سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اتفاق سعودي تونسي على تعاون مشترك في مجال الانتاج السينمائي والكتاب والإفادة من التراث مدني اجتمع الى الوزير عاشور.. والسفير القحطاني ينوه بالعلاقات بين البلدين ..
استقبل معالي وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي الدكتور محمد العزيز بن عاشور امس بمقر الوزارة بالعاصمة تونس معالي وزير الثقافة والاعلام الأستاذ اياد بن أمين مدني والوفد المرافق الذي يزور تونس حاليا لحضور الايام الثقافية السعودية التي تستضيفها تونس في الفترة من 26 الى 30 ربيع الآخر الجاري. وحضر المقابلة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس أحمد بن علي القحطاني وعدد من المسؤولين في وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية. وجرى خلال اللقاء تبادل الاحاديث الودية واستعراض علاقات التعاون بين البلدين وخاصة في المجال الثقافي وسبل دعمه وتطويره. اثر ذلك عقد الجانبان السعودي والتونسي جلسة مباحثات برئاسة كل من معالي وزير الثقافة والاعلام الأستاذ اياد بن أمين مدني ومعالي وزيرالثقافة والمحافظة على التراث التونسي الدكتور محمد العزيز بن عاشور وحضور سفيرخادم الحرمين الشريفين لدى تونس أحمد بن علي القحطاني ووكيل وزارة الثقافة والاعلام للشؤون الاعلامية الدكتور عبد الله الجاسر وعدد من المسؤولين في وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية. وفي بداية الجلسة القى الدكتور بن عاشور كلمة رحب فيها بمعالي وزيرالثقافة والاعلام منوها بعلاقات الاخوة التي تجمع بين قيادتي وشعبي تونس والسعودية. وأكد الوزير التونسي حرص بلاده على دعم هذه العلاقات في مختلف المجالات وخاصة المجال الثقافي مشيرا الى رغبة بلاده في الاطلاع على الحركة الثقافية في المملكة واقامة تعاون مشترك بين البلدين في العديد من المجالات الثقافية. من جانبه أعرب معالي وزير الثقافة والاعلام عن شكره لمعالي وزيرالثقافة والمحافظة على التراث التونسي على كرم الضيافة وحسن الاستقبال التي قوبل بها الوفد السعودي منذ وصوله الى تونس للمشاركة في فعاليات الايام الثقافية السعودية التي تستضيفها تونس. وأشار معاليه الى أن هذه الايام الثقافية السعودية مناسبة مهمة للغاية لزيادة أواصر العلاقة بين المملكة وتونس متمنياً أن تسهم هذه الايام في اطلاع الجمهور التونسي على المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية. وبيَّن معاليه أن المملكة وتونس تحملان ارثاً حضارياً مشتركا. كما دعا معاليه الى ان تكون مثل هذه المناسبات سنوية وان لا تتوقف وان تكون في كل سنة ايام سعودية في تونس وكذلك ايام ثقافية تونسية في المملكة. وشدد على اهمية عدم التمميز على ما بين ما هو اعلامي وماهو ثقافي والنظر الى الاعلام بأن يكون هو المنصة التي توصل العمل الثقافي لجمهور اكثر. وتطلع معاليه الى ان يكون هناك تعاون بين البلدين في مجال السنما واستفادة المملكة من السنما التونسية التي لفتت الانظار لجودتها. وبين ان هناك حركة ثقافية بتونس لا تصل الى المملكة بكل زخمها وحيوتها ونضارتها متمنياً ان تظهر مثل هذه الحركة الثقافية وان يكون الكتاب التونسي حاضرا بالمملكة. ودعا الى الاستفادة والاطلاع من تجربة تونس في الحفاظ وتقديم الاثار لجمهور الناس وذلك بهدف الحفاظ على هوية المكان وتجربته وصفاته. وطالب معاليه بمزيد من التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في المجالس والندوات والمحافل المشتركة وخاصة مع قرب انعقاد مجلس وزراء الاعلام العرب الذي تستضيفه الجامعة العربية قريبا ومحاولة الخروج من التغطية التقليدية في مثل هذه المحافل. واشار الى ان الحج والعمرة تعدان ثقافة عالمية ولها ابعاد انسانية عظيمة داعيا الى تنظيم معرض متنقل لثقافة الحج والعمرة. ودعا معاليه الى ان يجد العمل الروائي والعمل التشكيلي والفلكلور السعودي (وهي من التعبيرات الثقافية بالمملكة) مجالا في ساحة التلفزة الحكومية التونسية وان شاء الله سيتم العمل على التنسيق المباشر في هذا الصدد. كما دعا الى البحث سوية عن اعمال تنتج بالشراكة بين البلدين في مجال الانتاج والسنما. وقد اتفق الجانبان السعودي