصحف ووسائل الاعلام الاخرى، ونظن ان تخليص الرياضة السعودية من المسيئين هو الحل الامثل لزرع ثقافة المحبة والتسامح، وتصوروا لو ان صاحبي تصريحي (النازحون) وعبارة (الزبالة) تصدى لهما الاتحاد السعودي بحزم خصوصا ان من اطلقهما يعملان تحت مظلته وبيده اقالتهما ليكونا عبرة لمن يفكر ان يخرج بعبارات مسيئة وكلام انتقامي ربما ضاعت معانيه وابعاده عن قائله بسبب نتيجة مباراة او لأن المنتخب لايضم اياً من لاعبي فريقه المفضل، ثم ماذا ينتظر من مثل هذه النوعية ان يضيفوا للرياضة على صعيد العمل والتعامل وهم الذين ينزلون الى اسوأ الكلام في الوقت الذين يصنفون انفسهم ضمن القدوة التي لابد ان يقتدى بها في العمل الجيد والتعامل المثالي؟ عبدالعزيز الموسى مطلوب زرع ثقافة التسامح بين ابناء الوطن..وإبعاد المسيء العلاج الأمثل نظن ان صمت الادارة الاتفاقية على (النازحون) أمر غير جيد على الاطلاق وفيه مساس بسمعة ناديها الذي بكل تأكيد ان جماهيره تنتظر رد الاعتبار وحفظ الكرامة وهي التي تتواجد في الشمال والجنوب والغرب والشرق وفي كل بقعة من مساحة الوطن الكبير وتقف خلف الفريق في انتصاراته وانكساراته اينما حل وارتحل، وكل الخوف ان نسمع مستقبلا اسوأ من هذ العبارات التي تجر الى احتقان الوسط الرياضي وتجييشه ضد بعضه البعض ولايلام لو خرج اداري او مسؤول اتفاقي ورد بعبارة مماثلة مع ايماننا انهم لن يفعلوا ذلك لسمو اخلاقهم، وتحليهم بالحكمة واداركهم لأبعاد التصريحات المسيئة، لذلك لابد ان يأتي الإنصاف من الاتحاد السعودي ورعاية الشباب بدلا من الصمت والفرجة على بعض التصريحات التي تضرب في لحمة الشارع وربما تذهب الى ماهو ابعد من ذلك بكثير في ظل الاستهداف لشباب الوطن والعمل على خلق فجوة ليس على الصعيد الرياضي انما على مستوى المجتمع ككل وهذا ما يجب ان يتنبه له المسؤولون ويضعوه في الاعتبار دائما. اما الموسى فما لم يعاقب بالطريقة التي تضمن لجماهير الاتفاق انصافها وتفرض عليه الاعتراف بالخطأ والاعتذار فحتما ستكون تصريحاته المؤذية لمشاعر فئة رياضية غالية على الجميع هي (العائلة الاتفاقية) فسيكون نافذة جديدة تنطلق منها تصريحات مزعجة لايرى اصحابها بضرورة اللحمة الوطنية من خلال الرياضة.