وهذا ثاني نثار أكتبه في هذا الموضوع وهو عن الأراضي البيضاء ، وقد كتبت الموضوع الأول في صحيفة الرياض العدد رقم 15827 الصادر بتاريخ 26 ذي القعدة 432 الموافق 24 أكتوبر 2011، وقد قلت إن السبب في بقائها بيضاء هو عدم فرض رسوم عليها ، واليوم قرأت في صحيفة الرياض العدد الصادر بتاريخ 18/12/2011 مقالا يؤكد أن كثيرا من الأصوات اتفقت أخيرا على أهمية فرض رسوم على الأراضي داخل النطاق العمراني بهدف منع الاحتكار ، وتحويلها إلى مبان سكنية لتساهم في حل أزمة ( الإسكان ) خاصة وأنها تمثل وفقا لتقديرات الخبراء ما يتراوح من 12 إلى 15% من المساحة الصالحة للاستقدام داخل نطاق العمران ، بل ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك بالدعوة إلى نزع ملكية الأراضي غير المستعملة وتعويض أصحابها بقيمتها الأساسية على أن يعاد استغلالها من أجل الصالح العام ، والواقع أن بقاءها بيضاء يعطل مشروع بناء الخمسمائة ألف فلة التي صدر أمر ملكي ببنائها ، كما يعطل الحائزين على قرض عقاري ، إذ لن يجدوا أرضا يشترونها، وينجم عن كل ذلك البناء في ضواحي المدن بعيدا عن الخدمات الأساسية من مدارس ومراكز صحية ودور حكومية ، وقد قال الاقتصادي وليد المسند: "إذا كنا نقر بحرية السوق، وعدم التدخل في الرغبات الشخصية فعلى الأقل ينبغي فرض رسوم على هذه الأراضي لأنها أصبحت من عروض التجارة الواجب الزكاة عليها."