عندما أسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية قبل 32 سنة حرص في كل عام على تعميق العلاقة بين مواطني دول المجلس عبر مجموعة كبيرة من الأعمال الإعلامية والفنية والغنائية والمسرحية والتي رسخت في أذهاننا الكثير من الأعمال المميزة "أنا الخليجي وافتخر إني خليجي" و"خليجنا واحد ودربنا واحد". والكثير من الأعمال التي بقيت في الذاكرة إلى يومنا هذا وكانت دولة الكويت الأكثر تميزاً فيما تطرح من أعمال عبر أوبريتات ضخمة ومسرحيات متميزة يحضرها قادة دول المجلس وكانت كل دولة تستضيف أعمال المجلس تستنفر جهودها قبل انعقاد القمة وتبدع فيما تقدم ولكن ما الذي حدث بعد ذلك؟. لقد اختفت كل هذه المظاهر الفنية دون سبب ولو لاحظتم في السنوات الأخيرة أن مدة الدورة الواحدة 24 ساعة فقط ففي منتصف اليوم الأول وصول القادة إلى الدولة المستضيفة وفي المساء الجلسة الأولى وفي منتصف اليوم الثاني البيان الختامي والمغادرة. أعتقد أن التخلي عن المظاهر الفنية التي ترسخ الانتماء إلى دول المجلس تحت مظلة كيان واحد خطأ كبير لا يجب أن نستمر فيه خاصة ونحن مقبلون على مرحلة جديدة لتحول المجلس إلى اتحاد عبر الدعوة التاريخية التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في قمة الرياض بتحول المجلس من مجرد مجلس للتعاون إلى اتحاد وهو كيان دولي متقدم يكفى أنه وعلى مدار أكثر من 32 عاماً قادنا إلى مزيد من التلاحم ووفق قادتنا إلى تجاوز أي أزمات خليجية أو عربية أو دولية وأصبح هذا التعاون هو النموذج العربي الأفضل في ظل ضعف أي تحالفات عربية أو إقليمية أخرى. من المؤسف في ظل غياب الأعمال الخليجية التي تحتفي بالمجلس واستمراره أن تظهر علينا أعمال من الأردن عبر اليوتيوب اتخذت من فكرة الانضمام إلى المجلس مادة للتندر عبر كيفية تحويل مواطن بلاد الشام إلى خليجي في الملبس والنطق والمنطق وهذا الأمر بعيد كل البعد عن فكرة الانضمام التي وجهت إلى الأردن والمغرب فهي فكرة سياسية لا علاقة لها بتقارب العادات والتقاليد والتي يبدو أن بعدنا عن ترسيخها عبر تنازلنا عن ترسيخ مفهوم من هو الخليج ومن هو الخليجي سيسهم فيها. ولهذا نأمل من الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وأمينها العام الجديد الحرص على إعادة مظاهر الاحتفاء الشعبي وترسيخ مفهوم الانتماء عبر العديد من الأعمال التي يفترض أن تسهم بها كل دولة تستضيف قمة "الاتحاد إن شاء الله" حتى نعود إلى الزمن الجميل. نعم أنا السعودي وأنا الإماراتي وأنا البحريني وأنا القطري وأنا العماني وأنا الكويتي وافتخر إني خليجي.