الشخصية الحدية * ابنتي تبلغ من العمر 26 عاماً ، وقد تم تشخيص حالتها على أنها تُعاني من الشخصية الحدية ، وبرغم أني لا أعرف ما معنى الشخصية الحدية ، حيث أن الطبيب لم يشرح لي معنى الشخصية الحدية ، ولكن سؤالي هل يمكن علاج ابنتي بالأدوية أم بالعلاج النفسي ، وكيف لي أن أتعامل معها في المنزل حيث إنني أجد صعوبة كبيرة في التعامل معها وكذلك بقية أفراد العائلة، أرجو أن تُجيب على سؤالي هذا مع شكري. ف.ص - الشخصية الحدية، هي شخصية تنتشر بين النساء أكثر من الرجال ، وربما تكون نادرة عند الرجال. وسُميت بالشخصية الحدية ، نظراً لأنها تقع بين الاضطرابات الذهانية والاضطرابات العُصابية ، فالشخص الذي يُعاني من هذه الشخصية و التي تم ترجمتها عن Borderline Personality Disorder قد يُعاني من مشاكل هلاوس سمعية مثلاً أو ضلالات بالإضافة إلى تغيّر في المزاج بشكلٍ سريع. الشخص الذي يُعاني من الشخصية الحدية يبدو لمن يُقابله لأول مرة بأنه شخص رائع في غاية الأدب واللطف ، عكس ما يكون الواقع عند التعامل مع هذا الشخص عن قرب. أنا أقدّر كثيراً معاناتك وكذلك معاناة بقية أفراد العائلة في التعامل مع هذه الابنة المصابة بهذا الاضطراب المزعج. فالمرأة التي تُعاني من هذا الاضطراب قد تكون عدوانية احياناً ، ويصعُب التنبوء بما سوف تقوم بفعله ، إذ قد تقوم بإيذاء أحداً ما دون مُبرر منطقي. كذلك قد يدخل مثل هذا الشخص في علاقات عاطفية دون تقدير للعواقب، مما قد يوقع هذه الانسانة التي تُعاني من هذا الاضطراب في مشاكل إجتماعية وربما قانونية اضافةً إلى كثير من المشاكل العائلية. وهذا يضع العائلة كافة في دوامةٍ من المشاكل مع أفراد من الأسرة الممتدة أو ربما من الأقارب الآخرين وكذلك مع اشخاص لا تربطهم أي صلة قرابة بالأسرة. إن الشخص الذي يُعاني من هذا الاضطراب بمجمل الوضع ، هو مشكلة متعددة الجوانب مترامية الأطراف ، وهذا ما يجعل هذا الاضطراب أمراً صعباً ، ويجعل مثلك في حاجةٍ للنُصح و طلب العلاج لابنتك من هذا الاضطراب المُزعج. بالنسبة للعلاج من اضطراب الشخصية الحدية فإنه من المؤسف أن أكثر اضطرابات الشخصية لا تُجدي فيها العلاجات الدوائية ولا النفسية بشكلٍ ناجع. بالنسبة لما سوف أنصحك بعرضها على طبيب نفسي ، فقد يكون هناك أشياء أخرى بالاضافة إلى هذا الاضطراب مما قد يستدعي تدّخل علاجي دوائي ، يُساعد على تحسّن حالة المريضة خلاف اضطراب الشخصية. هناك بعض الأدوية التي تُشير بعض الدراسات إلى أنها قد تُفيد بصورة بسيطة في علاج اضطراب الشخصية الحدية، مثل بعض الأدوية المضادة للذهان وكذلك بعض مُثبتات المزاج. بالنسبة للعلاج النفسي، فقد تُفيد بعض أنواع العلاج النفسي بتغيير بعض السلوكيات في المريضة وإن كان ذلك ليس بالأمر المطلوب والمُتمنى. يبقى على الأهل أن يتفهّموا طبيعة الشخصية الحدية ويتعاملوا معها وفقاً لما لطبيعة هذا الاضطراب وألا يقعوا في شرك التصادم مع هذه الشخصية حتى لا يحدث أمور لا يُحمد عقباها.