تتبادل الجهات المعنية بمشروعات الصرف الصحي في محافظة وادي الدواسر التهم حيال تأخير أعمال التنفيذ التي بدأ العمل بها منذ سنوات، متناسين حاجة المواطن لها، وذلك في الوقت الذي تغرق فيه أحياء وشوارع المحافظة من مياه الصرف الصحي المتسربة من «البيارات»، وما تخلفه من أوبئة وغازات وبكتيريا سامة مضرة بالصحة العامة. وقد أدى هذا التأخير إلى لجوء عدد من المواطنين إلى إبرام تعاقداتٍ طويلة الأجل مع شركات «شفط» مياه الصرف الصحي؛ لتخلصهم من المستنقعات التي تركها تسرب المياه. وقال «موفي الدوسري» إن معاناة المواطنين مستمرة جراء عملية شفط البيارات، وتحديداً عندما يصل الأمر إلى استنزاف جيوبهم، فهناك الكثير ممن لا يستطيعون شفط بيارتهم بشكل يومي أو حتى أسبوعي؛ نتيجة المبالغة في قيمة الصهريج المرتفعة مقارنةً بدخل الفرد، وهذا ماجعل الجميع يطالب الجهات المعنية بضرورة العمل بمنظومة جماعية وبشكل سريع لتنفيذ مشروعات الصرف الصحي. وعبّر «فهد الدوسري» عن استيائه الشديد من تسرب مياه «البيارات» المتهالكة في مختلف أحياء وشوارع المحافظة، خاصةً الأحياء التي تشهد كثافة متزايدة للسكان، مؤكداً على أن الوضع الراهن ينذر بكارثة بيئية حقيقة إن لم تسارع الجهات المسؤولة في وضع حلول وإنقاذ المحافظة. وأكد «ناصر الدوسري» على أن المشكلة لا تقتصر على «طفح» مياه الصرف الصحي، بل إن العديد من شوارع المحافظة توجد بها حفريات كبيرة تغطيها هذه المياه، وتشكل كميناً للمارة لعدم إمكانية رؤيتها، حيث تسقط فيها السيارات، مشيراً إلى أن الشارع العام والرئيس للمحافظة أغلقت الحفريات جزءاً منه، وتسببت في شلل الحركة المرورية على الخط الدولي الذي يربط مختلف المناطق، ويصل أحياء المحافظة وقراها ببعضها، مما يجعل المواطن والسائح يضيقان ذرعاً من تزاحم السيارات على مدار الساعة. صهريج أثناء عملية «الشفط» بمبلغ وقدره وفيما يتعلق بالجانب الصحي تحدث «د.محمد ضيف غرايبة» -الطبيب العام والمشرف الإقليمي على المراكز الصحية بمستشفى وادي الدواسر العام-، وقال:»لا يخفى على أحد مدى أهمية وجود شبكة الصرف الصحي كمظهر حضاري وحيوي في أي بلد، وما لها من دور بارز في الحد من انتشار كثير من الأمراض التي تسببها الغازات المنبعثة من البيارات، كالتهاب الكبد (أ)، وحمى التيفوئيد، والتهاب ملتحمة العين، والتهاب المجاري التنفسية العليا، والنزلات المعوية بسبب المياه الملوثة بالمجاري، علاوة على انتشار العديد من الحشرات الناقلة للأمراض»، مشيراً إلى أن الرائحة الكريهة للمجاري المكشوفة تؤثر على من يعانون من الحساسية التنفسية، مثل حساسية القصبات، والشعب الهوائية، إلى جانب التأثير المزعج للسكان، والتأثير النفسي والاجتماعي في الأحياء التي تعاني من هذه المشكلة. حفريات الصرف الصحي تهدد سلامة قائدي المركبات