شدد فهد بن محمد الحمادي عضو مجلس الادارة رئيس لجنة المقاولين بغرفة الرياض على مجموعة من القواعد والأسس المعينة قال إنها تشكل ركيزة هامة وبداية جيدة لكل من ينشد النجاح في أعماله التجارية ، مبينا أن هذه القواعد تتمثل في المصداقية في التعامل مع كافة أطراف العملية التجارية، والحافظ على حقوق الآخرين والوفاء بالالتزامات المالية والصبر وحسن التعامل مع العمال والموظفين جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح مع شباب وشابات الأعمال والذي احتضنته الغرفة التجارية بالرياض . وأوضح الحمادي أن الاقتصاد السعودي تتوافر فيه الكثير من الفرص الواعدة وقال إن نجاح الأعمال يرتبط بالمثابرة والصبر وعدم التسرع لتحقيق النجاحات التجارية مؤكدا أن القطاع الصناعي به فرص جيدة نظرا لما يتميز به من نمو كبير ، داعيا الشباب والشابات إلى طرق مجاله موضحا في ذات الوقت أن العمل في قطاع المقاولات يتطلب جرأة وسرعة في اتخاذ القرارات والتحلي بالصبر وتحمل الفشل وذلك بعكس الحال في القطاع الصناعي الذي يستدعي العمل فيه التريث في اتخاذ القرارات، كاشفا في هذا الجانب أنه ترك العمل في المجال الصناعي في مجموعته لأبنائه لأنه وجد نفسه لا يمتلك القدرات التي تجعل منه مستثمرا ناجحا فيه. و تحدث الحمادي عن بداياته ونشأته حيث قال إنه نشا في هجرة عرجاء والتي قضي بها مراحل الطفولة ودرس بها الابتدائية والمتوسطة، وقال إن والدته توفيت وهو ابن الثمانية أعوام وتكفلت برعايته جدته أم أبيه والتي أحاطته بعناية ورعاية كاملة مما كفل له تربية ونشأة دينية حيث كانت هناك متابعة من جدته ووالده اللذين كانا يحرصان على أن يؤدي هو وإخوته الصلاة في وقتها وحضور الدروس الدينية موضحا أن هذه النشأة غرست فيه منذ الصغر قيماً ومبادئ وأخلاقاً حميدة ساعدته كثيرا في مجال أعماله التجارية، ومضى قائلا " لقد كانت الظروف في ذلك الوقت صعبة وكانت القرية تعيش ظلاماً حيث إنها بلا كهرباء ولا تتوافر بها كل مقومات الحياة وهذه الظروف جعلت الحياة صعبة حيث كنا نستذكر دروسنا قبل مغيب الشمس وأحيانا بمصباح ، وقال إنه نظرا لصعوبة الظروف في ذلك الوقت بدأ ممارسة أول نشاط تجاري له وهو لا يزال طالبا حيث كانت هناك مدرسة يتم تشييدها وتصادف أن هناك شخصاً يعمل في مجال النجارة، وكان يذهب للعمل معه حيث يقوم باستخراج المسامير من الخشب وإصلاحها لتستعمل مرة أخرى وقال إن دخله من هذا العمل بلغ 15 ريالا، وكان يقوم بشراء بعض الحلويات والمستلزمات الاخرى من الدوادمي وبيعها لطلاب المدرسة بالقرية، موضحا انه من هذه البداية استشعر قدراته ومهاراته في مجال التجارة" ويضيف الحمادي " بعد هذه المرحلة وإكمال المرحلة المتوسطة انتقلت من القرية للرياض، وسكنت مع احد أقربائي بحي عتيقة وكان يعمل في مجال المقاولات، والتحقت بالعمل في مصلحة الإحصاء في وظيفة ناسخ على الالة الكاتبة وقال : .. خلال إقامتي بهذا المنزل كان الكثيرين من الأهل يأتون بالمناقصات وأقوم بتعبئتها وفقا لما