كشفت دراسة حديثة عن وجود ارتباط بين مرض السيلياك (حساسية القمح) وبين الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين معتبرة أنها العلاج الوحيد لهذا المرض الذي يتطلب اتباع صارم لها يقتضي تجنب جميع الأطعمة المحتوية على بروتين الجلوتين وإيجاد البدائل الغذائية المناسبة للحصول على التوازن الغذائي الذي يشكل تحديا كبيرا للمرضى، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة مع الطبيب وأخصائي التغذية العلاجية للتأكد من الاتباع الصحيح للحمية وتقييم الحالة الصحية والغذائية. وقالت طالبة الماجستير غادة حسين الدوس التي اجرت الدراسة في مستشفى الملك خالد الجامعي بمدينة الرياض ان هذا البحث هو الأول من نوعه في المملكة الذي يدرس العوامل التي تؤثر على اتباع مرضى السيلياك (حساسية القمح) البالغين للحمية الغذائية الخالية من الجلوتين مبينة ان هذا المرض مزمن ويسبب التهابا في الأمعاء الدقيقة نتيجة للتحسس من بروتين الجلوتين الموجود في القمح والشعير و الجاودر. وأوضحت الباحثة الدوس انها هدفت من البحث التحقق من اتباع مرضى حساسية القمح البالغين للحمية الغذائية الخالية من الجلوتين وكذلك معرفة العوامل التي تؤثر على اتباعهم لهذه الحمية بالإضافة الى تقييم الحالة الغذائية لهؤلاء المرضى مشيرة الى ان الدراسة عملت من خلال جمع البيانات من مرضى حساسية القمح المحولين من عيادة الباطنية إلى وحدة المناظير للمتابعة والبالغين من العمر 18 عاماً فما فوق مستخدمة في بحثها عدة أدوات شملت الاستبانة الخاصة والقياسات الجسمية والتحاليل المعملية. ولفتت الطالبة الدوس انه بعد البحث أوضحت النتائج أن 39% من المرضى يتبعون الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين بينما 61% لا يتبعون كما وجود علاقة ذات دلالة معنوية بين كل من المستوى التعليمي للمرضى والدخل الشهري لأسرة المريض وبين اتباع المرضى للحمية حيث كان المستوى التعليمي والدخل الأسري الشهري أعلى بين المرضى الذين يتبعون الحمية عن نظرائهم من غير المتبعين للحمية. وفيما يتعلق بالنسبة للحالة الغذائية اشارت الدوس ان الدراسة بينت أن الوزن والطول ومؤشر كتلة الجسم لدى المرضى المتبعين للحمية أقل مقارنة بالمرضى غير المتبعين للحمية وكانت هذه العلاقة ليست ذات دلالة معنوية بينما ظهرت علاقة ذات دلالة معنوية بين كثافة طبقات الدهن واتباع الحمية الخالية من الجلوتين حيث كانت كثافة طبقات الدهن أقل لدى المرضى المتبعين للحمية عنها في غير المتبعين كما اوضحت الدراسة عدم وجود علاقة مؤثرة بين اتباع الحمية ومقدار ما يتناوله المرضى من السعرات الحرارية الدهون البروتين والكربوهيدرات على الرغم من أن المرضى المتبعين للحمية يتناولون مقادير أقل من نظرائهم غير المتبعين للحمية وذلك بالمثل لباقي العناصر الغذائية فيما عدا عنصر الفولات حيث إن المرضى المتبعين للحمية يتناولون منه كميات أكثر. أما عن متوسطات نتائج التحاليل المخبرية البيوكيميائية فأوضحت الدراسة انها كانت متقاربة بين المرضى المتبعين للحمية والمرضى غير المتبعين كما اتضح أن مستوى الحديد والفريتين (مخزون الحديد) في المريضات الإناث كان أعلى لدى المريضات المتبعات للحمية أما مستوى الهيموغلوبين والهيماتوكريت فقد كان أقل من المريضات غير المتبعات للحمية كما وجدت علاقة مؤثرة بين اتباع الحمية ومستوى كريات الدم الحمراء حيت كان أقل لدى المريضات المتبعات للحمية الغذائية الخالية من الجلوتين. وأكدت الطالبة غادة الدوس ان المعدل الكلي لمعرفة المرضى عن مرض حساسية القمح وعن الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين يشير إلى أن 12,9% فقط من المرضى لديهم معرفة جيدة بينما كان 45,5% لديهم معرفة ضعيفة واضافت الدوس انه بالنظر في مفردات مقياس المعرفة وجد أن غالبية المرضى لديهم معرفة جيدة عن تعريف مرض حساسية القمح، أعراضه، وعلاجه، بينما كان أقل من نصف المرضى لديهم معرفة ضعيفة عن الجلوتين والطعام الخالي من الجلوتين. وقد تبين وجود علاقة مؤثرة بين متوسط معدل المعرفة واتباع الحمية، حيث كان مستوى المعرفة بين المرضى المتبعين للحمية أعلى من نظرائهم غير المتبعين.