حدد رئيس لجنة المقاولين بغرفة الرياض فهد بن محمد الحمادي قواعد وأسسا معينة قال إنها تشكل ركيزة مهمة وبداية جيدة لكل من ينشد النجاح في أعماله التجارية. وبين أن هذه القواعد تتمثل في المصداقية في التعامل مع كافة أطراف العملية التجارية، والحافظ على حقوق الآخرين والوفاء بالالتزامات المالية والصبر وحسن التعامل مع العمال والموظفين . وقال في اللقاء المفتوح مع شباب وشابات الأعمال أمس الاول في الغرفة التجارية في الرياض عن بداياته ونشأته في عالم المقاولات «إنه نشأ يتيما في كنف جدته بعد وفاة أمه في هجرة عرجاء، و إنه بدأ ممارسة أول نشاط تجاري له وهو لا يزال طالبا نظرا لصعوبة ظروفه الحياتية في ذلك الوقت، حيث كانت هناك مدرسة يتم تشييدها وتصادف أن هناك شخصا يعمل في مجال النجارة، وكان يذهب للعمل معه، حيث يقوم باستخراج المسامير من الخشب وإصلاحها لتستعمل مرة أخرى. وقال إن دخله من هذا العمل بلغ 15 ريالا، وأنهم قاموا بشراء بعض الحلويات والمستلزمات الاخري من الدوادمي وبيعها لطلاب المدرسة بالقرية، موضحا أنه من هذه البداية استشعر قدراته ومهاراته في مجال التجارة. ويضيف الحمادي «بعد هذه المرحلة وإكمال المرحلة المتوسطة انتقلت من القرية للرياض، وسكنت مع أحد أقربائي بحي عتيقة وكان يعمل في مجال المقاولات، والتحقت بالعمل في مصلحة الإحصاء في وظيفة ناسخ على الآلة الكاتبة وقال خلال إقامتي بهذا المنزل كان الكثيرون من الأهل يأتون بالمناقصات وأقوم بتعبئتها وفقا لما يطلبون، وكانت حين ترسى عليهم المناقصات يحاولون إكرامي ماليا، وكنت أرفض». وقال إن هذا زاد من حبه للعمل الحر، وقال «لقد رجعت للدوادمي بطلب من والدي للعمل كاتبا في المحكمة وواصلت دراستي الثانوية بالانتساب، مضيفا «وبالرغم من ذلك كانت فكرة العمل الحر قد أخذت حيزا كبيرا في نفسي وظلت تراودني من حين لآخر». ومضى «إن بداية العمل في مجال المقاولات كانت متواضعة، حيث قمت باستقدام عمالة ومهندس، وبدأنا مباشرة العمل في القرية، كنا نقوم ببناء أسوار المنازل، وكنت بما يتوفر لدي من أموال أحضر للرياض وأطلع على المناقصات وقد اشتركت في كثير منها، ولكن لم يحالفني التوفيق، ثم كتب الله لنا التوفيق، حيث حصلت على أول عطاء وقمت باقتراض مبلغ 200 ألف ريال، حين استلمت المشروع، ويضيف بعد هذا استقريت بالرياض وسكنت حي بن دايل في منزل مستأجر ولم أكن أمتلك سيارة ثم ظللت أتابع أعمالي، متفقدا المشاريع بنفسي، مشيرا إلى أن طبيعة العمل في مجال المقاولات تستلزم الكثير من الصبر والتحمل والمتابعة اللصيقة. ويضيف بعد ذلك كبرت المؤسسة وكثرة المشاريع، ودخلت في شراكة مع أحد الأقرباء سرعان ما انفضت بعد 4 سنوات، نظرا لوفاة شريكي، ثم بدأت أعمل من جديد وحصلت على مناقصة احد المشاريع، وقد وفقني الله فيه حيث ربحت فيه مبلغا جيدا. وقال إن كل المشاريع التي نفذت في بدايات العمل كانت بأموال استدينها من الآخرين. عقب ذلك تحدث الحمادي عن الجوانب الشخصية في حياته، وقال إنه كان مهتما بتطوير نفسه حيث كان حريصا على حضور الدورات التدريبية والتي بلغ عددها 35 دورة غطت مجالات مختلفة. وقال إن تنويع الاستثمار يشكل وسيلة هامة وضرورية لمقابلة أية متغيرات، موضحا أنه اتجه للاستثمار في مجال تجارة الأدوية، حيث أسس صيدلية وتوسعت استثماراته في هذا النشاط التجاري، بالإضافة إلى استفادته من الفرص التي أتاحتها الطفرة الزراعية حيث أنشأ عددا من الشركات الزراعية.