في الخامس من يناير المقبل سيشهد هذا التاريخ إقامة مهرجان اعتزال قائد المنتخب السعودي والهلال سابقاً محمد الدعيع رجل التاريخ الرياضي المميز بمستواه .. والحافل بالإنجازات الذهبية والألقاب الكبرى التي حققها في العقدين الماضيين وكان بالفعل أسطورة الحراسة السعودية بحضوره المتوهج وقدراته البارعة التي أظهرها في ملاعبنا والميادين العالمية والقارية والعربية فضلاً عن سلوكه الرفيع وتعامله المثالي داخل الملعب وخارجه مما أكسبه محبه الجميع وبقي اسمه خالداً في ذاكرتهم. حينما نتحدث عن محمد الدعيع - مع حفظ الألقاب - فإننا نتحدث عن تاريخ حافل بالمعطيات الخالدة والنجاحات المتعددة التي سجلها في مشواره الرياضي الطويل بما فيها أربع مشاركات بنهائيات كأس العالم منذ عام 1994 م في الولاياتالمتحدة بجانب إسهاماته الواضحة في صنع المنجزات الدولية ل "لصقور الخضر" بما فيها آخر كأس للأمم الآسيوية توج به المنتخب في الإمارات عام 1996 مع بقية النجوم الرنانة .. يوسف الثنيان .. فؤاد أنور.. خالد مسعد .. سامي الجابر .. وغيرهم إضافة إلى نحو 25 بطولة ساهم بفعالية مطلقة في قيادة الهلال للفوز بها منذ عام 1420ه وظل الدعيع يشكل رقماً صعباً في معادلة التفوق الرياضي . وخلال تلك الحقبة المليئة بالمكاسب والانتصارات المدوية كان الحارس العملاق مثالياً في التفاعل مع الأحداث بكل جوانحه فنال اعتزاز وتقدير الجماهير بمختلف الميول والإنتماءات.. ولأن محمد الدعيع يستحق من الجميع التكريم .. بادرت الإدارة الهلالية كثقافة سائدة في تبني تكريم الحارس الإسطوري تقديراً لتاريخه المشرف وإسهاماته البطولية البارزة على الخارطة الهلالية تحديداً. ومساء الخميس المقبل سيشهد حفل الوداع لحارس عملاق جمع المجد من كل أطرافه حين يواجه الهلال يوفنتوس الإيطالي بكامل نجومه في احتفالية وفائية سيكون عريسها "الأخطبوط الأزرق" وستشهد عودة حارسنا المحبوب لميدان الكرة معيدًا ذكريات ماضيه الجميل.. ومصافحاً مشاعر عشاقه بهذه الاحتفالية العرفانية .. المؤكد ان هذا الحفل التاريخي سيكون عائده المادي كبيراً لصالح الحارس العملاق محمد الدعيع وهو يستحق منا التفاعل والتقدير لما قدمه للكرة السعودية .. ولعلي هنا أطل من نافذة الإنسانية مقترحًا ان يكون هناك لمسة وفاء تكافلية تجاه قائد الهلال وكابتن المنتخب السابق في الثمانينيات ومطلع التسعينيات الهجرية الكابتن سلطان بن مناحي الذي خدم الرياضة السعودية تحديدًا قرابة 30 عاماً لاعبًا وإداريًا ويرقد حاليًا على سرير المرض إثر تعرضه لجلطة دماغية وإصابته بفشل كلوي الى جانب إجرائه عملية جراحية في القلب .. وهو اليوم يستحق منا- في ظل غياب الوفاء الإداري الأزرق - التفاتة مادية وتكريمية تخفف عنه معاناته وثقتنا كبيرة بحارسنا الوفي محمد الدعيع في التنازل عن نسبة من دخل مباراة اعتزاله لصالح الكابتن سلطان مناحي "شفاه الله" كلفتة نبيلة ولمسة وفاء غير مستغربة من حارسنا الكبير كما فعل زميله المهاجم الأسطوري ماجد عبدالله تجاه حارس المنتخب والنصر العملاق السابق سالم مروان "شفاه الله" في مهرجان اعتزاله عندما سجل المهاجم (الفذ) هدفاً نبيلًا في شباك الإنسانية بتفاعله الكبير (وجدانيا )ومبادرته الشهمة تجاه رفيق دربه .. سالم مروان .