يطلبون، وكانت حين ترسى عليهم المناقصات يحاولون إكرامي ماليا وكنت ارفض" وقال إن هذا زاد من حبه للعمل الحر، وقال "لقد رجعت للدوادمي بطلب من والدي للعمل كاتباً في المحكمة وواصلت دراستي الثانوية بالانتساب، مضيفا " وبالرغم من ذلك كانت فكرة العمل الحر قد أخذت حيزا كبيرا في نفسي وظلت تراودني من حين لآخر " ومضي الضيف قائلا " إن بداية العمل في مجال المقاولات كانت متواضعة حيث قمت باستقدام عمالة ومهندس بعد أن استخرجت سجل تجاري باسم الجازع من الغرفة التي كانت في ذلك الوقت بمقر شارع الخزان، وبدأنا مباشرة العمل في القرية حيث كنا نقوم ببناء أسوار المنازل، وكنت بما يتوفر لدي من أموال احضر للرياض واطلع على المناقصات وقد اشتركت في كثير منها ولكن لم يحالفني التوفيق ، ثم كتب الله لنا التوفيق حيث حصلت على أول عطاء وقمت باستلاف مبلغ 200 ألف ريال حين استلمت المشروع، مبينا أن علاقته ومصداقيته في التعامل مع الآخرين ساعدته في أن يمدوه بالمال اللازم لتسير أعماله، ويضيف : " .. بعد هذا استقررت بالرياض وسكنت حي بن دايل في منزل مستأجر ولم أكن املك سيارة ثم ظللت أتابع أعمالي متفقدا المشاريع بنفسي مشيرا إلى أن طبيعة العمل في مجال المقاولات تستلزم الكثير من الصبر والتحمل والمتابعة اللصيقة .. بعد ذلك كبرت المؤسسة وكثرت المشاريع ودخلت في شراكة مع أحد الأقرباء انفضت بعد 4 سنوات نظرا لوفاة شريكي ،ثم بدأت اعمل من جديد وحصلت على مناقصة احد المشاريع وقد وفقني الله فيه حيث ربحت فيه مبلغا جيدا ، وقال إن كل المشاريع التي نفذت في بدايات العمل كانت بأموال الآخرين " عقب ذلك تحدث الحمادي عن الجوانب الشخصية في حياته وقال انه كان مهتما بتطوير نفسه حيث كان حريصا على حضور الدورات التدريبية والتي بلغ عددها 35 دورة غطت مجالات مختلفة، وقال إن تنويع الاستثمار يشكل وسيلة هامة وضرورية لمقابلة أية متغيرات موضحا انه اتجه للاستثمار في مجال تجارة الأدوية حيث أسس صيدلية وتوسعت استثماراته في هذا النشاط التجاري ، هذا بالإضافة إلى استفادته من الفرص التي أتاحتها الطفرة الزراعية حيث قام بإنشاء عدد من الشركات الزراعية " من جهته أشاد عبدالرحمن الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة بالضيف كما قدم شرحت حول فكرة إنشاء لجنة شباب الأعمال بالغرفة مشيدا بدورها الكبير في تنوير شاب الأعمال وصقل خبراتهم، كما قدم حسين العذل أمين عام غرفة الرياض حيث قدم سردا للمنطقة التي ترعرع فيها المتحدث موضحا أن تجربته ونجاحه في الأعمال التجارية يعتبر حدثا اكتنفته الكثير من التحولات والمنعطفات حتى تحقق هذا النجاح، من جانبه شدد فهد الثنيان عضو مجلس إدارة غرفة الرياض رئيس لجنة شباب الأعمال على النجاحات التي حققها الحمادي في محيط العمل التجاري والتي بدأت من الصفر حتى أصبحت تضم مجموعة متكاملة تشكل إضافة للاقتصاد الوطني، كما نوه بالدور الذي ظل يقوم به في مجال خدمة رجال الأعمال من خلال تواجده ضمن عضوية مجلس إدارة غرفة الرياض.