معظمنا تابع الأحداث المؤسفة والسلوكيات غير الحضارية التي تمخضت في محافظة الخرج وتحديدا في مباراة الهلال مع الشعلة والتي شهدت دخول بعض المشجعين أرضية الملعب أثناء المباراة في منظر مؤسف وسلوك مناف وتصرفات صبيانية لاتعكس إطلاقا تطورنا الرياضي وتقدمنا الحضاري، ولاتتماشى مع القيم الرياضية والمبادئ المنشودة, فنزول بعض المشجعين لأرضية الملعب وكسر إقفال الباب واقتحام الملعب وانتشار بعضهم في إرجاء الساحة التنافسية وكأنها في ملاعب أشبه بملاعب الحواري أو أحد المسلسلات الفكاهية على طريقة (طاش ماطاش)!! ثم قيام بعضهم برمي العلب الفارغة والأحجار والأحذية مما سببت في إصابات مزعجه ومنها سقوط نائب ريئس فريق الشعلة متأثرا بشدة الإصابة ولولا الله ثم جهود رجال الأمن وسيطرتهم على إرهاصات الموقف لكان حجم المشكلة ومساحة الإحداث ومخاطرها المأساوية اكبر وافجع ، تلك الإحداث المسلسلية حملت في مضامينها، فوضوية وتساهل واضح من قبل المؤسسة الرياضية، ففي الوقت الذي كنا ننتظر ان توضح ان الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في وكالتها للشؤون الفنية أسباب تأخر إنشاء المدينة الرياضية بمحافظة الخرج التي تم اعتماد ميزانيتها وإفراغ الأرض لصالح أملاك الدولة ظهر علينا المتحدث الرسمي لاتحاد كرة القدم احمد صادق ذياب وعبر احد البرامج التلفازية ليرمي التهم على بلدية المحافظة ومدافعا عن رعاية الشباب عندما أشار إلى ان من أسباب عدم إنشاء المدينة الرياضية في الخرج هو عدم إصدار التراخيص المعمارية من بلدية محافظة الخرج إلا قبل شهر من تاريخه، ما حمل البلدية المسئولية الكاملة عما حدث أمام الرأي العام في عدم إنشاء المدينة الرياضية , غير ان محافظ الخرج الأمير عبد الرحمن بن ناصر ومن خلال اتصاله الفضائي عبر القناة الرياضية السعودية, أوضح انه لاصحة مطلقا للتهم التي وجهها ذياب لبلدية المحافظة، مشيرا الى ان الأرض موقع الإنشاء مخططة ومعتمدة كمدينة رياضية، والأرض مفرغة لصالح أملاك الدولة ومخصصة مدينة رياضية بالخرج قبل أكثر من 20عاما لصالح الرئاسة العامة لرعاية الشباب وان البلدية أصدرت الترخيص اللازم للبناء في نفس اليوم الذي تقدمت فيه الرعاية فكيف يلقي ذياب الملامة على بلدية المحافظة، كان من الواضح ان المتحدث الرسمي لاتحاد كرة القدم قد أقحم نفسه في أمور إنشائية وفنية وتنفيذية ماكان يجب ان يتحدث عنها بالأصل ويورط نفسه لعدم الاختصاص. كان من الأجدى ان تنهض وكالة الشؤون الفنية برعاية الشباب وهي الجهة المسؤولة عن المشاريع والصيانة من سباتها وتكشف عن ساقيها من واقع مسؤولياتها لإيضاح الحقائق إمام الرأي العام وتسوق المبررات والمسوغات المنطقية وراء التاخير, وتضع الأمور في نصابها بما يحفظ ماء الوجه! وليس رمي التهم بطريقه التنصل من المسؤولية والهروب من الحقيقة بعد ان انبرى المتحدث الرسمي لاتحاد كرة القدم وارتداء خوذة الإشراف على الإعمال الانشايئة والتنفيذية والتصميمية، متحدثا بمعلومات عارية من الصحة وحقائق غير دامغة فورط نفسه وأحرج رعاية الشباب , بعد ان حصحص الحق واتضح ان الخوض في أمور ليست من الاختصاص تضع صاحبها في سياج الإحراج. هكذا قدم لنا محافظ الخرج الأمير درسا مثاليا وديناميكيا وكيميائيا في التفاعل والتعاطي مع الإحداث التي تنضوي تحت راية المسؤولية والدفاع عن سمعة وكرامة كرسي الأمانة والنزاهة بكل شفافية ووضوح في غياب تام وصمت مطبق من الجهة المسؤولة عن المشاريع والصيانة في رعاية الشباب. • نصف العلم ان تقول لا اعلم.