والتونسي خلال جلسة المباحثات على تكوين فريق عمل لبحث الموضوعات المطروحة على جدول اعماله وخاصة ما يتعلق باقامة تعاون مشترك بين البلدين في مجال الانتاج السينمائي وللكتاب وكيفية وصول نتاجه الى كلا البلدين وسبل الاستفادة من خبرات تونس في المحافظة على التراث والموروثات التونسية والتنسيق بين البلدين في المحافل الدولية وخاصة ما يتعلق منها بالشأن الثقافي واقامة تظاهرة ثقافية سعودية متنقلة تجوب كافة المدن التونسية وليس فقط بالعاصمة اضافة الى اقامة اسابيع ثقافية كل عام في كلا البلدين. وفي نهاية الاجتماع تبودلت الهدايا التذكارية بين معالي وزيرالثقافة والاعلام ومعالي وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي. وأكد معالي وزير الثقافة والاعلام الاستاذ اياد بن أمين مدني أن العلاقات بين تونس والمملكة العربية السعودية علاقات ممتدة وتجمع بين البلدين الكثير من الاشياء كالتراث المشترك والحضارة المشتركة ووحدة اللغة. وقال معاليه في تصريح صحفي عقب اجتماعه المشترك مع معالي وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي محمد العزيز بن عاشور في مقر وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية بتونس ان التعبيرات الثقافية بين البلدين نريد لها أن تصل الى آفاق أرحب ودوائر أوسع في البلدين مبينا أن الايام السعودية الثقافية في تونس التي بدأت فعالياتها امس هي محاولة لاعطاء لمحة واطلالة عن المشهد الثقافي للمملكة بتنوعاته وتعبيراته المختلفة. وأشار معاليه الى أن التعبير الثقافي هو الذي سيكون أساس التقارب الانساني بين الشعبين وكلما كان التعبيرالثقافي حاضرا في ذهن المتلقي كلما كانت صورة الآخر أكثر حميمية وأكثر قرباً وأكثر تفصيلاً. وكان معالي وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي اقام امس الاول بقصر قرطاجبتونس حفل عشاء تكريما لمعالي وزير الثقافة والاعلام والوفد المرافق. وحضر الحفل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس احمد بن علي القحطاني ووكيل وزارة الثقافة والاعلام للشئون الاعلامية الدكتور عبدالله الجاسر ورئيس المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون المعروف (بيت الحكمة) الدكتور عبدالوهاب بوحديبة والمشرف العام للوفد السعودي المشارك في الاسبوع الثقافي الدكتور بكر باقادر وعدد من رجال الفكر والأدب والاعلام في البلدين. الى ذلك وصف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس احمد بن علي القحطاني العلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية وتونس بأنها جيدة وتنمو باستمرار وان كل تطور يحصل في الجانب الثقافي سيعزز الجهود المبذولة في الجوانب الاخرى السياسية والاقتصادية وغيرها. وقال في حديث صحفي نشر امس في تونس بمناسبة الايام الثقافية السعودية التونسية ان هذه الايام الثقافية التي ستنتظم بتونس قد سبقتها ندوات وفعاليات ثقافية عالية المستوى منها الندوة التي انتظمت ببيت الحكمة في تونس حول النقد ودوره في النهوض بالثقافة العربية والتي اشترك فيها عدد من كبار النقاد والمثقفين السعوديين الى جانب تنظيم المؤتمر الخليجي المغاربي الاول. واشار القحطاني الى ان هذه ليست سوى امثلة تعكس في حد ذاتها الحيوية التي تميز العلاقات الثقافية السعودية التونسية وهي دليل على ان هذه العلاقات بخير وان كانت تحتاج لمزيد الدفع والرعاية. واوضح ان الثقافات هي من اهم ادوات التعارف والتواصل بين الشعوب والدول وقال نحن في المملكة نعمل على صعيد المؤسسات والنخب على تعميق هذا النوع من التواصل مع كل العالم وبالاخص مع الشعوب التي تربطنا بها قواسم مشتركة كثيرة مثل الشعب التونسي ونرى ان تعزيز التبادل الثقافي وتكثيف الزيارات والعمل على انجاز مبادرات مشتركة في الحقل الثقافي سيعمق المعرفة المتبادلة بالخبرات والتجارب وبالتالي يزيل الافكار المسبقة ويحد من التنميط القائم على معلومات غير دقيقة وعدم اطلاع كاف بما يتحقق من تراكم لدى الاخر. واكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس في حديثه ان كل ما اشار اليه على الصعيد الثنائي بين المملكة وتونس ينطبق ايضا على مجمل العلاقات العربية العربية.